الباميا هي الاكثر دلالا بين الخضروات

وداد إبراهيم
مع انها من الاكلات المعروفة كونها الاغلى سعرا في اول موسمها والمرغوبة من كل العائلات التي تتهافت على شرائها بمجرد وصولها الى السوق، الا ان البعض لا يستسيغها ويستغرب ارتفاع سعرها عند نزولها الى الاسواق اول الموسم. الباميا تكاد تكون المائدة الاهم بالنسبة لغالبية العراقيين الذين يطبخونها بطريقة مميزة عن بقية البلدان، وحتى بحجمها وشكلها.
احدى السيدات التي جاءت إلى سوق باب المعظم للتسوق تقول: كنت أنوي شراء كيس صغير من البامية المعلبة التي تباع بسعر رخيص، لكني فوجئت بسعر البامية العراقية الطازجة في سوق باب المعظم للخضار، وقد انخفض إلى نصف سعرها عن الأسبوع الماضي، وقررت شراء نصف كيلو منها، ليكفي وجبة غداء لعائلة كبيرة، وأجد أن البامية توفرت عند أكثر من بائع بعد أن كانت في أول دخولها السوق تقتصر على بائع واحد أو اثنين لارتفاع سعرها، فقبل أكثر من أسبوع كانت تباع بسعر يصل إلى ثلاثين ألف دينار، والمعروف أن البامية لا يمكن أن تطبخ إلا مع اللحم والثوم وكمية كبيرة من الطماطة، لذا أجد أنها تدلل نفسها لتكون مرغوبة من كل العائلة.
اما السيدة سهى عبود فقالت: البامية، الأكلة الشعبية التي لا يخلو منها أي بيت عراقي خلال فترة الصيف، وبعض العائلات تلجأ لطبخ البامية في الصيف بشكل يومي حتى ينتهي موسمها، فيما يعمد البعض إلى حفظها بطريقة التجميد، أو طريقة عمل قلائد منها تعلق على شبابيك المطبخ، لتجفيفها، إضافة إلى أن هناك عدة طرق لطبخها، ففي بعض مدن شمال العراق مثل الشرقاط يضاف لها الفلفل الحار، أما في بغداد فأنها الأكلة الوحيدة التي لا تحتاج إلى بهارات أو كاري أو أي نوع من التوابل لأنها تطبخ نفسها بنفسها.
وقال بائع الخضار حيدر المالكي عن انواع الباميا: “الباميا لها أنواع وأسماء مثل (البترة والحسيناوية) وبعض التسميات حسب المناطق التي تزرع فيها البامية، فـ “لبترة” تكون حباتها قصيرة وتزرع في مناطق اليوسفية والصويرة، وتتميز بطعم خاص يفضلها البعض بالأكل وحتى في الحفظ بطريقة التجميد فقط، أما “الحسيناوية” فتتميز بأن حباتها رفيعة وطويلة وتزرع في الحلة، ويفضلها البعض كونها تحتفظ بشكلها خلال عملية الطبخ”.
وأضاف: “هذه التسميات أطلقها الفلاحون والباعة في أماكن البيع الرئيسة على محصول البامية، وتعد هذه مغازلة لمحصول يعد من المحاصيل الأكثر شهرة في كل مناطق العراق، لما له من شعبية في البيت العراقي وحتى في المطاعم العراقية، كما أنه المحصول الوحيد الذي يدخل السوق بسعر يبلغ ضعف سعر كيلو غرام من اللحم “.
البائع سعد جبار قال: “اليوم في علوة الرشيد شاهدت عدداً من صناديق البامية، وعرفت أنها تشهد انخفاضاً في سعرها، لأنها غزت أماكن البيع الرئيسة، فهي المحصول الوحيد الذي ينفد أول النهار، حتى إن كان بسعر مرتفع، اليوم تباع بسعر يتراوح ما بين 12 إلى 10 آلاف دينار، والمشتري يعرف قيمتها ويعرف أنها جاءت من مناطق بعيدة عن بغداد، لذلك تدخل السوق مرتفعة السعر وتنفد بسرعة بالإضافة إلى أن الباعة يجلبون كميات قليلة منها”.
وتابع: “محصول البامية قصير العمر يحافظ على وجوده في السوق لمدة شهرين، لذا يباع بسعر أكثر من أسعار الخضار الصيفية الأخرى، وتعد الأكلة الشعبية التي يفضلها العراقي إضافة إلى أنها تؤكل مع الخبز (التشريب)، وتعد وجبة كاملة والبعض يتناولها مع الرز”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة