ترامب: السعودية وروسيا أصيبتا بالجنون بشأن مسألة النفط
الصباح الجديد ـ وكالات:
كشفت تقارير عن أن سوق النفط العالمي يشهد تداعياً غير مسبوق، ويغرق بفائضٍ لا يُمكن السيطرة عليه، بسبب استمرار الحظر الذي فرضه انتشار فيروس كورونا على كبرى اقتصادات العالم.
وتمتلئ الخزانات في الكثير من الأسواق، فارضةً على المنتجين تخزين النفط الفائض في ناقلات النفط العملاقة القديمة.
وقد بدأت المصافي في الإغلاق، لأن أحداً لا يُريد الوقود الذي تنتجه وفي أسواقٍ على أرض الواقع يُباع البرميل بأقل من 10 دولاراتٍ، بل إن منتجي النفط في بعض الأسواق الحبيسة يدفعون للمُشترين ليُخلصوهم مما لديهم من خام، بحسب ما يقول تقرير نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
وينقل التقرير الأمريكي على لسان غاري روس، مراقب تضخم النفط ورئيس قطاع الاستثمار في شركة Black Gold Investors LLC قوله “لقد تضخَّم سوق النفط على أرض الواقع، ويبذل قطاع اللوجستيات جهداً كبيراً ليواكب التضخم؛ لأننا نواجه انخفاضاً كارثياً في الطلب”.
التقرير يكشف عن أسباب ذلك، ومنها الانخفاض المتسارع في الاستهلاك، الذي لم يحدث له مثيلٌ منذ أن أصبح تدفق النفط إلى الاقتصاد العالمي أمراً أساسياً قبل أكثر من قرنٍ. حتى إن الكساد العظيم عام 1929، وصدمتي النفط اللتين وقعتا في السبعينات، والأزمة الاقتصادية العالمية كلها أحداثٌ لا تُقارن بما يحدث الآن. فالعالم يستهلك في المعتاد نحو 100 مليون برميل نفطٍ يومياً، ويعتقد التجار والمحللون أن نحو ربع هذا الطلب قد اختفى ببساطةٍ في غضون أسابيع قليلة.
بجانب انخفاض أسعار النفط، فقد توقفت حركة الطيران الدولية، وأُغلقت أعدادٌ هائلةٌ من المصانع والشركات، وأُجبر مليارات الموظفين على الجلوس في منازلهم.
مايك ويرث، المدير التنفيذي لشركة شيفرون يقول لقناة Bloomberg TV: “من الواضح أن الطلب قد انخفض في بعض أجزاء من العالم، بشكلٍ حادٍّ”.
فيما تتمثل المشكلة الحالية في نقص القوة في الأماكن المناسبة. فبانخفاض الطلب عن العرض بنحو 20 مليون برميلٍ يومياً لن يكون لدى العالم خزاناتٌ كافيةٌ لتخزين الفائض خلال شهرين إلى ثلاثة. لكن الأمر أخطر من ذلك؛ لأن السعة التخزينية العالمية المتركزة بمعظمها في محاور مثل روتردام، والكاريبي، وسنغافورة، ليست متاحةً لكل المنتجين. وبالنسبة لأولئك الذين لا يمكنهم الولوج إلى خطوط الأنابيب أو موانئ التصدير، فإن الخزانات المحلية ستمتلئ بكاملها خلال أيامٍ كما يقول التجار والمستشارون.
أما لمن لديهم ولوجٌ للسواحل، فإن أحد الحلول يتمثل في استعمال أسطول الناقلات العملاقة كخزاناتٍ عائمةٍ، يحدث ذلك بمعدلٍ غير مسبوقٍ.
يقول المدير التنفيذي لشركة Frontline Ltd المالكة لأكبر ناقلات النفط في العالم، إنه لم يشهد قط هذا القدر من الطلب على تأجير الناقلات لفتراتٍ طويلةٍ. ويُقدر أن التجار قد يُخزنون نحو 100 مليون برميلٍ في البحر، غير أن تلك الكمية لا تُمثل سوى فائض إنتاج بضعة أيام.
أما في الولايات المتحدة فطلبت شركة Plains All American Pipeline LP، إحدى كبرى شركات صناعة الأنابيب، من منتجي النفط، تخفيض إنتاجهم طواعيةً؛ لتجنب إغراق الشبكات التي تربط الآبار بالمصافي عبر آلاف الأميال من الأنابيب.
إلى ذلك، فقد يستنفد العالم أماكن تخزين النفط؛ لأن إغلاق قطاعاتٍ واسعةٍ من الاقتصاد قد كان كارثياً على الطلب. ويكفي أن نذكر أن انهيار خدمات الطيران التجاري قد خفض استهلاك وقود الطيران بنحو 75%، أو ما يقارب 5 ملايين برميل يومياً.
من جانبه، يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن السعودية وروسيا أصيبتا بالجنون بشان أسعار النفط التي انخفضت بفعل تباطؤ اقتصادي ناجم عن الحاجة لإبطاء انتشار فيروس كورونا.
وقال ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز ”لا نريد صناعة ميتة تعرضت للتدمير“. وأضاف ”هذا سيء لهم، وسيء للجميع. هذا الصراع بين روسيا والسعودية يتعلق بكم البراميل التي ستضخانها. وكلتاهما أصيبتا بالجنون“.