يَصدرُ عن “منشورات المتوسط” وموقع “ألترا صوت”، وبالتعاون مع منصة الكتب العربية الإلكترونية “أبجد”؛ كتابٌ إلكترونيّ جديد، قبل صدوره ورقيًّا. في مبادرة قد تكون الأولى من نوعها في عالم النشر، حيثُ سيُتاحُ الكتابُ للقرّاء على الموقع واسع الانتشار “ألترا صوت”، وبشكلٍ مجّاني بالكامل، لمدَّة شهرٍ اعتبارًا من يوم الجمعة 1 مايو/أيار 2020 عيد العمّال العالمي.
هذه المبادرة، وكما يُصرِّح مدير النشر في منشورات المتوسّط الشاعر الجزائري خالد بن صالح: “تأتي كنوعٍ من كسرِ الحصار المفروض علينا، لنقول أنّ لا شيء يوقفنا، وسنجد دائمًا سُبلنا للاستمرار فيما نحبّ عمله، وهذا المشروع هو دليلٌ أنَّ تعاونًا بسيطًا ومدروسًا بين مجموعة من المؤسسات الخاصّة التي تتقاطع في هدفِها الثقافي، يُنتج عملًا خلَّاقًا في إطار مهمتنا التي اتخذناها على عاتقنا في انتاج المعرفة”.
فيما ذهب محرِّر القسم الثقافي لموقع ألترا صوت الشاعر والروائي الفلسطيني رائد وحش إلى القول” أنَّه “لطالما تعاونت الصحف ودور النشر لأجل نشر الكتب بشكلٍ شعبيّ، ولطالما كانت هذه المبادرات ذات تأثيرٍ مهمٍّ في وقتها. الآن، في زمن الصحافة الإلكترونية، لا تزال حاجتنا إلى الكتب والقراءة هي نفسها، إلَّا أن بين أيدينا وسائل تكنولوجية تُسهِّل المسألة لا بد من استغلالها، وفي الوقت ذاته هي دعوة من ألترا صوت لربط الصحافة اليومية بعملية الإنتاج الثقافي والمشاركة الحيوية فيه”.
أمّا المديرة التنفيذية لمنصة أبجد إيمان حيلوز، فقالت: “أن هذا المشروع المشترك في ظلِّ الحجر المنزلي، سيمنح الفرصة للقرّاء لكي يكتشفوا كتابًا جديدًا، عميقَ المحتوى، يمنحهم مساحة للتفكير وتجديدِ علاقتهم بالعالم، خصوصًا وأنَّ الكتاب سيكون في متناول الجميع، لتصفّحِه بطريقة سهلة ومريحة لمدَّة شهرٍ كامل، وفق خصائص الكتاب الإلكتروني العالمية، من البحث بين السطور، إلى تقليب الصفحات وغيرها من التقنيات المريحة للقراءة”.
تبدأ هذه المبادرة برواية “على قرن الَكركَدَنّ”، للكاتبة الإيطالية فرانشيسكا بيلّينو المعروفة باهتمامها بقضايا العالم العربي وثقافات بلدان البحر الأبيض المتوسط. ترجمت الرواية عن الإيطالية المترجمة سوسن بوعائشة، وراجع الترجمة ودققها المترجم التونسي الكبير أحمد الصمعي.
تعيدُنا رواية “على قرن الكَرْكَدَنّ” للكاتبة الإيطالية فرانشسكا بيلّينو إلى تونس؛ أيام الثورة، ساعاتٍ قليلة بعدَ طرد بن علي، وموت مريم. وفي هذهِ الأجواء المشحونَةٍ والمُضطربَة، تصلُ ماري من إيطاليا، هي الآن خارجةٌ من المطار، مصدومَةٌ ومشوَّشَة، ولا شيءَ يشغلها إلَّا الوصول إلى مدينةِ القيروان، لحضور جنازةِ صديقتِها. كان هادي، أوَّل سائق عرَض عليها خدمته، ليُصبحَ دليلَها على خارطةِ بلدٍ يعيشُ على وقعِ الاضطراباتِ السّياسيّة التي رافقت التحرُّرَ من الديكتاتورية، وما صاحبها من آمالٍ واحتجاجات، واحتفالات ومشادّات، تنعكس، في صورٍ متسارعةٍ خلال الرِّحلة، على زجاجِ سيّارةِ أجرةٍ بالية.
تروي بيلّينو في روايتها، ذكرياتِ ماري مع مريم، بأسلوبٍ سينمائيٍّ تشويقيٍّ، كأنَّها تمرِّرُّ أمامَ أعيننا شريطَ فيلمٍ على الطريق؛ بين الحياةِ في روما والعطلات الصيْفيّة في القيروان، تستحضرُها بكلٍّ تفاصيلها، وكيفَ تتحوَّل الصداقة بين ماري عالمة الأنثروبولوجيا الإيطالية ومريم التونسية المُهاجرة إلى إيطاليا بدافعِ الحبّ والهروبِ من زوج أمّها المستبدّ؛ إلى بحثٍ عميقٍ عن الذَّات، تتكشَّفُ سُبلُهُ الخفيّة بشكلٍ مُدهشٍ، عبر قصة امرأتين تجدان الطريق إلى ثورتهما الخاصّة.