الفنان المسرحي محمد صالح لاجي
سمير خليل
عشق المسرح وهو ما يزال صبيا صغيرا في مدينة الكوت، توج هذا العشق بشهادة البكالوريوس في المسرح من جامعة بغداد، يمتلك رصيدا مسرحيا حافلا، وعمل مع كبار الفنانين.
رحلة الإبداع الحافلة التي امتدت ما بين الكوت وستوكهولم للفنان المغترب محمد صالح لاجي، اثارت فينا سؤالا..ما السبيل الذي اعتمده ليجتاز الحاجز الصعب بين انتقاله من المسرح العراقي الى نظيره السويدي؟
- ” اعتليت خشبة المسرح في مديني الكوت وكنت طالبا هاويا، حيث شاركت مع الكثيرين من فناني المسرح الواسطي منذ سبعينيات القرن الماضي، حتى انتقلت إلى بغداد لصقل موهبتي بالدراسة الاكاديمية التي وضعتني في السكة الصحيحة، بواسطة اساتذة كبار لهم بصمتهم في تاريخ المسرح العربي وليس المسرح العراقي حسب، واذكر الأستاذ العملاق بدري حسون فريد كأنموذج، كما أبقى شاكرا طول العمر للعملاقين العظيمين الأستاذ سامي عبد الحميد والأستاذ عبد المطلب السنيد ولمن كان لهم الفضل في صناعتي وصناعة الكثيرين من الذين تتلمذوا على ايادي عظماء المسرح العراقي”.
ويتابع: “بعد انتقالي للعيش في السويد لم اترك المسرح، بل التصقت به أكثر، وصرت أمارس نشاطي المسرحي من خلال اعمال قدمتها فرق مسرحية تشكلت في السويد، إضافة إلى فرقة كنت من المؤسسين لها مع الفنانة العراقية الاستاذة عاتية سلام التي تعشق المسرح بالفطرة”.
*ماهي انطباعاتك عن المسرح السويدي؟ ماذا تعلمت منه؟
- “المسرح السويدي مسرح جميل وفيه امكانيات هائلة لمتعة المشاهد ودعم الممثل والفرق المسرحية لتقديم أعمال بمستوى عال. هذا الجمال أثر فيَّ وأضاف لي الكثير واحببت أن استفيد من هذا الابداع الخلاق للمسرح السويدي من خلال التواصل مع المسرحيين لاكتسب من خبراتهم واقدم لهم خبراتي لتنصهرا في عملية التلقي والعطاء الفني، لأن الذائقة الفنية لا تختلف سواء كان المتذوق في العراق ام في اي مكان بالعالم طالما كانت هناك ادوات صحيحة لخلقها”.
*ما هي الاعمال التي قدمتها في السويد؟
- “في البداية عملت لفرقة مسرح جدار (مؤسسها الفنان العراقي طارق الخزاعي) وقدمنا عملا جميلا من تأليفه وإخراجه بعنوان (احدب بغداد)، بعدها تقدمت بطلب لمنحي وبمعية المثابرة عاتيه سلام لتشكيل جمعية باسم (جمعية بغداد للثقافة والمسرح) من ضمنها فرقة بغداد للتمثيل، وحصلنا على الموافقة الرسمية. وكانت باكورة اعمالنا مسرحية (رائحة الحبر) تأليف الكاتب هشام شبر وتوليت انا الاخراج. كذلك عملت للمسرح البلدي والذي يعد اكبر صرح ثقافي سويدي في مسرحية (دم الأخوين) من اخراج ألكسندر أوباري، ومن خلالها رشحت لبطولة فيلم قصير مع الفنان السويدي (شيل ابريكفست)، وشاركت كمخرج لمسرحية (قطار ومحطات)، اضافة للمحاضرات والندوات الثقافية والاستذكارات”.
*كيف ترى المسرح العراقي بنحو عام والمسرح في الكوت؟
- “من خلال متابعتي لأخبار الفن والمسرح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب ومن خلال القنوات الفضائية العربية، أجد أن هناك محاولات جادة من بعض الشباب تحاول أن تعيد المسرح العراقي الى ألقه، وهذه محاولات مباركة نشجعها وندعمها”.
وعن حال المسرح في مدينته الكوت قال: من خلال متابعتي لأخبار المسرح في الكوت، سرني ما وصل لسماعي بعد اجراء انتخابات نقابة الفنانين فرع واسط، وتشكيل هيئة ادارية جديدة، ومع هذه الظروف التي يعيشها العالم في ظل جائحة كورونا، إلا أن الشباب المسرحي في الكوت دؤوب على تقديم اعمال مسرحية لا تقل جمالاً وابداعاً عن الاعمال المسرحية التي قدمها الرعيل الأول، وجيلنا وجيل من لحقنا وأنا فخور بهذه الخطوة وادعو لها من صميم قلبي بالتفوق والنجاح “.
يذكر ان الفنان محمد صالح لاجي يمتلك رصيدا فنيا زاخرا بالأعمال الجميلة: (بضاعه عند الطلب) تأليف وإخراج بدري حسون فريد، و(بنادق الام) لبريشت مع المخرج د سعدي يونس، و(للصورة وجهان)، و(الدميه المفقودة)، و(ام الخير) اخراج عبد المطلب السنيد. كما جسد البطولة في مسرحيات (شهيق تحت الركام) و(السيد الكاتب) و(أحلام مؤجلة) و(صوت صفير البلبل)، ومسرحية (الحقيقة) إعداد وإخراج محمد البدري ونال عنها جائزة أفضل ممثل عام19٧٩. مؤسس فرقة الكوت للتمثيل، وله عدة اعمال تلفزيونية وسينمائية.