بغداد ـ الصباح الجديد:
باتت الترجمة جزءاً لا يتجزّأ من تلقّي القراء للأدب، فالطلب على الأسماء الكبرى للأدب العالمي تتجاوز في الغالب المؤلفين المحليين، لأسباب عديدة منها الضمانات التي تقدّمها الأسماء الشهيرة والاستثمار النقدي فيها.
لكن العلاقة بين الترجمة والروايات موضوع شبه غائب على مستوى البحث العلمي، وهو ما يتصدّى له كتاب صدر مؤخراً للباحث العراقي عبد الله إبراهيم بعنوان «السرد والترجمة» عن منشورات «دار أبجد».
يقول المؤلف في تقديم كتابه: «لم يُشح السردُ بوجهه عن الترجمة، بل جعل منها جزءاً من عملية التأليف في نوع من المواربة التي تجنّبت الإقرار بنسبة النص إلى مؤلفه الحقيقي؛ جعلها مرة ركناً من أركان البنية السردية، حيث يقوم المترجمون بأدوارهم في العالم الافتراضي للسرد، معبّرين عن رؤى أفصحت عن مواقفهم الثقافية، وحتى عن هوياتهم السردية، ثم جعلها، مرة أخرى، حية في قضية سوء تأويل النصوص بين الأمم».
يضيف إبراهيم: «بذلك أدخل السرد الترجمة في صلب العوالم السردية المتخيلة، فظهرت بلبوس الخدع الكتابية التي تنكر بها المؤلفون، وانخرطوا في ممارسة جملة من الأكاذيب البيض، أي الأكاذيب التي لا يترتب عليها حكم، ولا سوء قصد، بادعائهم أنهم مترجمون اقتصر دورهم على ترحيل النصوص من لغة إلى لغة، ومن ثقافة إلى أخرى، ولم يبخلوا في اختلاق الذرائع التي سوغت لهم تلك الأفعال المثيرة، وما برحوا يتبادلون الحيل الشائقة مُثرين الظاهرة السردية بأفكار لم تخطر على بال، وذلك إنعاش للسرد فيه من الابتكار بمقدار ما فيه من الطرافة».