أغنيات الرسم والنحت والخزف في “تشكيليات عراقيات”

سمير خليل
على اديم قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في بغداد وجدرانها توزعت اعمال اكثر من سبعين فنانة عراقية في معرضهن السنوي “تشكيليات عراقيات”.
ضم المعرض الذي نظمته واشرفت عليه الجمعية اعمالا متنوعة في الرسم والنحت والخزف، كما كانت متنوعة بمضامينها واساليبها، لكنها بالمجمل كانت تؤشر الى المرأة العراقية وتطلعاتها وآمالها وطموحها.
الفنان قاسم سبتي رئيس الجمعية قال: “الفن التشكيلي في العراق لايقتصر على الرجل، فللمرأة حضور دائم وعطاء مستمر، انا اشعر بان صورة الفن التشكيلي العراقي لاتكتمل الا بالمرأة، والمفرح بالامر ان هناك فنانات من المحافظات، من الناصرية وبابل والموصل وديالى ومن بغداد طبعا.
وتابع: “معارض المرأة، مرآة مزدوجة تعكس واقع الفن التشكيلي في العراق، ومعرض الفن التشكيلي الشامل الذي تقيمه جمعيتنا سنويا يشهد مشاركة المرأة جنبا الى جنب مع اخيها الفنان، ولكن في معرضها اليوم اشعر ان هناك استعراضا كاملا لقدراتها، وبالتالي نستطيع ان نعطي صورة واضحة وكاملة عن قدرة الفن التشكيلي العراقي، الذي اجد انه في صدارة التجارب العربية، والا بماذا تفسر هذا الكم وهذه القدرة بمشاركة 76 فنانة بين رسامة ونحاتة وخزافة. من حيث المستوى استطيع ان اقول انه واحد من معارض المرأة المتميزة برغم جائحة كورونا، وهذه هي النقطة المهمة حقيقة والا ففي بقية البلدان ماتت التجارب وتعطلت، نحن هنا لانتوقف، ونعد زملاءنا واخوتنا الفنانين باننا على الدرب سائرين”.
الفنانة الشابة نور عبد علي ذكرت انها تشارك بلوحة عنونتها باسم “راقصة الباليه”. عن مضمون لوحتها تحدثت: “اردت ان اقول ان فن المرأة سواء كان رقص الباليه او اي فن آخر مهم جدا للثقافة العراقية، لذلك انا حريصة على المشاركة في هذا المعرض منذ ولادته بنسخته الاولى لغاية اليوم، وبرغم ان جائحة كورونا اثرت بنتاجات المعارض، لكننا والحمد لله نحاول العودة لنشاطاتنا، لذلك اقيم هذا المعرض الذي قررت المشاركة فيه برغم ضغط اعمالي”.
عن لوحتها” انا والنخلة” وما ارادت ان تعبر من خلالها تقول الفنانة يسرى العبادي: “اردت ان اقول اني فنانة عراقية، ارسم اشياءنا، ذكرياتنا وطفولتنا وهذا عندي مبدأ، اردت القول بأن المرأة العراقية لاتضاهيها اي امرأة بالعالم لانها امرأة مجاهدة. جائحة كورونا والظروف التي نعيشها اعطتني حافزا قويا لاننا كعراقيين عشاق حياة، نحب هذه الحياة، متجددين، نواكب حضارة كبرى في جيناتنا، بدمنا، لذلك لم تؤثر علينا هذه الجائحة لان العراق مر بظروف اصعب، على مستوى النوعية فمعرض هذا العام افضل من معرض العام الماضي، معرضنا يتطور بوجود الاستمرارية”.
واما الفنانة لمياء حسين فتجد ان المرأة، رمز للوطن والارض وللمجتمع والانسانية، واضافت: “مجتمعنا دائما تحت كل الظروف الصعبة، الانسانية فيه هي التي تطغي على كل هذه الظروف لذلك علينا ان نتجدد دائما، نجدد طاقاتنا في كل الجوانب، باعمالنا وبمساهماتنا وانجازاتنا”. جائحة كورونا اثرت علينا بالتاكيد، تقلصت انجازاتنا الى درجة صعبة، لكننا نواصل العمل في كل الاحوال”.
الناقد الفنان الدكتور جواد الزيدي سجل انطباعاته عن المعرض حيث قال: “هو معرض تقليدي تقيمه الجمعية، على مستوى الانجاز، على مستوى المناخ ممتاز جدا ان نرى معرضا متخصصا للفنانات التشكيليات على مستوى الرسم والنحت والخزف، تجارب شابة تقدم رؤيتها وتطلعاتها وقراءتها للفن، باعتقادي ان التجارب مختلفة لاتقع في نسق واحد من حيث الاسلوبية والمنهج، ومن حيث المدرسة الفنية التي تتخذها كل منهن، مايهمنا بالدرجة الاولى هذا المناخ، بمقابل الخارج ومايكتنفه من عنف، هنا ترافة وجمال ولون في هذه القاعة ونتمنى ان يستمر هذا الزخم”. اما على المستوى الفني فالاداءات متباينة، هناك اداءات ممتازة واخرى اقل مستوى، لكنها فرصة جميلة فمن هذا الكم الكبير من المشاركات لا بأس من وجود صفوة، نصل الى خلاصات جمالية مهمة حتى على المستوى الفرداتي، وهناك بعض الفنانات قدمن اساليبهن برؤى جديدة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة