حكومة البصرة توقف إنشاء سد ترابي في جزيرة السندباد وتسعى للبحث عن موقع أفضل

أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الشعبية ومسؤولين محليين ومتخصصين
البصرة – سعدي السند:

نفى محافظ البصرة المهندس اسعد العيداني اقامة سد شمالي جزيرة السندباد الواقعة على شط العرب ، مشيرا الى انه لن يكون هناك سد في المحافظة إلا بعد استشارة خبراء وتصميم المخططات وتحديد المكان المناسب له لنحدد بعدها عملية الشروع بتنفيذ السد وان كل الأخبار المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليس لها حقيقة على أرض الواقع.
وجاء هذا النفي من محافظ البصرة بعد أن أثار التصريح الذي اطلقه رئيس مجلس محافظة البصرة وكالة وليد كيطان بانشاء سد ترابي قرب جزيرة السندباد جدلاً واسعاً بين الاوساط البصرية الشعبية وكذلك من مسؤولين محليين وجهات معنية من مهندسين ومتخصصين وغيرهم ، وتداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا عبر (كروبات الواتساب) اراء متعددة.

انشاء سد ترابي في منطقة جزيرة السندباد لايعالج المشكلة
فقد قال نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران ان انشاء سد على شط العرب في جزيرة السندباد امر خاطئ وان الموقع الامثل لذلك السد شمال منطقة ابو فلوس.
واضاف البدران في تصريح صحفي ان المحور الاساس لمشكلة ملوحة المياه في شط العرب يتمثل بقلة الاطلاقات المائية الواصلة الى المحافظة وان انشاء سد ترابي في منطقة جزيرة السندباد لايعالج تلك المشكلة ، بل سيعطي مبررا لوزارة الموارد المائية بتقليل حصة المحافظة من المياه.
واضاف البدران ان انشاء السد بالقرب من جزيرة السندباد امر خاطئ خاصة اذ ان جميع محطات الاسالة في المحافظة ابتداء من المعقل وصولا الى مشروع البراضعية والتي تخدم نحو مليوني نسمة تقع مابعد تلك الجزيرة ، مشيرا الى ان جميع مناطق البصرة تتغذى ولعشرات السنين بالماء من نهر دجلة وان استحداث مصدر جديد من جزيرة السندباد يحتاج الى مد انابيب جديدة مشابهة للانابيب الممتدة من قناة البدعة والتي تعاني من مشكلات تشغيلية واخرى تتعلق بالتجاوزات ، وان الموقع الافضل لانشاء السد هو شمال منطقة ابو فلوس وان يكون ذلك السد مفتوحا من احد جهاته لتصريف المياه الملوثة والمالحة فيما يضطلع السد بمنع المد الملحي من الدخول الى مياه شط العرب.

مركز علوم البحار يرفض بشكل قاطع بناء سد ترابي ثابت على شط العرب
من جهتها أوضحت جامعة البصرة في بيان حصل مراسل «الصباح الجديد» في البصرة على نسخة منه جاء فيه : ان مركز علوم البحار التابع للجامعة يرفض بشكل قاطع بناء سد ترابي ثابت على شط العرب في اي مكان وماتردد عن تقديمه مقترح وضع السد الترابي على جزيرة السندباد هو عار عن الصحة وقد وضع مركز علوم البحار دراسة علمية متكاملة ومعززة بالمخططات والصور التوضيحية الى هيئة المستشارين المشكلة من قبل مجلس الوزراء على اقامة سدة بلاستيكية متحركة وبشكل مؤقت لمدة لاتتجاوز الشهر وهي معمول بها في انهر عديدة في العالم يتم وضعها ورفعها بشكل سريع وعند الحاجة وهي غير مكلفة فضلا عن تقديم تقرير مفصل لإقامة هويس ملاحي في (ابو فلوس) بشرط نجاح فحوصات وتحاليل الأثر البيئي لهذا الهويس حفاظا على حياة الناس وعليه ترفض جامعة البصرة حملة التهجم على مؤسستها العلمية وخلط الاوراق المتعمد لغرض تشويه الحقائق واثارة الرأي العام والجامعة كانت وماتزال رائدة في تقديم الحلول والمقترحات للمشكلات التي تمر بها المدينة.

اقامة السد سيجعل مسافة 100 كيلو متر مياها دائمة الملوحه
أما المهندس طارق الموسوي الغوالب الذي عمل سكرتير لجنة دعم اعمار وخدمات البصرة التابعة لمجلس الوزراء والتي نفذت عشرات المشاريع منذ تشكيلها عام 2008 وحتى انجاز تلك المشاريع التي شملتها ضمن المبلغ الذي خصص لها آنذاك فقد قال : ان اقامة مثل هذا السد في موقع قريب من جزيرة السندباد هو خطأ كبير.
وأضاف اننا جميعا نعرف ان شط العرب يصب في الخليج وهذا يعنى ان منذ نشأة الخليقه لم يكن الخليج يصب في شط العرب ولم يأت يوما ليكون ذلك ولكن للاسباب التي يعرفها الجميع والمتمثلة بقلة الاطلاقات المائيه من تركيا مع كثرة السدود في المدن العراقيه التي تسبق البصره في موقعها الجغرافي ادت الى نقص حاد في كميات المياه الى شط العرب واصبح فقيرا للمحتوى المائي العذب.
وبيّن الموسوي : لكون ظاهرة المد والجزر تعمل في الخليج فان ارتفاع المد اكثر من كميات المياه التي يجب ان تصب لتلتقي المياه المالحه وتوقف اندفاعها في عمق البصرة ونعلم ايضا عندما كانت الاطلاقات المائية كبيرة كانت تلتقي بالمد في منطقة الفاو لحين بدء الجزر تنحدر الى الخليج في حينها كانت كل مياه شط العرب عذبة ، والان المد كبير يلتقي مع الكميات القليلة من الماء العذب في مناطق شمالي البصرة.
لذا اشير والحديث مازال للمهندس طارق ان اقامة السد الترابي على اكتاف جزيرة السندباد سيجعل مسافة 100 كيلو متر في عمق البصرة مياها دائمة الملوحه وسيتم فيها الجناية على شط العرب وقتله تماما وستكون معاناة البصرة اضعاف ما هي فيه الان لذلك يجب اعادة النظر والدراسة مع المختصين في المجالات المعنيه لاختيار مكان يكون ما بعد مصب نهر الكارون لكي تكون المياه المنحدرة من شمال البصره بالتوازي مع المياه المنحدرة من نهر كارون يشكلان منطقة مياه عذبة لغاية ما بعد مصب نهر الكارون .
هناك ستلتقي المياه العذبة كلها مع مياه البحر عند المد وسيكون شط العرب في امان ويمكن ان تعود الزراعة لجميع المناطق الواقعة على شط العرب مع توفر ديمومة توفر المياه العذبة للمحطات المائية غير القادرة على التزود من مشروع (الآر او) او اي معامل تحليه للمياه يمكن اقامتها على شط العرب.
وحين ذلك يجب ان يكون التفكير جادا وبعمق لنقل مصبات المجاري ما بعد السد لحماية بيئة شط العرب وان المطلوب الآن هو اجراء المزيد من المداولات مع المتخصصين والمهندسين والخبراء بهذا الشأن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة