محاربة السمنة قضيتنا

علياء علي العتبي

أصبحت السمنة في الوقت الحاضر من أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع؛ إذ تُعدّ حالةً صحيةً تحدث نتيجة زيادة الدهون في الجسم وزيادة الوزن، وينتج عن السُمنة العديد من الآثار الجانبية والمضاعفات الصحيّة، في الجزء الأول من موضوع اليوم، نستعرض ما هي السمنة؟.. ما دور المورثات والبيئة والعادات في السمنة؟.. كيف ننظم أجسامنا .. أوزاننا؟ لماذا تكون معدلات السمنة في بعض البلدان أو الأجناس أعلى من غيرها؟ من يجب أن يتهم: الفرد، التلفاز، نمط الحياة أم الأطعمة الدسمة؟.

السمنة هي زيادة شحم الجسم التي تسبب أضراراً هامة بالصحة، وتحدث السمنة عندما يزداد حجم وعدد الخلايا الشحمية في الجسم. يمتلك الشخص ذو الحجم الطبيعي حوالي 30-35 مليار خلية شحمية، وعندما يكسب الشخص وزناً فإن تلك الخلايا الشحمية تزداد في الحجم أولاً ثم في العدد، وبالعكس فعندما يبدأ الشخص بفقدان الوزن فإن حجم الخلايا الشحمية يتناقص ولكن عددها يبقى نفسه بشكل عام. وهذا ما يمثل جزءاً من السبب الذي يجعل إنقاص الوزن أمراً صعباً حالما يكسب الشخص مقداراً هاماً من الوزن، ولكن حسب دراسة نشرت عام 1998 فإنه يمكن تخريب الخلايا الشحمية بواسطة أدوية معينة، كما يمكن أن يحدث تناقص في عدد الخلايا الشحمية إذا تمت المحافظة على إنقاص الوزن لفترة طويلة من الزمن.

كيفية تحديد السمنة في الجسم يُعبَّر عن السمنة بعدة معايير، مثل: مؤشر كتلة الجسم، ونسبة الخصر إلى الطول، ونسبة حجم الخصر إلى الورك، ونسبة الدهون في الجسم وتوزيعها، إذ إن الشخص يُعد مصابًا السمنة عند بلوغ مؤشر كتلة الجسم 30 كغ/متر مربع أو أكثر، ويُصنّف على أنّ لديه وزنًا زائدًا عن الحدّ الطبيعيّ إذا كان يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه بين 25-29.9.

 أسباب السمنة: يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، من أبرزها ما يأتي: الأسباب المتعلقة بالنظام الغذائي: من أبرزها ما يأتي: الإكثار من تناول الطعام، إذ توجد بعض الأطعمة التي يسبب الإفراط في تناولها زيادة الوزن والسمنة، ومن أمثلتها السكريات، أو الأطعمة الغنيّة بالدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحلويات والوجبات السريعة والأطعمة المقلية تعدّ من المأكولات التي تزيد الوزن؛ بسبب احتوائها على السكريات والدهون بنسبة كبيرة. الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة، ومن الأمثلة عليها الحلويات، والسكريات، والمشروبات الغازية، والفركتوز؛ إذ تسبب هذه الأطعمة زيادة الوزن من خلال عدة طرق، كزيادة إفراز الأنسولين بنسبةٍ عالية بعد تناولها مقارنةً بالكربوهيدرات المعقّدة كالمعكرونة، والحبوب، والأرز البني، والخضروات، والفواكه، التي تؤدي إلى زيادة نمو الأنسجة الدهنيّة، بالتالي التسبب بزيادة الوزن. الكسل وقلّة النشاط البدنيّ: إذ يؤديان إلى قلة كميّة السعرات الحراريّة التي يستهلكها الفرد، مما يزيد من خطر زيادة الوزن، والإصابة بالسُمنة. 

تناول بعض أنواع الأدوية: توجد بعض أنواع الأدوية يؤدي تناولها إلى زيادة الوزن أو السمنة، ومن أمثلتها: مضادات الاكتئاب. مضادات التشنجات، مثل: كاربامازيبين، وفالبروات. أدوية السكريّ، مثل: الأنسولين. أدوية السلفونيل يوريا. بعض أنواع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم. مضادات الهيستامين. التعرض لبعض العوامل النفسيّة: إذ توجد بعض العوامل العاطفية التي تؤثر على عادات الأكل والنفسية؛ إذ قد يصاب الشخص بالسمنة نتيجة الإكثار من تناول الطعام استجابةً للعديد من المشاعر، ومن العوامل النفسية المؤثرة الحزن، والملل، والتوتر، والغضب. علاج السمنة تُعالَج هذه المشكلة من خلال العديد من الطّرق العلاجية، التي تهدف إلى الحصول على وزنٍ صحي والمحافظة عليه.. وفي عدد يوم غد باذن الله سنعرض للقارئ الكريم في الجزء الثاني بقية التفصيلات المتعلقة بالموضوع.

* مدربة لياقة بدنية وإيروبكس

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة