بغداد – وداد إبراهيم :
قبل أكثر من أربعين عاماً بدأ عشقه للفن التشكيلي والادب العراقي بعد ان سحر بجيل من المثقفين العراقيين من رواد الحركة الفنية ورواد الأدب العراقي، يعرف الأدباء ويبحث عن نتاجهم، يقرأ لمن لهم وقع واثر في الحياة الثقافية ويتابع الفنانين الرواد وحركتهم، من دون ان يفكر بأي مردود مادي او معنوي، لكنه يشعر بالمسؤولية في حفظ اهم الاحداث الثقافية، على الرغم من انه ليس أديباً ولا فناناً تشكيليًا، أحب ان يعلن عن حبه بكل وضوح وصراحة في حضوره ومتابعته للمعارض التشكيلية والندوات والمهرجانات الفنية، والبحث عن الصور , والمواضيع النادرة ليكون له الف حكاية وحكاية مع أرشيف كبير ومكتنز وثري بالإحداث والصور لا تمتلكه اي دائرة او مؤسسة فنية او أدبية مثلما يمتلك انس عمر نظمي.
لم يفكر نظمي يوماً، بالكتابة في الصحف عن نشاطه او يأخذ معلومات من أرشيفه الضخم ويكتب موضوعاً في الفن او الادب في الصحف، يعرفه الكثير من الفنانين والأدباء ، في حين يستقبله أصحاب المكتبات بالجديد من الإصدارات وحين يصعب عليه موضوع في قضية فنية يعرف اكثر من طريقة للحصول عليه وبسرعة.
المصادفة قادتني اليه وانا احمل كتابًا جديداً عن الفنان التشكيلي لشاكر حسن الـ سعيد
والناقد على الدليمي وإذا به يقترب مني ويقول لي متى صدر هذا الكتاب فأنا لا اعرف عنه شيئا فقلت له: اخذته من الكاتب وحفل توقيع الكتاب بعد أيام بإمكانك الحضور سردت له هذه المعلومات، وكان هو قد اخذ الكتاب بين يديه يتصفحه ويقول طبعاً احضر واذا به لا تفوته شاردة او واردة في سيرة الفن والادب العراقي.
فحدثني قائلاً: في السبعينيات من القرن الماضي بدأت هوايتي بجمع كل ما يتعلق بالفن التشكيلي من صور وكتيبات ولا تفوتني الفرصة من تصفح الصحف وبنحو يومي والوقوف عند أي موضوع يخص الفن التشكيلي، ومن ثم قصه وارشفته بطريقة التوثيق أي ذكر اسم الصحيفة او المجلة وتاريخها وتبويبه، اضافة الى حضور المعارض الفنية والبحث عما كتب عنها في اليوم الثاني ومن ثم أرشفته ووضعه بنحو مرتب. وعندما صارت محتويات أرشيفي كثيرة عملت لكل فنان ملفاً خاصاً به، يتضمن كل ما كتب عنه وكل نشاطاته حتى صار لدي اربعة مجلدات عن الفن التشكيلي ومجلدات عن الادب العراقي بما فيهم الشعراء والادباء العراقيين وإعمالهم الادبية وكل ما ينشر في الصحف عن الحركة الادبية.
واكمل انس حديثه الارشيفي قائلاً: حين اصبح الارشيف ضخماً صنفته حسب الحروف الابجدية بعمل ما يشبه كتابا لكل شخصية ويتضمن الكتاب 200 صفحة وابرز ما لدي، صور لفائق حسن وجواد سليم والفنان أرداش كاكافيان وعملت مجلدات خاصة بالصور النادرة لكل شخصية فنية.
اما عن الكتب فقال: آخر ما حصلت عليه كتاب نادر عن الفنان خالد الجادر بعنوان راحل لم يرحل وقد كتبه شقيقه واقتنيت كتاباً جديداً وضخماً عن الفنان جبر علوان جبر وآخر عن هاشم حنون ومحمد مهر الدين الذي توفي في عمان هذه الكتب اعدها ذات قيمة عالية لأنها تتحدث عن شخصيات فنية رحلت.
اما عن علاقته بالصحافة فقال: حين اعرف ان موضوعاً قد نشر عن فنان معين ولم اجد الصحيفة اذهب الى مقر الصحيفة وادخل الى الارشيف وابحث في الصحف حتى اجد ما اريده ويحز في نفسي ان الصحف فيها الكثير من المواضيع عن الفن .
واخيراً قال: الكثير من الدارسين والمهتمين بالفن والادب او بعض المؤسسات الرسمية تحتاج الى معلومات مني فأقدم المعونة وانا سعيد ان يكون ما انجز في متناول شريحة من الدارسين. فهذه هوايتي وانا سعيد بها ومتواصل في البحث والأرشفة من اجل الفن والادب.
ونحن نقول:
لم تحاول أي مؤسسة فنية أوادبية الاطلاع على هذا الارشيف الضخم ومحاولة الاستفادة منه مثل دار الكتب والوثائق او مركز الدراسات او اي مؤسسة تعنى بالفن والادب.