في نادي العلوية.. حفل تأبيني في أربعينية محسن فرحان

أعدته وأدارته التشكيلية بشرى سميسم..

كوكب حمزة راثياً الراحل: مازلتَ غريب الروح بوطن مازال حزيناَ 

بغداد- سمير خليل:

على قاعة  الديوان، ووسط حضور فني وثقافي متنوع، أقام نادي العلوية ببغداد حفلا تأبينيا بمناسبة اربعينية الملحن الكبير محسن فرحان والتي اعدت له وادارته الفنانة التشكيلية الدؤوبة بشرى سميسم، وتضمن الحفل فعاليات متنوعة، أستهلت بآي من الذكر الحكيم للقارىء الحاج رائد القيسي الذي اشجى الحضور بترنيمات حزينة ايضا، بعدهاعرض فيلم عن الراحل، من اعداد وسيناريو الاعلامي الزميل كوكب السياب، وقصيدة للشاعر رمزي ساري وعزف موسيقي للفنان علي حسن، وتقديم بورتريه للراحل بقلم الفنان التشكيلي احمد الماجد، وشهد الحفل مداخلات شارك فيها،المخرج صبري الرماحي والفنانان رضا الخياط وقاسم اسماعيل وعلي سرحان وسامي نسيم ومحمد زبون والزميلان الاعلاميان زيدان الربيعي وباقر العلاق والاعلامية خلود الحسناوي والشاعرة الدكتورة سلامة الصالحي والمهندس اسماعيل التميمي والسيد رعد الدليمي والفنان سعد العطار الذي كان مسك ختام الحفل.

وفي مقدمتها عن الراحل كتبت المعدّة والمقدمة بشرى سميسم:

محسن فرحان لم ولن يكن شيئا عابرا في ذاكرتنا العراقية المزدحمة بالحروب والدخان والخسارات،فقد استطاع هذا (المحسن ) ان يفتح كوة للفرح والضوء والسعادة في جدارالخوف والقلق ويمنحنا الحب والحلم عبر الحانه المتوهجة وصنع لحظات مقتطعة مازلنا نستعيدها مع عبقرياته المتفردة من خلال روائعة (غريبة الروح) و(يكولون غني بفرح) و(ما بي أعوفن هلي) وغيرها من الألحان الخالدة، محسن الفرحان احد رموز اللحن العربي الاصيل الى جانب الملحنيين الكبار، رياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وعمرخيرت والرحابنة منصور وعاصي بل ويتفوق في الوجع والعفوية والتحدي كعراقي حالم رغم الاضداد في استيعاب الصدمات والاصرار على الحياة وصنعها احيانا ليبقى احد اهم سدنة اللحنية العراقية والعربية سرمدياً”.

الفنان رضا الخياط وفي مداخلته ذكر ان” اغنية (غريبة الروح) كانت عام 1973 وليس 1971 كما جاء في الفيلم، ومن ذكرياتي معه انه علمني التدوين منذ السبعينيات وكنت ادون ذلك في مفكرة اهداني اياها المخرج الراحل عبد الهادي مبارك، وان اول صوتين اكتشفهما الراحل هما قحطان العطار ورضا الخياط، اتذكر ايضا انه اعد لنا انا والفنانة اديبة لحن (جيت العب وية البيض) عام 1972 ولم يرض ان يكتب الحان محسن فرحان بل اصر على ان يكون معدا للحن، في العام الذي تلاه لحن لي اغنية (يا البعيد)”.

 ابنة الراحل ميديا تحدثت بكلمة مؤثرة قالت فيها:

من قال مات ابي ؟، ابي لايموت، ففي بيتي اشياء، هناك عوده وهاتفه ونظارته، والاهم هناك روحه بالمنزل، هل مات ابي؟ انا لايموت ابي، فروحه الغريبة لاتزال تحوم حولنا، رحل جسدا لكنه باق بالحانه الخالدة على مر السنين، فطير الحمام الذي يسافر يذهب اليه يوميا، وروحه الغريبة تحيطني من كل جانب، من قال مات ابي؟، فعطره مازال يسكن انفاسي، ابي اسطورة زمانه، بالحانه، بحبه، بحنانه، بابتسامته الرائعة، بقلبه الذي يسع الكون، بحب الناس اليه، من قال مات ابي؟”.

في مداخلتها تمنت الدكتورة الشاعرة سلامة الصالحي من وزارة الثقافة ان تفتتح متحفا لمقتنيات وحاجيات محسن فرحان مثل ما حدث مع الشاعر الكبير الجواهري، لان تأثير محسن فرحان لايستهان به في الذائقة العراقية في تهذيب الانسان العراقي، تربت شاعريتنا ومشاعرنا واحاسيسنا على هؤلاء الملحنين الكبار وعلى رأسهم محسن فرحان وطالب القره غولي ومحمد جواد اموري، هؤلاء اثروا فينا، فهم يقفون في مصاف فناني العالم الكبار، وكانت ذكرت في بداية حديثها بان محسن فرحان تميز بروحيته العراقية ولم يتأثر بالموسيقى المصرية، وماميزه انه جسد العراق بأحزانه، بأوجاعه، بحزنه الشفيف النبيل.  

اما الموسيقار سامي نسيم فقرأ رسالة من الملحن المغترب الكبير كوكب حمزة الى روح محسن فرحان جاء فيها: تحية وبعد أبا ميديا : مازلت يا عزيزي، غريب الروح والقلب، بوطن مازال حزيناَ  كما عهدته، يتحين الفرص والأوقات ليبكي حظه العاثر بعراء اسمه وطن، وحتى انشودتك الخالدة غريبه الروح التي استوحيت لحنها من تراجيديا الحسين عليه السلام، تجوب روحي وتستدر الدموع من عيوني ، صديق أرواحنا ابا ميديا،  مازال كل شيء في حياتك، وكان يعتصر قلبك وروحك على حاله، مازال الوطن الحزين ابداَ لم ينهض من كبوته، ولا نعرف أين هو ذاهب، مازال اللصوص يصادرون هيبته وثرواته، ويمزقون عباءة مجده وفنه وأدبه دون رحمه،  لذا ياصديق أرواحنا المتعبة وداءها ودواؤها، الموت الذي نموته كل يوم بوطن مسجى على دكة الظيم والظلم على (حطة ايدك)، و كل يوم ينصب فقراءه العزاءات لشبابه الذي تساوت عنده الحياة والموت، ياصديقي اخيرا وليس آخراَ اقول لك تشبث بموتك او بالأحرى منفاك السعيد، ذلك لأني متشبث بموتي او منفاي الذي اخترته على أمل أن يتحقق الحلم الجميل، والذي هو ليس اسعد من منفاك، لكون منذ اكثر من خمسين عاماً، وويلات واحزان الوطن تترى، ووأد الشباب فيه بحروب ومظاهرات وغيره، مازال كما عهدته و (على حطة ايدك)”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة