حذارِ من التفسيرات الخاطئة

-1-

ليس ثمة من خلاف على قدسية النصوص القرآنية المباركة والأحاديث النبوية الشريفة ولزوم العمل بمنطوقها إلاّ أنَّ المشكلة الحقيقية التي تواجهها الأمة هي تلك التفسيرات والتأويلات الجزافية التي تنطلق من رؤية مغموسة بالهوى وتقلب المعنى رأسا على عقب في منحى سُداهُ ولحمتُه التلاعب والتحايل على الحقيقة والمقاصد المطلوبة ..

-2-

في صفين حين قتل ( عمّار بن ياسر ) –رض- شَكّلَ مقتَلُهُ زلزالا كبيراً حيث أَنَّ الطرفين كانا يرويان عن النبي (ص) قوله ( عمار تقتله الفئة الباغية ) وعمار قتله أهل الشام فهم الباغون بمقتضى هذا النص النبوي المقدس ، الاّ ان الأمر لم يترك على هذا الحال وانما قال الباغون :

انّ عمار قتله الذين أخرجوه الى القتال ..!!

وانطلقت الحيلةُ على المغفلين والمتغافلين والتابعين لهم حتى يومك هذا..!!

-3 –

وهناك آية قرانية تقول :

” وأنْفِقُوا في سبيل الله ولا تُلْقُوا بأيديكم الى التهلكة وأحْسنوا انّ الله يحب المحسنين “

البقرة /195

وكثيراً ما لجأ المثبطون والناكصون عن القيام بواجباتهم ازاء القوى الداكنة وتذرعوا بأنَّ الخوض في غمار المواجهات الساخنة لاعداء الله والامة يُوقع الانسان في التهلكة وهو ما نهانا الله عنه ..!!

وهكذا سرت روح التخاذل والارتخاء في مَنْ استملحَ هذا التفسير واتخذه حجة له في المصانعة والمداهنة والانسحاب من ساحة الوقوف أمام عنفوان الباطل وجبروته .

جاء في التاريخ

انّ الصحابي الجليل أبا ايوب الانصاري (رض) قال لبعض المتخاذلين في حرّب الروم :

” يا ايها الناس

انكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل ،

وانما أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار ، لما أعزّ الله الاسلام وكثرُ ناصروه ، فقال بعضنا لبعض سرّا دون رسول الله (ص) :

انّ اموالنا قد ضاعت ،

وانّ الله قد أعزّ الاسلام وكثُر ناصروه ، فلو أقمنا في اموالنا فأصْلَحْنا ما ضاع منها ، فأنزل الله على نبيّه (ص) يردّ عليه ما قلنا ( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة )

فكانت التهلكة الاقامة على الأموال واصلاحها وتركنا الغزو ،

فما زال ابو ايوب شاخصاً في سبيل الله حتى دُفن بارض الروم “

( أخرجَهُ الترمذي في التفسير ( 2973 ) باب (3) ومن سورة البقرة

وقال :

هذا حديث حسن صحيح غريب

-4-

وما يجري اليوم من محاولات للحيلولة دون اجراء الانتخابات النيابية في 10 /10 /2021 هو فصل جديد من فصول تلك اللعب الممجوجة حيث يتذرع المتضررون من اجرائها والخائفون على فقدان كراسيهم في حال اجرائها بحجج واهية يُثَبطُونَ  بها العزائم ويُحذِرون من المشاركة فيها لأنها بزعمهم تفتقد الى المناخ الآمن ، والنزاهة …

مع أنهم انما وصلوا الى كراسيهم بانتخابات ثبت التلاعب بها وثبُتتْ وقائع التزوير فيها .. فأين كانت هذه المخاوف والادعاءات من انتخابات عام 2018 ؟

-5-

اننا مع اجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ومع المشاركة فيها، بشرط الالتزام بمراعاة المعايير الموضوعية المتمثلة بالكفاءة والنزاهة والمهنية والاخلاص والقدرة على النهوض بالخدمة الصادقة بعيداً عن الانحياز للعامل الطائفي او العشائري او الحزبي وما سوى ذلك من العوامل المخالفة لتلك المعايير .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة