أهذي برأسٍ فارغ

عمار ذياب

بتاريخ 1/4/2003
العملية خطرة , فهي من كبرى العمليات , كان لابد منها لكي أنجو , فمشكلة دماغي عويصة , و لابد من استئصاله . بعد أن خرجتُ من العملية , شعرت بدوار فارغ , أحس به لكن لا أترّنح , شعور يدعوك للغثيان , هاجس أخذ بيدي و أوصلني للبيت .
بعد أن ارتحت عدة أيام جاء الهاجس ليذكرني بالوعد , أي وعد ؟ من أنت ؟, من أين أتيت ؟! تبدلت ملامحه , أكتست طابع الحدّة , أخذ يثرثر كثيراً . و ينعتني بالخائن مع مرور الأيام , يا ويلتي ما أنا فاعل مع هذا الهاجس ..
الحائط أمامي , مخربش بأشياء لا اعرفها , مالعمل ؟ فالعدم سمة حضوري للمكان , و القلق يأكل ثنايا صمتي , من ماذا ؟ و ما يريد الهاجس مني ؟ و كيف أرجع للطبيب كي يساعدني فأنا لا أعرفه , آخذ القحف و أًزيل العوالق من رأسي , عادة جديدة اكتسبتها كي أستطيع التفكير ! , يجب أن أُرجع ما فقدتُ حتى أتخلص من العذاب , لابد من ذلك ..
الهاجسُ و أنا انطلقنا للطبيب لكي أستنجده . علّه يُرجع لي دماغي , لأنني نسيت الوعد الذي ربما حياتي تتوقف على شفى فكرة بسببهِ ! , بعد بكاء و ثغاء و عواء و مواء إذ اختلط عليَّ الأمر . ارجع الطبيب دماغي لمكانه , خرجت من العملية و الدوار عاد مرّه أخرى , لكنني في هذه المرّة أترّنح . شعور جميل , أيضا يدعو للغثيان , عندها تذكرت و عرفت ما أراد هاجسي , رجعت للبيت مسرعا , نظرت للحائط فضحكت :
( إجرِ عملية إستخراج الدماغ , لأنه خطر على حياتك )
حُفرت بتاريخ
../../….
مسكينان لم نحتمل الألم , اختلفنا كيف نقتلع جذوره , كنا خائفين , وحيدين لا ندري ما نفعله , منذ يوم قررت حفر الحائط و أنا أنتظر الخلاص . كنت آمل أن العملية حبل نجاة .
كان يعربد هاجسي و يصرخ :
………………
نزعت دماغي , كي أُزيل العوالق منه , فهذه العادة التي أكتسبتها عند غيابه جميلة , بدت الأفكار واضحة أمامي , هاجسي هدأ جنونه و أنسحب دون أن ينطق بكلمة .
رجعتُ للطبيب رافع الرأس , ماذا حصل ؟ هل تخلّصت مما يقلقك ؟ سألني :
– الفاتح من نيسان , يكذُب عليَّ .. و أنا صدّقت الكذبة …

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة