محمد الضيف قائد جناح حماس المسلح يقود الحرب
متابعة الصباح الجديد:
لا تزال التهدئة مستمرة حتى أمس الجمعة بين اسرائيل وحركة حماس غداة يوم هادىء عموما تخلله تجمع في تل ابيب ضم عشرة الاف شخص للمطالبة بحل دائم للنزاع.
من جهتها قررت السلطات الإسرائيلية فتح معبر كرم أبو سالم التجاري بشكل استثنائي أمس الجمعة لإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية والوقود والغاز.
وذكرت هيئة المعابر والحدود بوزارة الداخلية أنه من المقرر إدخال 30 شاحنة تقل مساعدات إنسانية لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، إلى جانب كميات محدودة من الوقود وغاز الطهي المنزلي.
وبالرغم من المخاوف من عدم صمود وقف اطلاق النار الذي يلتزم به الجانبان منذ الاثنين، فان الاسلحة سكتت مجددا الخميس وعاد قطاع غزة الى حياة شبه عادية قدر الامكان، لكن بعض اهاليه لا يخفون شكوكهم ازاء المفاوضات واتفاقات متلاحقة لا تدوم طويلا لوقف اطلاق النار.
وقال محمد ابراهيم، احد سكان حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، بحسرة “ان وقف اطلاق النار سخيف. نحن نريد الاستقرار هنا، وليس المجيء والذهاب كل يوم، ان ننام هنا ليلة وفي مكان آخر في اليوم التالي. ترون جيدا ان منزلي تهدم، حياتنا تهدمت”.
وذكرت صحيفة وول ستريت جرنال الخميس ان اسرائيل تلقت اسلحة من البنتاغون في تموز بدون موافقة البيت الابيض او وزارة الخارجية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين ان ادارة الرئيس باراك اوباما اخذت على حين غرة فيما كانت تحاول الضغط على اسرائيل لكبح حملتها على غزة، وشددت منذ ذلك الحين المراقبة على ارسال اسلحة الى الدولة العبرية.
لكن الاسلحة ارسلت رغم ذلك، ما يدل على قلة تأثير الحكومة الاميركية على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، على ما اضافت الصحيفة استنادا الى مسؤولين من البلدين.
وقد احتشد عشرة آلاف شخص على الاقل في تل ابيب بحسب الشرطة تحت شعار “الجنوب (المدن الحدودية مع قطاع غزة) ترفض السكوت” لمطالبة الحكومة بحل دائم للنزاع مع حركة حماس.
ورفع الحشد الذي ضم مزيجا متنوعا، اعلاما اسرائيلية ولافتات تدعو الى “احتلال غزة الان” وكذلك الى صنع السلام مع الفلسطينيين.
وقال الون شاستر رئيس المجلس المحلي لكيبوتز شعار ها نيغيف “مثل سكان غزة ورفح نطالب بالسلام والهدوء وحق العيش في منازلنا”.
ورغم مواصلة المحادثات في القاهرة فان الجيش الاسرائيلي في حالة جهوزية لاي احتمال “لان العمليات لم تنته بعد”. ورد متحدث في غزة بالقول ان الاستعدادات للحرب “لا تخيف” حماس.
لكن بالرغم من النبرة الحادة من الجانبين فان الوسيط المصري اعلن مساء الاربعاء تمديد وقف اطلاق النار لخمسة ايام. وغادر الاسرائيليون والفلسطينيون القاهرة حيث اعلن الاخيرون انهم سيعودون مساء اليوم السبت.
من جانب آخر فأن اسم محمد الضيف القائد الخفي للجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) برز كالعقل المدبر للحرب مع إسرائيل.
ولأنه المخطط الاستراتيجي الذي ساعد على تكوين شبكة من الانفاق تحت حدود إسرائيل استطاع الضيف أن يأخذ عدوه القوي على حين غرة بهجمات مباغتة سببت خسائر فادحة في الارواح. ورغم الضربات الإسرائيلية العقابية في الصراع المستمر منذ أكثر من شهر واصلت حماس إطلاق الصواريخ التي وصلت إلى العاصمة التجارية تل أبيب.
ومنحه موقعه القيادي صوتا مسموعا بين قادة الحركة الإسلامية وفي توجيهها نحو الحرب أو الهدنة. لكن يتردد أنه يفضل دوره العسكري على السياسة الداخلية.
ولا يعرف كثيرون شكل الضيف الذي يعتقد أنه في الخمسينات من عمره بعد أربع محاولات إسرائيلية على الأقل لقتله. كما أن الصور القديمة له نادرة.
وأظهرت لقطات فيديو نادرة تعود لعام 2002 الضيف وهو مضرجا بالدماء وقد جلس منتصبا بينما كان رجل يحاول سحبه بعيدا عن حطام سيارة أصابها صاروخ أطلقته طائرة هليكوبتر اسرائيلية.