علياء علي العتبي
لطالما تساءلنا عندما نفقد الدهون بعد الحمية (الريجيم) أو التمارين؛ أين تذهب الدهون ؟ هل تذهب خارج الجسم وكيف تخرج ؟ وكيف تختفي ؟.
في دراسة جديدة تشرح المصير الحقيقي للدهون في جسم الإنسان بعد حرقها، وعبر حساباتٍ دقيقةٍ تنفي بعض المفاهيم الشايئعة الخاطيئة؛ قد وضح الباحثون أن الدهون لا (تتحول) ببساطة إلى طاقة أو حرارة، و أيضاً لا تتكسر إلى أجزاء أصغر ثم يتم إفرازها أو التخلص منها. في الواقع، يقوم الجسم بتخزين الفائض من البروتينات أو الكربوهيدرات في جسم الإنسان على شكل دهون، وتحديداً على شكل جزيئات دهون ثلاثية (triglyceride molecules)، والتي تتكون من ثلاثة أنواع من الذرات فقط هي الكربون، والهيدروجين والأكسجين.
أما بالنسبة لخسارة الوزن عند الناس، فإن دهونهم الثلاثية يجب أن تتكسر إلى لبنات بنائية، والتي تحدث خلال عملية تسمى الأكسدة. وعندما تتم أكسدة الدهون الثلاثية أو حرقها؛ تستهلك العملية العديد من جزيئات الأكسجين بينما يتم إنتاج ثاني أكسيد الكربون (CO2) والماء (H2O) كفضلات ناتجة عن تفاعل أكسدة الدهون. و لذلك، قام الباحثون ببعض الحسابات، فعلى سبيل المثال: لحرق 10 كغم من الدهون، يحتاج الإنسان إلى تنفس 29 كغم من الأكسجين، والعملية الكيميائية التي يتم فيها حرق الدهون سوف تخرج 28 كغم من ثاني أكسيد الكربون و11 كغم من الماء.
إذاً فإن معظم الدهون التي تُحرق في جسمك يتم إخراجها عبر عملية الزفير، و قد عبّر الباحثان روبن ميرمان (Ruben Meerman) وأندرو براون (Andrew Brown) من جامعة (New South Wales) في أستراليا عن استغرابهما، حيث قالا: “أن هذه العمليات ليست حديثة الاكتشاف، ولكن لسبب غير معروف لا يبدو أن أحداً قد قام بهذه الحسابات من قبل !” وأضافا أيضاً: “الكميات كانت منطقية للغاية ولكننا كنا متفاجئين للغاية بالأرقام التي برزت.
ٔظهر الباحثون أنه أثناء خسارة الوزن، فإن 84% من الدهون المفقودة تتحول إلى ثاني أكسيد الكربون، و تغادر الجسم عبر الرئتين، في حين يتحول الباقي إلى ماء، وفقاً لدراسة نشرتها المجلة الطبية BMJ. وقال الباحثون: “هذه النتائج تُظهر أن الرئتين هي الجهاز الإخراجي الأساسي للدهون المفقودة، أما بالنسبة للماء فربما يتم إخراجه عبر البول، البراز، العرق، النَفَس، الدموع أو عبر سوائل الجسم الأخرى، و يتم تجديدها بسهولة”.
الحسابات تُظهر أيضاً القوة المخيفة من ذلك، فعلى سبيل المثال في وقت الراحة؛ الرجل الذي يزن 70 كغم يُخرِج 8.9 ملغم من الكربون مع كل عملية زفير. حتى بعد يوم كامل، إذا لم يقم هذا الشخص بأي مجهود سوى الجلوس والنوم، وبعض النشاطات الخفيفة، فإنه سيخرج 200 جرام من الكربون.
من جهة أخرى، فإن استبدال ساعة واحدة من الراحة بالتدريب مثل الركض، يزيل 40 غراماً إضافياً من دهون الجسم، حتى إذا استطاع أحدٌ أن يتتبع مصير جميع الذرات في الجسم، فإن فقد الوزن يبقى بذاته سِراً.
نصيحة أخيرة لفقدان الوزن؛ عليك أن تقلل كمية الكربون التي تتناولها عن طريق تخفيف الكربوهيدرات، أو ممارسة التمارين أكثر لإزالة الكربون الزائد من الجسم!.
* مدربة لياقة بدنية