التشكيلية المغتربة يريفان السلطان:
حاورها سمير خليل
يقولون، ان اليد لاتستطيع الامساك برمانتين، فكيف بمن تمسك ثلاث رمانات ؟، التشكيل والبحث الاجتماعي وتعليم الصغار، ثلاث مهمات ترتدي رداء الابداع والغور في مغاليق النفس البشرية والتربية، تلك هي اشتغالات التشكيلية العراقية المغتربة يريفان السلطان، ورغم انها بعيدة عن بيتها الدافيء آلاف الاميال، الا انها اينما حلت تتغنى بعراقها الاشم وتتوشح رايته، كيف تسبر اغوار اشتغالاتها؟
تقول: بكل تواضع وبدون مبالغه انا لا اتقن النقش على السحاب لكنني اتقن التحليق فوقه، اجزم ان امسك عشرات الرمانات بيد واحدة وهذه ليست مبالغة ابدا، فعلاهذه انا، لدي القدرة على خلق ابداع اكثر ودراسه اعمق لانني اريد ان احقق اكثر واسعى جاهدة لتطوير ذاتي بمستوى اعلى، علم النفس والرسم والتعليم ، هي متعة كبيرة لي فكل واحدة منها مكملة للاخرى ، فالفن جزء من سلوكياتنا ولا ينفصل عنّا بحال، كما انه لا ينفصل عن الواقع، الأعمال الابداعية من روايات وأشعار ولوحات وسينما وموسيقى هي وسائل نسجها الإنسان لتفسر لنا وضعنا الإنساني وتساعدنا على فهم العالم بطرق أصدق وأكثر ذكاء، لا يقف الفن عند حدود النفس، بل يساعدنا على اتساع رؤيتنا، وتحفيز بصيرة الناظر ليرى الجمال من حوله، الفن التشكيلي هو الحياة بحد ذاتها “.وتضيف” اما التعليم فهو رسالة انسانية، عملية نقل المعرفة وهي التى يقوم بها المعلم عن قصد لإكساب المتعلم مهارات ومعارف وقيم جديدة، وعلم النفس هو محاكاة الذات وتطويرها”.
* هل تختلف موهبة الفنان العراقي المغترب مع مثيله الذي يعيش داخله ؟ هل من مقارنة بينهما؟
“موهبة الفنان المغترب اكيد تختلف بالفكر والجرأه والحرية عن موهبة الفنان العراقي الذي يعيش داخل البلد، هناك احكام وشروط تتدخل حتى في نوعية وطرح الافكار التي ربما تكون جريئة بأسلوبها مثل لوحات العري والسياسه وغيرها ، هنا في بلدان الغرب هناك مطلق الحرية بالتعبير عن رأيك ورسالتك وذاتك، ليس بالفن فقط وانما بكل امكانياتك وقدراتك التي تنوي ان تطرحها ،ينقصنا الوعي وثقافة الفكر وللاسف لم نتوصل لها ليومنا هذا”.
السلطان متأثرة بالفنانة العراقية الراحلة ليلى العطاروتصفها بالفراشة الراحلة وتضيف ” كانت من انبل واجمل الشخصيات التي شاهدتها في حياتي بحكم معرفتنا العائلية بها لكونها الصديقه الحميمة لشقيقتي رحمها الله والتي كانت سكرتيرتها الخاصة في مركز الفنون في بغداد ، والراحلة العطارهي من شدت على يدي وشجعتني بأكمال مسيرتي الفنيه منذ صغري، ومن يومها اصبحت ارسم واحب الرسم ،وبعد رحيلهما هي وشقيقتي عاهدت نفسي ان استمر واواصل هذا الطريق الذي حملوني مسؤوليته منذ الصغراهداءا لروحيهما”.
* مقيمة في السويد، كيف تتواصل يريفان السلطان مع الفن العراقي داخل الوطن؟
“حتى وان كنت خلف القمر، العراق في دمي، روحي في بغداد وجسدي غادرها، لم اشعريوما اني تغربت عن بلدي، من ينكر اصله لا أصل له ومن ينكر فضل وخير بلده عليه لا يمكن ان يكون فيه خير،اتواصل مع الفن في العراق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فقط وهذا العالم الافتراضي اصبح بين يدينا ليس هناك مسافة تعرقل ما نريد هناك، معارض واعمال فنية واراء الناس واسماء فنانين، هناك مقتنيات للاعمال ، تعبير عن الرأي ورؤيه ما وصل اليه الفن فقط من خلال هذه الشاشة الصغيره” .
عن اهم المعارض التي شاركت بها والجوائز والشهادات التي حصلت عليها تتابع:بصراحة المشاركات كثيرة والجوائز اكثر ولله الحمد لكن اهم المعارض الي شاركت بها واخذت صدى واسع ولاقى اعجاب الناس والصحفيين لحد كبير هو معرضي الشخصي الذي اقيم في السويد وفي جزيرة ( اولاند )عام 2012 وحمل عنوان ” افكار مختلفة”، والحدث الاهم ايضا مشاركه لوحتي (القرار ) في ملتقى الابداع الدولي في القاهره عام 2018، بالاضافة لمهرجانات في تونس التي اقيمت في جربة وتطاوين والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصه ، كذلك في فرنسا وغيرها، بصراحة جميع مشاركاتي مهمه بالنسبه لي لانني اثبت فيها جدارتي وموهبتي وجعلت لنفسي بصمه افتخر بها وامثل بلدي العراق”.