مستعدة لحوار الحفاظ عليها
متابعة ـ الصباح الجديد :
حذّر نائب وزير الدفاع الروسي، الفريق أول ألكسندر فومين، من مغبة انسحاب الولايات المتحدة من «معاهدة الصواريخ»، مؤكدا استعداد موسكو للحوار مع واشنطن من أجل الحفاظ على هذه المعاهدة.
وأكد فومين في لقاء جمعه مع ملحقين عسكريين للسفارات الأجنبية في موسكو، أن الوزارة الروسية تتابع عن كثب الوضع الناجم عن إعلان الولايات المتحدة نيتها الانسحاب من معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، والتي تم عقدها بين موسكو وواشنطن في العام 1987.
وأعرب المسؤول العسكري الروسي عن قناعته بأن هذه الخطوة ستنعكس سلبا على الأمن والاستقرار الدوليين، كما أنها «بالطبع ستطلق عنان سباق التسلح».
وشدد فومين على تمسك روسيا بالتزاماتها بموجب المعاهدة، مؤكدا بطلان الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى موسكو بانتهاكها. فيما أشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة هي التي تخرق الاتفاقية المذكورة، بما في ذلك عبر تجهيز منشآت تابعة لعناصر الدرع الصاروخية في أوروبا بمنصات تم تصميمها لإطلاق صواريخ مجنحة من نوع «توماهوك» يبلغ مداها 2,4 ألف كلم.
بالمقابل هددت الولايات المتحدة، الخميس الماضي بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمت قبل 30 عاما خلال الحرب الباردة إذا استمرت روسيا «بانتهاك» هذا الاتفاق.
وقال السفير الأميركي إلى مؤتمر الأمم المتحدة لنزع الأسلحة، روبرت وود، للصحفيين في جنيف، إن «روسيا تنتهك المعاهدة من خلال نشرها صواريخ «9 إم 729» على الرغم من أنها تنفي حتى وجود هذه المنظومة».
وقال وود: «هذا الوضع لا يحتمل وعلينا اتخاذ تدابير لمواجهة هذا الانتهاك المستمر لهذه المعاهدة المهمة».
وأضاف وود: «لا أعرف إلى متى يمكن أن نستمر في احترام التزاماتنا التي تنص عليها هذه المعاهدة في حين تنتهكها روسيا بشكل صارخ وعلني».
يذكر ان صرح مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف بأن بلاده مستعدة للنظر في معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، المبرمة بين موسكو وواشنطن.
وأضاف تشيجوف في حديث لصحيفة «فايننشل تايمز» البريطانية أن موسكو مستعدة للحديث عن تعديل المعاهدة أو استبدالها بمعاهدة جديدة.
وفي تعليقه على اقتراح واشنطن شمول المعاهدة المعدلة الصين بسبب مخاوفها من برنامج بكين الصاروخي، تساءل تشيجوف: «لماذا تتخوف الولايات المتحدة من ذلك أكثر منا؟»، مشيرا إلى أن روسيا لها حدود برية طويلة مع الصين، بخلاف الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وذلك على خلفية الاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن بانتهاك بنودها.
وأضاف ترامب أن بلاده ستواصل تعزيز ترسانتها النووية إلى «أن يعود الآخرون إلى رشدهم»، مشيرا إلى أن هذه الرسالة موجهة إلى الصين وروسيا في المقام الأول.
وأعربت معظم الدول عن قلقها إزاء قرار واشنطن الخروج من المعاهدة، التي تعتبر من أهم ركائز الاستقرار الاستراتيجي في العالم.