الاقليم بانتظار بغداد لتحديد موعد الزيارة والبدء بالحوار من جديد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
فيما اكدت حكومة اقليم كردستان انها بانتظار رد بغداد لتحديد موعد البدء بحوار لمعالجة المشكلات العالقة والتداعيات التي خلفها اجراء الاستفتاء، دعا التركمان في الاقليم الى الاحتكام الى الدستور في تطبيع العلاقات بين بغداد واربيل، وتجاوز التشنجات التي أعقبت إجراء الاستفتاء.
رئيس كتلة الجبهة التركمانية في برلمان الاقليم ايدن معروف قال في حديث للصباح الجديد، وبينما اكد ان التركمان يؤيدون اي قرار تتخذه الحكومة الاتحادية اذا ما كان يتوافق مع بنود الدستور، بضمنه الغاء نتائج الاستفتاء، اشار الى ان تقديم حكومة الاقليم او الاتحادية تنازلات مقابلة لايعني ضعفاً او خسارة، مضيفاً ان التنازل للصالح العام امر ضروري وايجابي ينبغي على الطرفين عدم الخشية منه.
وتابع معروف بما ان اقليم كردستان جزء من العراق وفقا للدستور فان ذلك يحتم على الحكومة الاتحادية التعامل وفقا لمواد الدستور مع اقليم كردستان وعدم التجاوز على حقوقه ومستحقات مواطنيه، مشيرا الى ان المكون التركماني يدعم معالجة الخلافات، وفقا للدستور ما يملي على الحكومة الاتحادية التعامل مع المواطنين في محافظات الاقليم كما تتعامل مع المواطنين في محافظات العراق الاخرى.
وحول مطالبة الحكومة المركزية بتسليم المطارات والنقاط الحدودية اعلن تأييد التركمان لاية قرارات تتماشى مع الدستور، ما لم تلحق ضررا مباشرا بمصالح المواطنين في الاقليم.
وفي معرض رده على سؤال عن احتمال ان تعلن حكومة الاقليم قريبا الغاء نتائج الاستفتاء اشار معروف الى انه غير مطلع على موقف حكومة الإقليم ونواياها من هذه القضية، الى انه عبر عن دعمه لان تقدم حكومة الاقليم التنازلات، بما في ذلك الغاء نتائج الاستفتاء تغليبا لمصالح المواطنين في الاقليم.
واشار الى ان التركمان يدعمون حكومة الاقليم الحالية بعد توسيع صلاحيات رئيس الحكومة نظرا لحصوله على جزء كبير من صلاحيات رئيس الاقليم التي توزعت بين الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية، مشيرا الى انه بامكان الحكومة الحالية بمشاركة جميع الاطراف فيها، ان تعالج مشكلات المواطنين المتراكمة والسياسات الخاطئة السابقة التي اعتمدت في الاقليم.
المستشار السياسي لرئيس حكومة اقليم كردستان دلشاد شهاب اعلن بدوره ان اقليم كردستان بانتظار بغداد للبدء بالحوار مجدداً.
واضاف شهاب في حديث لوكالة انباء الاناضول تابعته الصباح الجديد ان حكومة الاقليم تدعو الى الاسراع في البدء بالحوار مجددا بين اربيل وبغداد، لانها تعتقد بان الحوار هو الحل الامثل لمعالجة جميع المسائل العالقة، واردف « نحن اعلناً استعدادنا للحوار وبغداد لم ترفض التجاوب مع رغبة الاقليم في الحوار، الا انها لم ترد علينا لحد الان ونحن بانتظار ردها لذهاب الى بغداد».
وتابع شهاب «انه على الرغم من ان اي موعد لم يحدد لحد الان للبدء بالحوار الا اننا نأمل في ان تبدأ الحوارات في اقرب فرصة ممكنة كي نتمكن من التوصل الى حلول مشتركة للمشكلات العالقة».
وقال شهاب «في اطار تطبيق النظام الفدرالي، فان المباحثات بين اربيل وبغداد ستأخذ طابعا قانونياً ودستوريا وفنيا وهي التي ستأخذ مكان الحوارات السياسية بين الجانبين».
وعزا المستشار السياسي لرئيس حكومة الاقليم عدم البدء بالحوار بين الجانبين لحد الان، الى العوامل الخارجية، مبيناً ان الحكومة الاتحادية تتعاون مع دول واطراف من الجوار كانت تهدد وتتخذ العديد من الخطوات ضد حكومة الاقليم، الذي قال انهم يسعون لمحو اقليم كردستان والغاء وجوده ككيان في الدولة العراقية.
بغداد من جانبها كانت قد وضعت شروطاً جديدة غير معلنة على زيارة وفد من الاقليم، أبرزها أن يحظى الوفد الذي سيترأسه بـمقبولية من جميع الأطراف الكردية، وأن يقدم ضمانات لبغداد تتعلق بوحدة العراق وسيادته، وان يكون كل حوار في إطار الدستور.
بدوره قال دلير مصطفى رئيس كتلة الاتحاد الوطني في برلمان كردستان انه لحد الان لا توجد اية مواعيد لزيارة وفد الاقليم الى بغداد، مشيرا الى ان الوفد الذي سيزور بغداد سيكون مختلفاً هذه المرة.
واضاف مصطفى في تصريح ان الوفد الحكومي الذي من المقرر ان يزور بغداد لبحث المشكلات ومعالجة الخلافات العالقة سيضم خبراء فنيين ومختصين في الشؤون الطاقة والاقتصاد والقانون، كما انه سيضم نوابا من برلمان الاقليم، سيسعون لمعالجة المسائل العالقة وفتح صفحة جديدة من العلاقة مع بغداد.