مع بنائها سياجاً أمنياً على امتداد حدودها مع العراق
ترجمة: سناء علي
في تقرير للكاتب « جون ستانلي « نشر على صفحات الجريدة اشار فيه الى ان « مما لا شك فيه الى ان التطورات الاخيرة في الشأن الشرق اوسطي وتسلسل الاحداث والمجريات اثبتت بالدليل القاطع حجم نشاط التجمعات الارهابية وبؤر الارهاب في المنطقة والتي تسببت في دمار يكاد يكون شاملا لجميع مرافق الحياة خاصة في سوريا والعراق , كما أن اصابع الاتهام التي كانت توجه للسعودية اصبحت اليوم متأكدة تماماً من توليه لهذا الجانب , خاصة بعد ما شهدته اليمن من احداث ودمار على يد المملكة , في الوقت نفسه يرى الجميع أن تنظيم القاعدة سيختار وجهة اخرى غير العراق وسوريا ليحتل مزيداً من الاراضي .»
ويرى ستانلي ان « حالة عدم الاستقرار السياسي والانتكاس الامني الذي تشهده بلدان الشرق الاوسط هو نتيجة الصراع السعودي والتركي المتفاقم وذلك بدعم أطراف متنافسة في حروب وصراعات سياسية في المنطقة كثير منها يرجع لأسباب طائفية، فضلا عن التدخل في الشؤون الداخلية بصورة مباشرة وغير مباشرة في الكثير من الدول ابرزها سوريا والعراق ولبنان واليمن. أن الساحة السعودية باتت مفتوحة أمام ارهاب مستطير، جاء نتيجة لسياسة تخبط السلطات السعودية في التعامل مع المشهد الامني في اليمن، اذ أن قرار الحرب على اليمن، وتجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصورة غير مباشرة في بعض الدول الساخنة أمنيا كالعراق وسوريا، تبين اشتراك السعودية بدعم الإرهاب، لذا تخشى السعودية في الوقت الراهن ان ينقلب دعمها للارهاب عليها.»
ستانلي أكد في تقريره تبعاً لبعض المصادر المهمة التي لم يوضح الكشف عن اسمائها الى ان « السعودية تد بنكاً دولياً لا ينضب للجماعات الارهابية في الشرق الاوسط , يتم تمويله من قبل المانحين من القطاع الخاص اضافة الىسيل كبير من حملات التبرع باسم الزكاة والصدقات من قبل جمعيات توصف بانها خيرية , على غرار الدعم السعودي للمدارس الدينية في باكستان، التي باتت تغذي الإرهاب والتطرف العنيف، ويرى هؤلاء المحللون انه على الرغم من ارتباط السعودية وباكستان بعلاقات جيدة طويلة، الا ان تصميم اسلام اباد الجديد على محاربة الاسباب الجذرية للتطرف تسببت في انتقادات نادرة للمملكة المحافظة لأسباب من بينها دعمها للمدارس الدينية في باكستان. وجاء في برقيات دبلوماسية مسربة لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في 2009 ان المانحين السعوديين «هم اكبر مصدر لتمويل الجماعات السنية الارهابية في العالم»، وقالت البرقية ان من بين هذه الجماعات التي يصلها التمويل حركة طالبان وجماعة عسكر جنقوي، ويرتبط بهذا التمويل النزاع الجيوستراتيجي الطويل مع قطر وتركيا على عرش الشرق الاوسط.»
اما في العراق فقد اشار ستانلي الى ان» دعم الجماعات المسلحة وفي مقدمتها داعش لا يختلف كثيراً عن مصادر تمويله في سوريا واليمن وليبيا , تحت علم الولايات المتحدة , بل ان اغلب حملات التنسيق لدعم تلك الجماعات وايصالها الاموال باتت مستمرة مع واشنطن على سياق مستمر , إذ تنتهج أميركا وبعض الدول الغربية سياسة رياء تجاه واقع ومستقبل دول الشرق الاوسط إذ تعلن أنها مصممة على محاربة الإرهاب في العالم وعلى حل القضايا دبلوماسيا ولكنها تقوم عملياً بعرقلة الحل بالتواطؤ مع السعودية وقطر وتركيا وتستمر بدعم ومساعدة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تضم عشرات الآلاف من المرتزقة الذين جاءوا من بلدان عربية وإسلامية وأوروبية.»
لكن حذر ستانلي في تقريره الى ان « منطقة الشرق الاوسط لم يعد بوسعها تحمل المزيد من الفكر الارهابي المتطرف ومزيدا من الحروب , خاصة في كل من لبنان وسوريا والعراق التي عانت الامرين من قبل وجود المتطرفين ودخولها في حروب جاءت على بنيتها التحتية وتعليمها اضافة الى الترويج للجهاد والقتال بعض بلدان الشرق الاوسط، سيؤدي في نهاية المطاف الى تدمير هذه المنطقة المضطربة امنياً والتي لم تعد تحتمل المزيد من التطرف الفكري والطائفي. خاصة ان هناك كوابيس تعيشها السعودية , لاسيما مع تهديد تنظيم داعش لها مؤخرًا، إذ تعمل السعودية منذ خمس سنوات على بناء سياج على امتداد حدودها مع العراق خشية من تسلل مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويشكل تنظيم «الدولة الإسلامية» التهديد الأبرز في الوقت الحالي بالنسبة للرياض.»
في نهاية التقرير اشار ستانلي الى ان « المملكة العربية السعودية وسعيها في تمويل الجماعات الارهابية ادى بها في نهاية المطاف الى ان تكتوي بنار الارهاب خاصة بعد تنامي التيارات والجماعات الدينية المتطرفة داخل المملكة، والتي سعت من خلال دعاة الفكر الوهابي التكفيري الى زعزعة امن واستقرار المملكة واستهداف المجتمع السعودي بعملياته الاجرامية، من خلال تجنيد الشباب السعودي وتحويلهم آلة للقتل والحقد والكراهية، حيث شهدت السعودية في الفترة الاخيرة عددا من الجرائم الوحشية والعمليات الإرهابية التي طالت بعض المقدسات المهمة.»
* عن صحيفة ال»يو اس اي تودي الاميركية «