أوقاتٌ و نزوات

خالد الحلّي

  • 1 –
    ذاتَ فجرْ
    خرجَ الشّاعرُ للبحرِ كئيباً
    سائلاً عن زورقٍ قَدْ شاهَدَهْ
    يومَ أمسْ
    باحثاً عن حُلُمٍ قَدْ فَقَدَهْ
    ذاتَ يومْ
    لَمْ يجدْ في البحرِ قاربْ
    كان لونُ البحر ِأسودْ،
    والسّماءْ
    لم تعُدْ زرقاءَ، صارتْ
    غابةً لونيّةً مضطربةْ
    كان لا يُبصِرُ شيئاً من رؤاه الغاربةْ
    لا يرى غيرَ النجومِ الهاربةْ
    2-
    ذاتَ ليلْ
    جمعَ النور ُبقاياهُ
    وأغفى
    مُتعَباً بين يديها
    هامساً في أُذُنَيها:
    عندما حلّ الظلامْ
    صرتِ مرآةً لروحي.
    بَزَغَ الفجرُ فقالْ:
    سوفَ أمضي وأعودْ
    عندما يأتي المساءْ
    هربَ الوقتُ سريعاً
    مرّتِ الأيّامُ والأشهرُ
    مرّت سنواتْ
    وهو ما عاد إليها
  • 3 –
    ذاتَ وقتْ
    صرخَ الصمتُ: اِطلِقوا أصواتَكُمْ
    هتَفَ البعضُ، وغنّى البعضُ، والبعضُ اِنْفَرَدْ
    فاختفى الصمتُ سريعاً
    صرخوا: أين شَرَدْ؟
    لَمْ يُجاوبْهُمْ أحَدْ
    اِختلطَ الحابلُ بالنابلِ، صار الصوتُ أصواتاً،
    بلا حصْرٍ و عدّْ
    رجعَ الصمتُ حزيناً، و هو يبكي، و يصيحْ:
    اِحترموا أصواتَكُمْ
    لَمْ يُصيخوا السّمعَ صاروا
    مِبْضعاً ينكأ آلامَ جريحْ
    طارتِ الأصواتُ في الريحِ، وطاروا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة