تأملات

  • 1 –

لابُدَّ أنْ يستند الترجيح الى مُرجح والاّ كان ضرباً من ضروب العشوائية والبعد عن العقلانية .
لا يصح للاستاذ ان يُقدَّم تلميذا غبيّاً على باقي التلاميذ ، ولكنْ يصح منهُ تقديم الذكيِّ على الغَبِيّ ، وسبب الترجيح والتقديم جلّيٌّ واضح .

  • 2 –

روى الديلمي في إرشاد القلوب :
” كان بعض العلماء يُقدّم تلميذاً له على سائر تلامِيذِهِ ،
فلاموه على ذلك ،
فأعطى كُلَّ واحدٍ منهم طَيْراً وقال :
إذْبَحْهُ في مكانٍ لا يراك فيه أحد ، فجاؤوا كلهم بطُيورهم وقد ذبحوها
ولكنَّ ذلكَ التلميذ جاء بِطَيْرِهِ غيرَ مذبوحٍ فقال له :
لِمَ لم تَذْبَحْهُ ؟
قال :
لِقَوْلِك :
لا تذبحه الاّ في موضع لا يراك فيه أحد ،
وما مِنْ مكانٍ الاّ يراني فيه الله، فقال له :

أحسنتَ
ثم قال لهم :
لهذا فَضّلْتُة عليكم وميّزتُه منكم “
ارشاد القلوب للديلمي ج1 / 128

  • 3 –

وهذه القصة على وجازتها ذاتُ دلالات عميقة على الحس الايماني المرهف الذي يتمتع به الأبرار، حيث لا تغيبْ عنهم حقيقة إطّلاع الله عليهم أينما كانوا وحيثما حَلوا ،
وانّ كل ما يصدر منهم مِنْ فعل او قول مرصودٌ مِنْ قَبلِهِ ..
بينما ينسى الاخرون رقابة الله عليهم، ورصده لما يصدر منهم من أفعال واقوال، وتزداد خطاياهم ساعة بعد ساعة وهم لا يشعرون ..!!

  • 4 –

ومن نافلة القول التأكيد :
على أنَّ تقديم المفضول على الفاضل كان من أكبر الاسباب التي أعاقت الرقي والتقدم في تاريخ الأمم والشعوب،وليستْ أُمتُنا بمستثناةٍ من ذلك.

  • 5 –

ومَنْ يبحث عن المصاديق الجلية لتقديم المفضول على الفاضل يجد أنَّ (العراق الجديد) قد فاز بالمرتبة الأولى من بَيْن كُلّ دول العالم، وما المحاصصات الاّ البرهان الجّلي على ذلك ..!!

والسؤال الآن :
متى ستؤول الأوضاع الراهنة الى الحالة الطبيعية بعيداً عَنْ كلَّ ما خالف المعايير والموازين ؟
انّ علينا ان نعمل – وبكل جد واخلاص – مِنْ أَجَلِ انقاذِ البلاد والعباد من براثن المعادلات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وعندها يمكن أنْ ينعم العراق بالاستقرار والازدهار .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة