ميثم عادل*
لم يقدروه، قللوا من شأنه أستغنوا عنه بثمن بخس 6 مليون يورو مع أنهم دفعوا به 82.3 مليون يورو قادما من ليفربول صيف 2014 فقط لأجل إذلاله والإنتقاص من قيمته وليكون كبش فداء الخروج المزلزل من دوري الأبطال على يد بايرن ميونخ بالثمانية الشهيرة.
لكن أتلتيكو مدريد فتح أبوابه له ووثق به ومنحه الفرصة لإثبات وجوده هذا هو لويس سواريز وقصته المثيرة للجدل مع البلوجرانا، دموعه وهو يبكي متأثراً بفوز فريقه بلقب الدوري الإسباني أثناء مكالمة هاتفية مع زوجته وأطفاله عقب المباراة الحاسمة مع نادي بلد الوليد حكت للعالم قصة فيلم مأساوي أخرجه الرئيس المعزول بارتوميو ونفذه رونالد كومان، المهاجم الأوروجوياني اتهم ناديه السابق بعدم أحترامه والتخلص منه بطريقة مهينة وصادمة من خلال مكالمة هاتفية موجزة مع مدربه الهولندي قبل إنطلاق الموسم الحالي، مع إن أرقامه التهديفية مع ناديه السابق تتحدث عن نفسها، 283 مباراة سجل 198 هدفا وصنع 109 متفوقا على أساطير النادي عبر تاريخه من أمثال البرازيلي ريفالدو والكاميروني إيتو والبلغاري ستويشكوف محققا 13 لقبا برفقة صديقه الأقرب ميسي خلال 6 مواسم قضاها في ربوع برشلونة.
“وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم” انتفض (العضاض) وساهم بـ 24 هدفا مع الروخي بلانكوس سجل 21 هدفا وصنع 3 أهداف في 2.983 دقيقة لعبها هذا الموسم 32 مباراة في الدوري و6 بدوري الأبطال وأضحى أول لاعب في القرن 21 ينجح بتدوين16 هدفا في أول 17 مباراة له مع الفريق نفسه في الليجا، الأهم من كل هذا أنه سجل هدف الفوز الغالي على نادي بلد الوليد ليحسم اللقب لأتلتيكو متفوقا على جاره اللدود ريال مدريد بفارق نقطتين.
معاناة سواريز هذا الموسم الذي يعده الأصعب في مسيرته الكروية أججت نار الرغبة والتحدي وأشعلت الإرادة والطموح وألهبت روحه الحزينة فأنفجر كالبركان ينثر حممه على كل فرق الليجا ويصنع التاريخ مع خصوم الأمس ورفاق اليوم في الجانب الاخر من مدريد وينتزع مع مدربه الأرجنتيني سيميوني اللقب الغالي الذي طال انتظاره لعشاق ملعب “واندا ميتروبوليتانو” ويجعل من عشاق ملعب”كامب نو” يتجرعون سم الفراق ويعضون أصابعهم ندما على صفقة بيعه التي وصفت بأنها سرقة القرن.
* مدرب محترف وناقد رياضي