-1-
هناك أشخاص يتميزون بالقدرة على اصطياد القلوب …
انهم يمتلكون الجاذبية الفائقة ويستطيعون أنْ يُقيموا أفضلَ العلاقات مع الناس
وهذه الصفة ثمينةٌ للغاية، فالمرء كثيرٌ باخوانه – كما هو معلوم –
-2-
وهكذا تمتد وتتسع أواصر الصلة والمحبة بينهم وبين جمهورٍ عريض من الناس، وتُشّكل رصيداً اجتماعياً مهماًلهم في الأوساط الاجتماعية .
-3 –
والى جانب هؤلاء هناك نَمَطٌ آخر يعجز عن اكتساب الاخوان ويعيش على هامش الحياة الاجتماعية ،
وليس في قلبها …، ويعاني من الغربة وهو داخل الوطن،ويشكو من الوحشة والاكتئاب، وندرة الأصحاب والأحباب
ولن يكون المرء على هذا الوصف مالم يكن مسكونا بالعديد من العُقد النفسية ، او مُصاباً بعاهات أخلاقية كالأنانية واللؤم والبخل وما شاكل، حيث لن يكون لمثل هؤلاء نصيبٌمن المحبة في قلوب الناس، لابل لا رصيد لهم من المحبة والاحترام حتى مِنْ قِبَلِ أقربِ الناس اليهم من أولادٍ وأعمام واخوال …
انهم يعيشون لأنفسهم، ولا يشاركون الناس آلامهم وآمالهم فيحيطون انفسهم بجدار سميك من العزلة .
البخيل يخشى الاختلاط لئلا يُكلف بدفعِ شيءٍ من أمواله .
واللئيم يستكثر على نفسه أنْ يُسدي معروفاً لأحد …!
والاناني شعاره قول القائل :
انما دنيايَ نَفْسِي فاذا
سَلِمَتْ نَفْسِي فلا عاشَ أَحَدْ
-4-
غير أنَّ أصحاب القدرة على اجتذاب الاصدقاء والمحبين يُصابون أحيانا بداء رهيب، يجعلهم يُضيّعون الكثيرين من محبيهم واصدقائهم، وذلك الداء : هو داء الهواجس المُريبة والظنون السيئة الغريبة .
وقد يفسرون المواقف بغير ما هي عليه، منطلقين من تلك الهواجس الغريبة، وهنا نُذّكِرُهُم بما قاله الشاعر المعاصر :
إياكَ أنْ تضيّعَ الأحبابا
وكُنْ الى وِصالِهِم وثّابا
وأَوْصِد البابَ أمامَ هاجسٍ
يدعوك أنْ تَغْدُو بِهِم مُرْتابا
وباختصار :
لا يسوغ لكَ أنْ تحمل أخاك على محمل السوء، بل ينبغي أنْتحمله على مَحْمَلٍ حَسَنٍ ، الاّ اذا قام الدليل على خلاف ذلك .
حسين الصدر