أسواق النفط تترقب تطورات حظر المنتجات الروسية

الرياح المعاكسة تطغى على المعنويات الإيجابية

متابعة ـ الصباح الجديد:

بدأ امس الاحد تطبيق الحظر الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية في إطار تصعيد العقوبات الغربية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، ويشمل الحظر الواردات المنقولة بحرا من المنتجات النفطية الروسية المكررة، حيث سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى استبدال نحو مليون برميل يوميا من واردات الوقود الروسية بما في ذلك 600 ألف إلى 650 ألف برميل يوميا من الديزل.
ويتطلع المستثمرون إلى التطورات بشأن تأثير الحظر الأوروبي على المنتجات النفطية المكررة الروسية، حيث يبحث الاتحاد في إمكانية التوصل إلى اتفاق لتحديد سقف أسعار جميع المنتجات النفطية المنتجة من روسيا.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير الماضي، حيث طغت الرياح المعاكسة طويلة الأجل على المعنويات الإيجابية من تقرير الوظائف الأمريكي القوي.
وأشار التقرير إلى ارتفاع العقود الآجلة لكل من خام برنت والخام الأمريكي، حيث حفزت أرقام البطالة الأمريكية المنخفضة القياسية التفاؤل بأن الطلب سيصمد، لكن هذه المكاسب تبخرت مع سيطرة المخاوف بشأن تضخم المخزونات الأمريكية والطلب الصيني الذي جاء أضعف من المتوقع.
ولفت إلى تأكيد شركة تي دي سيكوريتيز، أن “أساسيات السلع الأساسية لا تتحسن أو تتقلص كثيرا”، إذ إن هناك وجهة نظر مفادها أن الإمدادات العالمية تتحمل بالتأكيد العقوبات الروسية، لكن ما زال القلق قائما بشأن الرياح المعاكسة من الصين.
وأشار إلى تفاؤل السوق النفطية بعد أن قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه أحرز تقدما في ترويض التضخم، لافتا إلى تكدس تجار الأسهم في قطاع التكنولوجيا والاستثمارات الأخرى الحساسة لسعر الفائدة، وقد ترك هذا النفط يكافح من أجل الزخم، حيث لم تتحسن أساسيات السلعة بالسرعة الكافية لتغيير معنويات المتداولين.
وأضاف أن “التحرك في معدلات الفائدة وموقف بنك الاحتياطي الفيدرالي أديا إلى عودة التدفقات من السلع وأسهم الطاقة إلى النمو”، مشير ا إلى أن يناير الماضي شهد تسجيل أدنى نطاق سعر في أي شهر منذ سبتمبر 2021، حيث لا يزال التجار ينتظرون إشارات إلى انتعاش الطلب في الصين في حين أن منحنى العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط يشير إلى زيادة العرض على المدى القصير.
ونقل عن شركة “بوك فينانشيال سيكيورتيز” تأكيدها أنه يبدو أن السوق النفطية في نمط موحد، لكن توقعات الارتفاع في الأسعار لا تزال كبيرة.
وتراجعت أسعار النفط الخام إلى أقل مستوى في ثلاثة أسابيع خلال ختام الأسبوع الماضي، وخسر خام برنت نحو 7.8 في المائة والخام الأمريكي 7.9 في المائة على أساس أسبوعي، في ثاني خسارة أسبوعية على التوالي.
من جانبه، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن النفط الخام سجل الأسبوع الثاني على التوالي من الخسائر، حيث يأمل المستثمرون ظهور إشارات أوضح لتعافي الطلب على الوقود في الصين لتعويض الركود الاقتصادي في جميع أنحاء الغرب.
وأضاف أن “توقعات المستثمرين للانتعاش الاقتصادي في الصين تنامت بعد تحولها عن قيود (صفر كوفيد)، إلى جانب ضعف الدولار، ما يدعم تحقيق مزيد من المكاسب السعرية للنفط الخام على المدى القصير”.
ولفت إلى أنه مع ذلك كانت هناك إشارات متضاربة حتى الآن بشأن تعافي الطلب على الوقود في الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم، وقد أدى هذا إلى انخفاض الأسعار في الأسابيع الأخيرة.
وأوضح أن الأسعار كانت في انخفاض خلال الأسبوع الماضي أو نحو ذلك، حيث أصبح المستثمرون أقل ثقة بقوة التوقعات “وهو أمر يمكن أن نراه يتغير مرارا وتكرارا في هذا الربع الأول بسبب نقص اليقين بشأن سعر الفائدة وتحول سياسات مكافحة كوفيد في الصين”.
وأبرز تأثير انخفاض قيمة الدولار في سعر النفط وفق العلاقة العكسية بينهما، إذ لم يعد من المتوقع رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مضيفا أن “مكاسب النفط مدعومة بضعف الدولار، إلا أنها محدودة بسبب احتمالية تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والركود في المملكة المتحدة وأوروبا واليابان وكندا”.
ونوه التقرير برفع أوروبا وارداتها من الوقود من الشرق الأوسط والولايات المتحدة استعدادا لحظر الاتحاد الأوروبي على الواردات المنقولة بحرا من المنتجات البترولية المكررة الروسية، موضحا أنه قبل الحظر مباشرة كانت أوروبا لا تزال أكبر مشتر للديزل الروسي، وسيتعين عليها زيادة الواردات من الموردين غير الروس بشكل كبير بعد بدء الحظر اليوم.
وأشار إلى أن الشرق الأوسط -على الرغم من إضافة طاقة التكرير المخطط لها في الأعوام الأخيرة- قد لا يكون قادرا على تلبية الطلب الأوروبي بسبب التأخير في تشغيل بعض المصافي الجديدة. ورجح أنه بعد اليوم من المقرر أن تتغير أسواق الديزل وتدفقات المنتجات على مستوى العالم حيث تتطلع روسيا إلى وضع منتجاتها المكررة في أماكن أخرى، وتنقل أوروبا مزيدا من الإمدادات من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وآسيا، مع التأخير في بعض مصافي التكرير الجديدة في الشرق الأوسط، حيث سيتعين على أوروبا أيضا زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وآسيا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط إلى أقل سعر في ثلاثة أسابيع عند تسوية تعاملات الجمعة الثالث من فبراير، بفعل بيانات اقتصادية وقرارات جديدة بشأن المنتجات النفطية الروسية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2.7 في المائة، إلى 79.94 دولار للبرميل، وهو أدنى سعر تسوية منذ 11 كانون الثاني ، كما تكبد خسائر أسبوعية بنحو 7.8 في المائة.
فيما أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي منخفضا 3.3 في المائة، إلى 73.39 دولار، وهو أقل مستوى منذ الخامس من يناير، مسجلا خسائر أسبوعية بنسبة 7.9 في المائة.
من جانبه قال فيل فلين المحلل في “برايس فيوتشرز جروب”، “إن السوق لا تستطيع أن تقرر إذا ما كان ينبغي أن تكون في قلق بشأن الركود، أو أكثر قلقا من أن يكون مجلس الاحتياطي الاتحادي شرسا فيما يتعلق بأسعار الفائدة”.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 12 هذا الأسبوع حيث تراجع إجمالي عدد الحفارات إلى 759 هذا الأسبوع – 146 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في عام 2022 و316 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
وأشار التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية الدولية لأنشطة الحفر إلى انخفاض عدد منصات النفط في الولايات المتحدة بمقدار عشر منصات هذا الأسبوع إلى 599 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار اثنتين، إلى 158، وبقيت منصات متنوعة على حالها عند اثنتين. ولفت إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاثة، بينما ظلت الحفارات في “إيجل فورد” على حالها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة