سمير خليل
مهنة الخبّاز او الفرًان تعد من أقدم المهن فمنذ أن وجد الانسان على الأرض وهو يصنع الخبز بشكل يومي، وعندما تجلس الى المائدة وتتناول (الصمونة) او رغيف الخبز فيجب عليك الوقوف امام عملية صنع هذه المادة الغذائية المهمة وكيف وصلت اليك بشكلها النهائي، ومهنة الخبّاز تحتاج الصبر الشديد للوقوف أمام النار، فهو الوحيد الذي يواجه النار في عملية صنع الخبز او الصمون إضافة إلى اليقظة لأن عدم الانتباه للعجين داخل الفرن معناه احتراقه وخسارته، كما يجب الانتباه الى كتلة اللهب لان انسداد خروج النار قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إضافة لعمل هذا الصابر الذي يبدأ مع تباشير الفجر فان ذلك يهون على مواجهته النار اغلب ساعات النهار في الشتاء والصيف الذي تكون فيه درجات الحرارة عالية جدا لا يتحملها البشر فكيف بهذا العامل النجيب الذي تلفح النار وجهه طوال النهار.
ولتناول كيف يمارس الخبّاز مهنته، زرنا فرنا للصمون (الحجري)، ومخبزا لخبز التنور، محمد خيري خباز في فرن للصمون الحجري يعمل خبازا منذ 12 سنة يتحدث عن مهنته قائلا :هي التي اختارتني ولم اخترها، الظروف دفعتني لامتهان هذه المهنة ولو وجدت مهنة افضل لركضت اليها.
العمل بالخبازة ولدَّ لدي خبرة اكتسبتها منذ الصغر ويتوجب على الخباز ان يكتسب الخبرة لان يديه هي التي تحضر الصمونة بصورتها النهائية لذلك انا اتواصل مع العجان والعاملين في الفرن على تقديم الأفضل، وعليه هناك في عملنا خباز ماهر وآخر اقل منه مهارة وهذا ينعكس على نوعية الصمون “.
وعن ساعات عمله وعلاقته وتعامله مع اللهب في هذا الحر الشديد، يجيب ” انا اعمل يوميا على مدى 16 أو 17 ساعة، عملي يتطلب مواجهة اللهب وهو مفروض علي، انا واياه في حرب نفسية حاله حال العمل والرزق الذي نواجه معهما حربا نفسية “، ويضيف ” هذا النوع من الصمون (الحجري) معروف في العراق من شماله لجنوبه وعلى حد علمي افران الصمون الحجري متواجدة حيث يوجد العراقيين مثلا هناك افران مشابهة في سوريا”.
محمد حسن يعمل خبّازا في احد الافران يقول “هذه المهنة تعلمتها وامتهنتها منذ الصغر واشعر انني لن اغادرها ابدا فقد التصقت بي، خبرتي افادتني كثيرا في عملي وانعكس ذلك على نوعية الخبز الذي يقدمه مخبزنا بتعاون زملائي فيه فتقديم الخبز بنوعية جيدة مهم جدا بالنسبة لنا،علاقتي بلهب التنور مستمرة، اغلب ساعات النهار وانا تعودت عليها، هي مفروضة علي ومفروض علي ان اتعامل معها مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف “، ويضيف “هذا النوع من الخبز الذي تشتهر به كل محافظات العراق يمكن ان تجده في الاماكن التي يتواجد فيها العراقيون في سوريا مثلا وكذلك افتتحت مخابزنا في قطر والكويت “.
الخبّاز.. مابين اللهب والعجين مهنة رداؤها الصبر
التعليقات مغلقة