هل تشتعل حرب جديدة في الشرق الأوسط؟!

«سيناريوهات متداخلة»
صادق باخان
كاتب عراقي
هكذا وكما قرأتم انه ماكاد زلزال سياسي يضرب العراق في العام (2003) حتى عبرت حدوده الخالية من النواطير شراذم الشواذ من السفاحين والبلطجية ليجعلوا من العراق مجزرة قطعوا فيها الرؤوس مدعين انهم يدافعون عن السنة والاخطر من هذا ظهر في العراق زعيم تنظيم القاعدة « الزرقاوي « الذي اشعل فتنة طائفية ادخل العراق والعراقيين في حرب اهلية غداة تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء.
– نعرف ان كل هذا صار من التأريخ القريب واصبح من الفصول الدموية فيه ، ولكن ما يثير العجب الفقرة ان السفارة القطرية في العاصمة الليبية نشرت في العام « 2012 « وثيقة عن تمكن قطر من تجهيز نحو (1800) مقاتل من شتى دول المغرب العربي وشمال افريقيا للقتال ضمن صفوف الجماعات المتطرفة في العراق ومن ذلك وبحسب الوثيقة اشرفت السفارة القطرية على نقل هؤلاء المقاتلين غداة الانتهاء من تدريباتهم في المعسكرات الليبية ومن ثم ارسالهم الى العراق عبر تركيا ، وكان المتحدث باسم قيادة الجيش الليبي المدعو « احمد المسماري « قد اشار في مداخلة تلفزيونية قبل ايام الى تمكن اجهزة الامن التابعة للجيش من الحصول على هذه الوثيقة وعدها دليلا على تورط قطر في دعم المجموعات الارهابية.
– ومايثير العجب اكثر ان احداً لم يشر الى قيام الرئيس صدام حسين لتقديم مليون دولار الى مقدم ومعد برنامج « الاتجاه المعاكس « من قناة الجزيرة المدعو « فيصل قاسم « وقيام صدام حسين بتقديم كوبونات النفط لصاحب جريدة « كل العرب « لصاحبها احمد الصالحين وغيره من المرتزقة العاملين في الصحف الصادرة في كل من (لندن ، باريس ، قبرص)
– ازاء هذه المعطيات المتصلة بأن العراق والعراقيين نتساءل :- اين كان هؤلاء مهرجو السرك الاعلامي والسياسي ولماذا ظهروا اليوم بوجوههم الكالحة؟! أ لأن الرئيس الجمهوري « دونالد ترامب « شاء ان يدشن سنته الاولى وهو في البيت الابيض ليقول انه حريص على محاربة الارهاب والارهابيين وانه يعمل على « توحيد المسلمين» ؟ واكثر من هذا الايقاع الاحتفالي المبهرج قامت السفارة الاميركية في العاصمة السعودية (الرياض) بتوصية تحذير شديد لرعاياها من احتمال وقوع عملية ارهابية في المملكة العربية السعودية خلال الايام المقبلة ، والاخطر من هذا عد وزير الخارجية الالماني « زنغمار غاربيل « الازمة بشأن قطر قد تؤدي الى اشتعال حرب في منطقة الشرق الاوسط ، فهل ياترى تعود المنطقة الى دق طبول الحرب خاصة ان الجمهوريين شأنهم شأن الاسبرطيين في اليونان و اليبسماركيبين في المانيا والبعثيين في العراق مهووسون بشن الحروب علما ان الاسلحة التي كانت اميركا تختزنها كانت موجهة في الاصل ضد الاتحاد السوفييتي وحلف ورشو وماكاد يسقط وينهار الاتحاد السوفييتي من دون اطلاق رصاصة واحدة في عهد آخر رئيس سوفييتي « ميخائيل غبوربا تشيوف الذي ارتضى لنفسه ان يتحول الى كاتب اعمدة صحفية في الصحافة الاميركية حتى قال الرئيس الاميركي جورج بوش الاب بأن القرن الواحد والعشرين يجب ان يكون اميركيا ، لكن تلك الاسلحة استعملها ابنه الرئيس الاميركي لشن الحرب على نظام طالبان في افغانستان غداة قيام تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن بشن غارة بطائرات مدنية على المركز التجاري العالمي في « مانهاتن « ومن ثم شن الحرب على النظام العراقي لاسقاط صدام حسين غداة قيامه بغزوة دولة الكويت في العام « 1990 «
– وهنالك جانب آخر متصل بهذه السيناريوهات وهو ان اميركا ومعها بلدان غربية اخرى قامت بإثارة مخاوف بلدان مجلس التعاون الخليجي من « بعبع ايراني « فلجأت الى تخزين ترساناتها بشتى انواع الاسلحة وبهذا تكون المنطقة مهيأة لاشتعال حرب اخرى وتجديد الحصار على ايران لخنقها اقتصاديا لاثارة شعوبها ضدها واكبر دليل على ذلك قيام اعضاء في داعش بتفجير موقعين في غاية الحساسية هما مرقد الامام الخميني ومجلس الشورى ، وغداة اعلان تنظيم داعش المسؤولية عن ؟؟؟ الهجومين صرح وزير الخارجية الايراني السيد « محمد جواد ظريف « ان السعودية تدعم متشددين داخل ايران .
– بالتأكيد ان العراق يقف على الحياد من كل ذلك وهو حريص على ان تنعم منطقة الخليج بالاستقرار لانه اصبح مبتلى بتنظيم داعش الارهابي في الموصل التي بحسب السيد حيدر العبادي انها اوشكت ان تتحرر بكاملها.
– ومن ذلك اعلن في بغداد ان السيد حيدر العبادي سيقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية مؤكداً ان زيارته هذه ليست لها علاقة بالازمة الخليجية واذا افترضنا جدلا ان حربا ستشتعل فأن ابارالنفط ستشتعل لتكون جحيماً على الارض ويبقى رئيس الوزراء الاسرائيلي « بنيامين نتنياهو « يفرك كفيه حزنا وهو يتابع هذه الحرب.. ياساتر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة