مع انقضاء مرحلة المد الارهابي الداعشي وطي الصفحة السوداء التي نالت من العراق واهله يكون العراقيون قد اثبتوا للعالم اجمع قدرتهم في النهوض ودحر العدوان مهما طال الزمان وبات العالم ينظر الى هذه البلاد نظرة اخرى تزيح ماعلق بها من مفاسد وفشل وتهور ارتكبه قادة ومسؤولون فاشلون ولم يكن بوسع الحكومة بما تملكه من امكانيات متواضعة ان تفعل الشيء الكثير من اجل استعادة الاراضي المغتصبة وحماية العاصمة بغداد والمدن العراقية الاخرى لولا النداء الذي اطلقه المرجع السيستاني ولولا الاستجابة الكبيرة لابناء العراق الشجعان الذين لبوا النداء وهبوا من الجنوب والوسط ومن ضحايا التهجير الداعشي في مدن الموصل والانبار وصلاح الدين ليلتحقوا بفصائل القوات العسكرية والامنية وليشكلوا نواة قوات الحشد الشعبي التي ابلت بلاء حسنا في سبيل طرد عصابات الارهاب من الاراضي العراقية في الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى ..
ولربما كانت الفرصة كبيرة اليوم من اجل توظيف هذه القوة الشعبية التي منحها مجلس النواب والحكومة العراقية الشرعية الكاملة من خلال القانون الذي سن وتم تضمينه باجراءات التأسيس وتوصيف الدور الوطني الذي عهد اليه وسيكون من المناسب ان تعمل الحكومة وقيادة العمليات المشتركة وهيئة الحشد الشعبي بالتعاون مع عدد من القيادات العسكرية والسياسية على تثبيت دعائم هذه القوات واحلالها في المكان المناسب من تشكيلات القوات المسلحة واضطلاعها بدور حيوي في الايام المقبلة بوصفها قوات نخبة عراقية تمرست في قتال الشوارع والقتال في المناطق الصحراوية وفي شتى الظروف الجوية وتمتلك عناصر باسلة شهد لها الاعداء قبل الاصدقاء وان ترسيخ هذا الدور وتثبيت وجوده كجزء من منظومة الامن الوطني كفيل بازالة المخاوف وتبديد الادعاءات والشائعات التي تطلقها بعض الجهات الداخلية وبعض الاطراف العربية والدولية بشأن مستقبل الحشد الشعبي في العراق ومحاولة ربطه مع تنظيمات دولة اخرى او الادعاء بانه يأتمر باوامر خارجية وهذا مالن تريده الحكومة العراقية مثلما صرح رئيس الوزراء حيدر العبادي في اكثر من مناسبة وهذا مالايرضاه قادة ومقاتلو الحشد انفسهم الذين امنوا بان رسالتهم الاساسية هي تلبية نداء المرجع الديني ونداء وطنهم وشعبهم بالذود عن حياض العراق وحماية اهله وسيكون اولئك الرجال الافذاذ مستعدين لتقديم العون والمساعدة لكل مظلوم ومضطهد في اي زمان ومكان تقرره الدولة العراقية وحدها .وستكون المرحلة المقبلة مرحلة توحيد القوة العراقية بشتى عناوينها وتشكيلاتها .
د.علي شمخي
توحيد القوة !
التعليقات مغلقة