الموصل.. ثورة صامتة ضد الدواعش والخلايا النائمة
نينوى ـ خدر خلات:
فيما يشبه ثورة صامتة ضد عناصر تنظيم داعش الارهابي وخلاياه النائمة في المناطق المحررة بمدينة الموصل، تمكن سكان محليون من افشال اعمال ارهابية بالتعاون الوثيق مع الاجهزة الامنية، فيما تسعى مديرية الوقف السني في نينوى الى ضبط خطب الجمعة وتشجيع الاهالي على الابلاغ على الدواعش من اجل ان تتنعم المدينة بالسلام الذي طال انتظاره.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان ايام عيد الفطر المبارك وما تلاه، شهدت احداثاً مهمة تفيد بان هناك بوادر لثورة صامتة من ابناء الموصل في المناطق المحررة والتي ربما تبلغ حاليا 97% من مجموع مساحتها بجانبيها الايمن والايسر”.
واضاف “الكثير من اهالي الموصل يواصلون ضخ المعلومات الاستخبارية للاجهزة الامنية لملاحقة المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش الارهابي، واسهمت تلك المعلومات في تفكيك العديد من الخلايا النائمة، فيما اختفى بعض عناصر خلايا اخرى وهم قيد المتابعة حاليا”.
ولفت المصدر الى ان “تعاون ابناء الموصل لم يقتصر على الابلاغ عن عناصر داعش فقط، بل تعدى ذلك الى المشاركة الفعلية في احباط اعمال ارهابية بالمناطق المحررة من خلال رصدهم لتحركات مشبوهة وابلاغ الاجهزة الامنية الميدانية على وجه السرعة، لان اهل الموصل ادركوا ان انتحاريي داعش يستهدفون اي تجمعات بشرية في اسواق مدينتهم وبغض النظر عمن يتواجد فيها من اطفال ونساء او شباب، حيث ان بقايا التنظيم يريدون ايقاع اكبر خسائر بشرية ممكنة في صفوف المدنيين”.
وتابع “في منطقة النبي يونس (شمال شرق المدينة)، تمكنت مفرزة من شرطة نينوى المحلية من قتل انتحاريين اثنين حاولا تفجير نفسيهما في سوق النبي يونس المكتظ بالسكان بعد ورود ابلاغات من الاهالي في محيط تلك المنطقة، وفي حي اليرموك (غربي المدينة) وبشجاعة أبطال الفوج الثاني من شرطة نينوى تمكنوا من قتل أربعة إنتحاريين دواعش، مع قتل انتحاري خامس في حي التنك بعد صلاة الجمعة (امس) بعد ورود معلومات استخبارية عاجلة مصدرها مواطنين موصليين، كما تمكن اهالي قرية الحود الفوقاني من افشال عملية انتحارية داعشية بعد رصد حركة مشبوهة، حيث تصدى له حشد العشائر وتم التصدي للانتحاري لكنه فجر نفسه من دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين او عناصر الحشد العشائري”.
وعلى صعيد مشابه، تسعى مديرية الوقف السني في محافظة نينوى الى ضبط خطب الجمعة، من خلال توحيد الخطبة في جميع المساجد، والدعوة الى نبذ الارهاب وتوحيد الصفوف من اجل تعزيز المنجزات الامنية والمحافظة على الامن والسلام في المدينة التي لم تشهد استقرارا امنيا منذ عقد ونيف.
وفي بيان صادر عن المديرية اعلاه، تابعه مراسل “الصباح الجديد” والذي كان يحمل عنوان “اثم التستر على الارهابيين المجرمين” ومما ورد فيه “ايها المسلمون الكرام.. اعلموا ان الامن مطلب انساني وحاجة ضرورية للبشر جميعا، فالامن هو المساحة التي يستظل بها الناس، فتطمئن نفوسهم وتستقر احوالهم، وينتشرون في المدينة لاصلاح امورهم وطلب معاشهم..”.
وتابع “في ظل الامن واستتبابه واستقراره.. تهدأ النفوس ويتطلع الناس الى تحقيق الامال وما يصبون اليه.. في ظل الامن يتآلف العباد، وينمو الاقتصاد، وتنتشر الثقافة ويتسابق الناس في ميادين الخير والفضل.. في ظل الامن.. يعبد الناس ربهم في اطمئنان وتعمر المساجد والمدارس والجامعات.. في ظل الامن، يتزاور الناس ويصلون ارواحهم ويزاولون اعمالهم..
ولفت البيان الى انه “يقول الله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) (قريش: 3ـ4).. ويقول الله تعالى ايضا (او لم يروا انا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) (العنكبوت: 67)..
“واليوم يا اهل الموصل بعد ان اعانهم الله على الخلاص من شر تنظيم رآته الدنيا و مر على صفحات التاريخ (تنظيم داعش الارهابي) وصاروا يتنعمون بنعمة الامن فنقول لهم: حافظوا على هذه النعمة من الضياع واياكم والوقوع في الخطأ مرة اخرى”. بحسب البيان نفسه.. و خاطب البيان “عباد الله.. الامن حاجة فطرية للناس جميعا، للمسلم ولغير المسلم، صغيرا وكبيرا، غنيا وفقيرا، فالناس جميعا يحتاجون الى الامان والاطمئنان والراحة النفسية.. ولهذا جاءت الشريعة الاسلامية الخاتمة التي اكملها الله تبارك وتعالى علينا ورضيها لنا دينا.. جاءت بتحصين كل سبب يحقق الامن ويحفظه.. وحذرت من كل وسيلة تخل بالامن وتروع الناس او تجلب لهم الخوف والاضطراب.. الى درجة ان الشرع حرم على المسلم ان يروع اخاه المسلم.. وشدد الشرع المطهر على حرمة الدماء والاعراض والاموال، وحرمة الاخلال بأمن الناس، وشدد في تحصين كل مصلحة تعين على الامن..وشدد في تحريم كل مفسدة تضر بالامن ورجالاته.. من اجل ان يأمن الناس ويطمئنوا في معاشهم ووظائفهم ومدارسهم واسواقهم وسائر مناحي حياتهم”.