وداد ابراهيم
ما يحدث في العالم من تداعيات انتشار فايروس (كورونا) تحوّل بعضه الى مواد وموضوعات لحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الاخبار فكانت هناك حملة “خليك بالبيت” وحملة “لا تصافح..لا تقبّل..ابتعد” وغيرها.
الفنانون كان لهم دورا مهما وفاعلا، فمنهم من حث الجمهور على التزام البيت، مع تقديمه بعض النصائح للوقاية، وهناك من اختار الرسم للتعبير عن خطورة الفيروس، وللحث على التزام البيت، من ضمنهم الفنان التشكيلي اياد الزبيدي الذي اختار جملة “خليك بالبيت” عنوانا لإحدى لوحاته.
يقول الزبيدي: “خلال فترة انتشار فيروس كورونا امتثل العالم لأجراء حظر التجوال، ما حفزني لإنجاز لوحتي الأخيرة (خليك بالبيت) لأوجه الدعوة من خلالها الى العالم وفي هذا الظرف الصعب ان يحرص كل فرد منا على التزام منزله، حفاظا على صحته وحرصا على عائلته وبلده، وجسدت البيت على انه المكان الأنسب والاجمل لنا لنعمل فيه ونجتهد ونحلم بأمل كبير، والذي سينقلنا الى بر الأمان ومن خلاله ننتصر على مصاعب الحياة واولها هذا الوباء، وفي اللوحة يتجسد الامل بغد افضل من خلال الفجر الذي ارتبط بصياح الديك واعلان يوم جديد، فهي امل او نبوءة بحياة جديدة وامل كبير بأن هذا المرض سيتلاشى وتصبح الحياة ملونة بألوان الحب والفرح والحياة السعيدة.
وتابع: السعادة تتمثل بوجود المرأة فرسمتها وهي في حالة تأهب لاستقبال فجرها الذي يلبي طموحها ويحقق ما تصبو اليه، الا إني وضعتها مسكونة بالرموز، من دون رأس، واستعار الديك الرأس بوصفه الفارس والمبشر بانجلاء الظلام والعتمة، لذا فأن اللوحة عبارة عن حكاية تمنحني الرغبة الكبيرة لأشاركها الامل والانتظار لفجر جديد، حكاية لها حضور مهم في اعمالي الفنية لانها توثيق مهم لمرحلة صعبة عاشها العراق.
اما الفنانة تبارك مهدي فقالت: مما لاشك فيه ان التوجيهات والتعليمات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية لغرض الوقاية من فايروس (كورونا) الخطير لم يطبقها الكل، ما دفعني لترجمة هذه المخاوف في لوحة (هواجس مخيفة)، ابين فيها مدى خطورة عدم الالتزام بالتوصيات والاستهانة بلبس الكمامة والسخرية من لبس الكفوف، وما يسببه المرض من كارثة إنسانية كبيرة في سرعة مطاردته للفريسة والايقاع بها ان كانت طفلة او عجوز او شاب لذا وضعت اللون الأسود لما يمثله المرض من ظلمة لا يمكن التخلص منها بسهولة، كما رسمت لوحة أخرى تمثل الام وهي تحتضن طفلها وعلى وجهها ملامح الخوف والذعر من ان ينال المرض طفلها، ولونت الفايروس باللون الأحمر لأنه يشكل لون الدم والقتل بعد ان تسبب بوفاة الكثير من الناس في انحاء العالم حتى وصلت في بعض الدول الى اعداد مخيفة تصل الى الالفين بيوم واحد.