دعت إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني في الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في وقت اكملت فيه القوات العراقية اعادة انتشارها في المناطق التي كانت تشغلها قبل دخول داعش في حزيران عام 2014 ، كشفت مصادر مطلعة للصباح الجديد عن تخلي رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني عن منصبه وتسليم مسؤولياته الى رئيس حكومة الاقليم.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، ان بارزاني الذي اخفق خلال السنوات الاخيرة في قيادته للاقليم على جميع الصعد، وتسبب بنحو مباشر في توسيع الهوة بين اربيل وبغداد، واقحم الاقليم في مشكلات مختلفة مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار، يعتزم ترك منصبه الذي يشغله منذ عام 2005 عقب اتفاق سياسي مع الاتحاد الوطني الكردستاني، متوقعا ان يعلن بارزاني استقالته خلال الايام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك وبينما لم يأت الموقف الاميركي بما تشتهي سفن بارزاني، بعد تأكيد ترامب التزام بلاده الحياد وعدم تأييد أي طرف على حساب الطرف الآخر، طالبت حركة التغيير المسؤولين في الاحزاب والحكومة، وجميع من كانوا وراء اجراء الاستفتاء الذي وصفته بالفاشل، الى تقديم استقالتهم والاعتذار لشعب كردستان عن المأسي والولايات التي أجروها على الاقليم، اذا كان لديهم شهامة سياسية..
وقال كاوة محمد القيادي في الحركة في حديث للصباح الجديد، ان التغيير طالبت بعدم اجراء الاستفتاء لانها كانت تدرك ان عواقبه ستكون وخيمة على شعب كردستان، مؤكدا انه لا طريق اخر سوى الحوار لمعالجة المشكلات العالقة بين بغداد واربيل، الا انه اشترط ان يكون هذا الحوار عبر المؤسسات الشرعية للاقليم وليس عن طريق رئيس فاقد للشرعية وحكومة غير كفوءة ناقصة.
وطالب محمد بتشكيل حكومة انقاذ وطني في الاقليم وفقا لبرنامج لاجراء الاصلاحات، ومحاربة الفساد المستشري واجراء انتخابات نزيهة، بعدها يتم البدء بحوار بناء مع بغداد، وان يكون هناك ادارة مشتركة لكركوك تضم جميع المكونات من دون تمييز.
وحول الاتفاق السري الذي يقال انه ابرم بين الحكومة الاتحادية وقيادات في الاتحاد الوطني لانشاء اقليم السليمانية، اوضح القيادي في حركة التغيير، ان حزبه لايؤيد الاتفاقات السرية الفردية التي تبرم من قبل احزاب او شخصيات سياسية، احادية الجانب، مضيفاً «نؤيد توقيع اتفاقات رسمية وشفافة».
وكان النائب عن كتلة التغيير في البرلمان العراقي مسعود حيدر قال ان اتفاقاً أُبرم بين بافل طالباني النجل الاكبر للرئيس الراحل جلال طالباني، وقائد منظمة بدر التابعة للحشد الشعبي هادي العامري، لإنشاء إقليم جديد في «السليمانية، كركوك، وحلبجة»، وتأسيس حكومة جديدة في الإقليم الجديد.
ويتضمن الاتفاق وفقا لمواقع تابعة للحزب الديمقراطي تسع نقاط أهمها:
1 – اعادة تمركز القوات العراقية في المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كردستان، وسحب قوات البيشمركة من تلك المناطق، وان تعود سيطرة الحكومة الاتحادية على قاعدة كيوان، المطار، وآبار النفط.
2 – تشكيل إدارة مشتركة لمركز محافظة كركوك، بحيث يُخصص 15 حياً للكرد، و25 حياً للمكونات الأخرى، وذلك لمدة 6 أشهر.
3 – إعادة حركة الملاحة الجوية إلى مطار السليمانية.
4 – دفع رواتب موظفي السليمانية وكركوك من قبل الحكومة العراقية بما فيها راتب قوات البيشمركة.
5 – إنشاء إقليم «السليمانية- كركوك- حلبجة».
6 – تشكيل حكومة جديدة للإقليم الجديد.
وكان الجيش العراقي قد اعلن انه اكمل امس الثلاثاء عملية للسيطرة على جميع حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال الحكومية في كركوك، بما فيها حقلي باي حسن وهافانا النفطيين شمال غربي كركوك بعد السيطرة على حقول بابا كركر وجمبور وخباز الاثنين.
في غضون ذلك انسحبت قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي في منتصف ليل أول امس الاثنين من مناطق قضاء مخمور وسنجار وسنون التابعة لمحافظة الموصل.
واكد المتحدث باسم مركز تنظيمات الموصل للاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي في تصريح للصباح الجديد، ان قوات البيشمركة انسحبت من مركز قضاء سنجار والكوير ومخمور، من دون اية مقاومة او حتى التنسيق مع قوات الجيش العراقي، معرباً عن استغرابه من انسحاب قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني من تلك المناطق من دون اطلاق رصاصة واحدة.
وافاد بان المناطق التي انسحبت منها بيشمركة الديمقراطي الكردستاني هي «ام الشبابيت، صولاخ،تل قصب،حمدان،تل البنات،معمل الاسمنت،قينه، ناحية سنون، مركز المدينة، جداله،حياله،دوميز، وردية،كولات،حردان، نيانيات،زورافا، ومزار شرف الدين، وقضائي سنجار ومخمور.
الى ذلك دخلت القوات العراقية المشتركة معبر برويزخان الدولي مع ايران، بعد دخولها لكل من خانقين وجلولاء، صباح امس الثلاثاء في حين انسحبت البيشمركة من قضاء دبس ومخمور والكوير ومناطق اخرى في سهل نينوى.
وكان قائد محور كرميان وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، محمود سنكاوي، قد اكد بان قوات البيشمركة ابرمت اتفاقا مع قيادات في الجيش العراقي لتعود بموجبه الى المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل الـ 10 من حزيران عام 2014.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قد اعلن ان الولايات المتحدة لا تنحاز لأي طرف في الاشتباكات بين أربيل وبغداد على حساب الطرف الاخر، مشددا على ان واشنطن لا ترغب في أن تستمر الاشتباكات بين البيشمركة والقوات العراقية.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أنه مهما اخطأ القادة، فإننا لن نسمح بأن يدفع الشعب الكردي في شمالي العراق الثمن»، مضيفاً أن كركوك تركمانية وستبقى تركمانية.
يلدرم اضاف في كلمة ألقاها في البرلمان التركي امس الثلاثاء «ليست لدينا مشكلة مع كرد العراق وساعدناهم في شتى المراحل ولن نتخلى عن مساعدتهم مهما اخطأ قادتهم»، مضيفاً «لن نحسب أخطاء القادة الكرد على الشعب».
وتابع أن «سيطرة الحكومة الاتحادية على كركوك أمر إيجابي ويجب التعامل بطريقة تجنب حدوث المشكلات»، مبيناً: «يجب أن تكون إدارة كركوك مختلفة هذه المرة ولا بد من إعادة تأسيس البنية الديمغرافية التي عُمِل على تخريبها».
بدورها دعت الأمم المتحدة الى البدء بحوار بين أربيل وبغداد لتسوية المشكلات العالقة، مضيفة انها تراقب الوضع في كركوك وتسعى لتجنب وقوع المزيد من المواجهات والابتعاد عن العنف من الطرفين.