-1-
حين يكون الحاكم مسكونا بحب الفجور ، ميالاً الى إشباع رغباته وشهواته ، بعيداً عن الالتزام بالموازين الشرعية تنعكس آثار هذه النزعة الدنيوية على الوسط الاجتماعي ، فتبدأ بالظهور ألوان المباءات والانحرافات وتبرز مظاهر الخلاعة والدعارة والانحدار الخلقي ، وكل ذلك يتم بمباركة السلطة .
وهكذا تشيع الفاحشة في المجتمع ، وينتشر الفساد في ربوع البلاد
-2-
وقد كتب التاريخ عن ( يزيد ) وفجوره ولهوه وعن أيام حكمه السوداء الشيء الكثير :
قال ابن الطقطقي في كتابه الفخري :
” لقد كان يزيد بن معاوية موفور الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء “
وقال المسعودي
” كان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود ومنادمةٍ على الشراب )
الى ان قال :
( وفي زمانه غلب على أصحابه وعلى الناس ما كان يفعله من المنكرات والفسق والفجور ، وظهر الغناء في مكة والمدينة ،
وشرب الشراب ، واستعملت فيهما الملاهي بكل أنواعها )
وقال التاريخ أيضا :
( كان يزيد بن معاوية يُلبس كلابَ الصيد أساورَ الذهب والجلال المنسوجة منه ، ويهب لكل كلب عبداً يخدمه )
ومع كلّ هذا الفجور كيف يمكن للامام الحسين (ع) أن يبايعه ويرتضيه خليفة للمسلمين ؟
انّ هذا لن يكون
وهذا ما قاله الامام الحسين (ع)
” يزيد رجل فاسق ، شارب للخمر ، وقاتل للنفس المحرمة معلن بالفسق والفجور ومثلي لا يبايع مثله “
-3 –
انّ معارضة الطغيان والفساد نهج حسيني لا يقبل الجدل ولا النقاش .
ومن هنا كان الحسين (ع) ثورة مستمرة على الظلم والظالمين والانحراف والمنحرفين .
ويحسب الطغاة أنَّ اغتيال الجسد يحسم الموقف لصالحهم وهم في هذا واهمون .
انّ اغتيال الجسد لا يعني اغتيال النهج ، فان النهج باق لن يموت .
قال الشاعر :
أَرجَفُوا انّكَ القتيلُ المُّدمى
أَو مَنْ يُنشئُ الحياةَ قتيلُ ؟
ويموتُ الرسولُ جسماً ولكنْ
في الرسالاتِ لنْ يموتَ الرسولُ
-4-
والسؤال الآن :
من هو القتيل ؟
الحسين ام يزيد ؟
والجواب جاء على لسان الشاعر :
زعموا بأنّ قتلَ الحسينَ يزيدهمُ
ولكنما قتل الحسينُ ( يزيدا )
فالدم ينتصر على السيف
والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
حسين الصدر