الحب يميز الانسان عن بقية المخلوقات.. وهنا مكمن سره

احلام يوسف
من الاسئلة التي طرحت في كل وقت ومكان وما زالت تطرح بالفضول نفسه وترقب الاجابة، ما معنى الحب وكيف يتولد بين الاشخاص؟
في اجابته يستشهد الطبيب النفسي ايهاب الزبيدي بالفيلسوف اليوناني افلاطون الذي وصف الحب بانه التجربة السعيدة والنضج ومن ثم الكمال. والكاتب الفرنسي المتأثر بالفلاسفة اليونانيين ميشيل مونتين الذي قال ان الحب ما يميز الانسان عن بقية المخلوقات.
وقال: بناء على عمق الشعور وتأثير الهرمونات البشريّة على الانسان، قسمه العلماء الى عدة حالات، اذ يمكن ان تكون الحاجةً المُشتركة لإشباع الرغبة الفطريّة والتي اسهمت بتطوّر الأجناس وتكاثرها، وفي بعض الحالات ينجذب الشخص الى آخر بسبب تأثير عدة هرمونات من ضمنها الدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر.
وذكر الزبيدي ان هناك عدة دراسات تتعلق بحالة الحب ومفهومها وسببها وكانت نتائجها بأن: النساء غالبا يبحثن عمن يؤمن لهن حياتهن ماديا ويؤمن لهن الحماية أي من يقوم بدور الأب، والرجل يبحث عمن تقوم بالأعمال التي يتكاسل عن ادائها او التي لا يجيدها من طهي الى غسل ملابس وغيرها أي من تقوم بدور الأم له. بعض الرجال يرغب ويحب المرأة القوية التي تمارس الوصاية عليه، وهذا يعود لتنشئته على هذا المنوال، فمن ينشأ في بيئة تحرمه الاعتماد على نفسه، ويقوم احد الوالدين او كلاهما بالأعمال وحتى الحديث نيابة عنه فيصبح غير قادر على تحمل مسؤولية نفسه وبالتالي يبحث عن مرأة تمارس دور الاهل الذين حرموه من تحمل مسؤولية نفسه عن غير قصد.
وتابع: الحب حاجة وجدانية، فكل منا يبحث عمن يكمله، من يجد فيه صورة لنفسه لكن مثلما يرغب وتكون متكاملة حسبما يتصور، وربما تكون تلك احدى المشكلات التي تسهم فيما بعد بافشال علاقة الحب والزواج، التصورات المبالغ بها والصور المثالية التي نرسمها للشخص الذي نحب، الكاتب تشيزاري يقول: “نحن لا ننتحر بسبب الحب من اجل امرأة, بل لان الحب يكشف لنا عرينا وبؤسنا, ويظهر عزلتنا وسط العدم”. لكن يظل الحب كما يقول وديع الصافي في اغنيته الشهيرة عليه يتعمر اساس الكون، فالأوطان لا تبنى الا بالحب ولولاه لانقرض الجنس البشري وهو من يحدد هويتنا العاطفية. ويبقى لكل منا وجهة نظره بشأن الحب بحسب التجارب التي نمر بها، وبحسب البيئة التي نشأنا وكبرنا فيها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة