اتخذته السفارة البريطانية مقرا لها
بغداد – وداد ابراهيم :
يعد بيت رشيد عالي الكيلاني من اهم البيوت البغدادية والتي اتسمت بعناصر معمارية وهندسية، وهو حصيلة عطاءات حضارية وتراثية تؤكد على براعة البناء والمهندس والحرفي البغدادي، اذ قدموا لنا في هذا البيت جماليات الأعمال الخشبية المزخرفة والمطعمة بالزجاج الملون والاعمدة الخرسانية التي تحمل اركان الشرفات بارتفاعات عالية فأعطيت للبيت هيبة وفخامة، اتخذ مساحة واسعة ومربعة الشكل، بين نهاية شارع (عمر بن عبد العزيز) وبداية جسر( الصليخ )، وتحيطه بساتين كانت قد بيعت من قبل ورثة البيت خلال سبعينيات القرن الماضي.
اربع واجهات تراثية
السيدة (نبيلة عبد) مدير مراقبية دار رشيد عالي الكيلاني قالت: بيت رشيد عالي الكيلاني تابع لمراقبيه الاعظمية التابعة لدائرة الاثار والتراث في وزارة الثقافة والسياحة والاثار، ويحتل مساحة كبيرة جدا تصل الى 3676م2 بين منطقتي (الاعظمية والصليخ ) والتي تعد من اهم مناطق بغداد، والبيت تاريخيا يعود لـ ( مراد فائق بيك) احد الشخصيات المهمة في بغداد وعندما تزوج (رشيد عالي الكيلاني) ابنة (مراد) قرر ان يعيد بناء البيت فبنى الطابق الارضي عام 1925 وبعد خمس سنوات بنى الطابق الثاني ثم بنى ملحق للخدم، والدار محاط بأربع حدائق وخلفه بساتين هي ايضا كانت من املاك رشيد عالي الكيلاني، يحيط المبنى سياج بارتفاع متر و25 سم والابواب الخارجية الحديدية صغيرة لا تتسع لدخول عجلة، له اربع واجهات تراثية تطل على الحدائق، الواجهة الرئيسية تتقدمها شرفة (طارمة) محمولة على اربعة اعمدة خراسانية اثنان منها مندمجة مع جدار المبنى.
واكملت: حين تروم الدخول للمبنى بعد اجتياز الحديقة يتقدم مدخل المبنى بهو صغير تفتح عليه ابواب جانبية تؤدي الى غرف كبيرة ومستطيلة وفي الجزء الجنوبي من البهو باب كبير من الصاج ذو مصراعين عليه عقد كبيرة وعلى جانبي الباب نوافذ كبيرة يأتي بعده بهو كبير(الحوش) تطل عليه خمسة ابواب تؤدي الى غرف كبيرة ومستطيلة الشكل بالإضافة الى الباب الخشبي الذي يؤدي الى السلم، ويؤدي بدوره الى بهو في الطابق الاول والذي تدور حوله الغرف التي يصل عددها في الطابقين الى اربعة عشر غرفة والبناء من الداخل بلطت ارضيته ببلاط مطعم بالمرمر.
واضافت: كان رشيد عالي ضابط وسياسي استخدم الدار كموقع للاجتماعات السياسية حتى عام 1941، وبعد ان غادر العراق منفيا استخدم الدار كسفارة بريطانية حتى عام 1958 وبعد تغيير الحكم عاد رشيد عالي واستقر به كدار عادي، وفي عام 1969 استخدمته ابنته كمدرسة وسميت (مدارس مايس الابتدائية ) حتى عام 1979 وبعدها تم اخذه من قبل دائرة الاثار والتراث وصار متحف لثورة مايس حتى التسعينيات من القرن الماضي، لكن ظل فارغا حتى عام 2003 دون ان يستغل حتى عام 2011 قررت الدائرة ترميمه ليعود كمتحف وفعلا عرضت فيه بعض معروضات من ثورة مايس خلال فعاليات بغداد عاصمة للثقافة عام 2013 واغلق حتى عام 2019 ثم استغل من قبل الفرقة السمفونية العراقية لمدة قصيرة وقبل سنتين اعيد ليكون مكانا تراثيا يعود لمراقبية الاعظمية.
مشاهد للدراما العراقية
بيت رشيد عالي الكيلاني دليلا معروفا لأهالي منطقتي الاعظمية والصليخ من دون ان يستغل سياحيا او ثقافيا او يطلع عليه طلبة اقسام التاريخ والعمارة والهندسة، فظل مغلقا لسنوات دخلته بعض الفضائيات لتصوير مشاهد من اعمالها الدرامية، واغلق بعدها دون ان تقدم هذه الفضائيات فلما قصيرا عن اهميته الفنية والمعمارية والتراثية.