النزاع والدمار يمنعان العائلات من العودة
بغداد ـ الصباح الجديد:
أفاد المجلس النرويجي للاجئين في البلاد، بأن ثلثي سكان قضاء سنجار لازالوا نازحين، مشيرا الى ان النزاع والدمار في سنجار يمنعان العائلات النازحة من العودة.
وذكر المجلس في تقرير، تلقت الصباح الجديد نسخة منه، ان “التدمير واسع النطاق للمساكن المدنية وإنعدام الأمن والتوترات الإجتماعية يمنع ثلثي المجتمعات النازحة من العودة إلى منازلهم في سنجار شمال غربي العراق”.
“بعد ما يقارب خمس سنوات من العملية العسكرية الواسعة النطاق لطرد تنظيم داعش، لا يزال ثلثا سكان سنجار أو أكثر من 193 ألفا من الأيزيديين والعرب والكرد من ضمن النازحين”، وفقا للتقرير الذي اضاف انه “وفي وقت سابق من هذا الشهر إندلعت إشتباكات في المنطقة مما أجبر أكثر من 10260 شخصاً على مغادرة منازلهم، من ضمنهم من نزح للمرة الثانية أو الثالثة”.
وأجرى المجلس النرويجي للاجئين قبل عملية النزوح الأخيرة مسحاً لما يقارب 1500 نازحاً داخلياً بالإضافة الى العائدين لتقييم كيفية إتخاذ المجتمعات الأيزيدية والعربية قرارات العودة الى سنجار.
64 في المائة قالوا أن منازلهم تضررت بشدة بينما أعرب 32 في المائة عن قلقهم من أن الوضع الأمني في سنجار سيمنعهم من العودة الى ديارهم، و70 في المائة ممن شملهم الإستطلاع قالوا إن نقص المساكن وزيادة الإيجارات هي السبب الرئيسي للصراع الإجتماعي مع العائدين، وعلى الرغم من ذلك، فإن 99 في المائة ممن تقدموا بطلبات للحصول على تعويضات حكومية لم يتلقوا أي تعويض عن الممتلكات المتضررة.
يقول جيمس مون، مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في العراق: “لا تزال عائلات من سنجار في حالة نزوح بعد سنوات. ما زال آلاف الأشخاص يعيشون في مخيمات ويحتاجون الى حلول دائمة لتتمكن العائلات من بناء حياة جديدة ومستقبل آمن لهم”.
بالإضافة للتصعيد المستمر بين الجماعات المسلحة فإن تحديات الوصول إلى المساكن والأراضي وحقوق الملكية تشكل عوائق كبيرة أمام المجتمعات النازحة، حيث أن الافتقار الى المساكن الصالحة للسكن يعيق العودة ويساهم في زيادة التوترات الاجتماعية في المنطقة المتضررة بشدة. أفاد كلا المجتمعان الأيزيدي والعربي بتكرار حوادث إطلاق نار والاعتقالات اغلاق الطرقات. وأضاف مون: “يريد سكان سنجار العودة إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم بعد سنوات من المأساة وإنعدام الأمن والدمار. لكن هذا لا يمكن أن يحدث بدون الاستقرار السياسي والاجتماعي وتعزيز الوصول إلى حقوق السكن والملكية”.
روت نوفا، وهي جدة أيزيدية من سنجار الأحداث الأخيرة التي أجبرتها على مغادرة المنزل والبحث عن الأمان في مخيم في دهوك، تقول: “في كل مكان نسمع إطلاق النار وقذائف الهاون والقنابل. حاولنا إبقاء الأطفال هادئين لكننا كنا خائفين أكثر منهم. وكنا نبكي عندما فررنا ولم نتمكن من إحضار أي شيء معنا باستثناء بطاقات الهوية الشخصية، ولن نتمكن من العودة إلى سنجار ما لم تصبح آمنة ومحمية”.
المجلس النرويجي للاجئين، حث حكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان على إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل البنية التحتية وإستعادة الخدمات للسماح بالسكن الآمن والأراضي والممتلكات إلى جانب البنية التحتية العامة.
كما تدعو المنظمة الجهات المانحة الدولية للتنمية إلى الإستثمار في تعزيز الوصول إلى الإسكان والأراضي وحقوق الملكية لدعم العائلات في تحقيق هدف الحلول الدائمة في سنجار.