بغداد – ظفار اسماعيل:
الاكتفاء الذاتي هو قدرة البلد على سد اغلب الاحتياجات على جميع الاصعدة محلياً والاعتماد الكامل على ثرواتة وموارده البشرية والطبيعية واستغلالها بافضل الطرق التي تكفل الاستغناء كلياً عن استيراد البضائع والصناعات المختلفة من بلدان اخرى نجحت في تطويرها .
يقاس معدل الاكتفاء الذاتي بنسبة الإنتاج الوطني لنوع معين من المنتجات مقارنة بما يستهلكه البلد منه .
كما ويعد تحقيق الاكتفاء الذاتي طموحاً جوهرياً يحلم بتحقيقه العديد من الدول نظراً لأهميته في توفير التطور الهائل للبلدان والقضاء على مشكلات الفقر وترفع من المستوى الاقتصادي من خلال تقليل نسبة الاستيراد والاعتماد على المنتجات التي تصنع في داخله وبذلك فان اهميته تكمن في استغلال الثروات المتاحة وتصنيعها ،والاستفادة من ارباحها والاستفادة من تشغيل اهالي البلد في تلك المنشآت والمصانع المحلية لتنتج عن هذه العملية المهمة نتائج كثيرة لاتقتصر على المجال الاقتصادي وانما تتوسع لتشمل تدريب الافراد ومنحهم الخبرات والقدرات من خلال ممارستهم للاعمال المختلفة واستثمار ثروات العقول البشرية التي ستعمل دائماً على تطوير وتجديد ودراسة افضل السبل التي من شأنها تطوير الانتاج وتحسينه من خلال تراكم الخبرات .
ويعدالاكتفاء الذاتي سبيلًا لتطوير النفس والامكانيات الذاتية نتيجة الاعتماد الكلي على مواطنيها وتحويل البلد عامة والفرد خاصة من خانة المستهلك الى خانة المنتج بكل ماتحمله هذه الكلمة من قدرات ابداعية وابتكارات وتدريب وقدرة على التعامل مع اقتصاديات السوق الحديثة ومجاراتها .
مبدأ الاكتفاء الذاتي
الدكتور صباح عطوان اختصاصي علم الاجتماع قال : ان الاكتفاء الذاتي تعبير يبين قدرة الكائن الحي على مواجهة مشكلاته بالاعتماد على ذاته حصراً. أما في المجال الاقتصادي فيعني السياسة التي تتبعها دولة ما بهدف تحقيق اكتفائها بالاعتماد على مواردها الذاتية فقط و يملك العراق الكثير من المؤهلات التي تفتقر لها دول كثيرة تمكنت من تطوير صناعاتها وإنتاجاتها المحلية واستعاضت بها عن الاستيراد من دول اخرى وفرضت قيوداً كثيرة على التاجر المستورد مما جعله يعزف عن الاستيراد ،ويلجأ الى الاستعانة بخبراء من دول متقدمة في مجال عمله ،ليقوم بافتتاح مصنع او معمل ينتج البضائع محلياً بمستويات قريبة للمستورد ،حتى وصلت كفاءة الانتاج الى مستويات عالية من الجودة وبكلفة اقل ناهيك عن مساهمته في توفير فرص العمل وتطوير ذهنية الافراد والعاملين .
التنوع في الثروات
يعد العراق من البلدان التي تتمتع بخيرات طبيعية وثروات كثيرة من الممكن الاعتماد عليها وتطويرها ولااستفادة التامة من جميع الصور التي من الممكن ان تدخل هذه الثروات الطبيعية في تكوينها هذا ويتمتع العراق بتنوع ثرواته الوفيرة باختلاف محافظاته من شماله الى الجنوب حيث يمكن لهذه الثروات والخيرات ان تستغل بشكل يجعل منها مكمله للاخرى فتنشأ سلسلة صناعات متنوعة يكمل بعضها الاخر ويغطي احتياجات البلد وصولا الى مرحلة الاكتفاء الذاتي وبصورة اخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر تتمتع المحافظات الجنوبيه بثروات طبيعية متعددة منها الزراعة وتربية الحيوانات والاسماك والنفط والموانئ زراعة منتجات معينة لاتتواجد في المحافضات الاخرى مثل زراعة الرز العنبر وتربية الجاموس وهذه الثروات من الممكن ان تجرى عليها دراسات اقتصادية للوصول الى افضل الطرق التي تمكن المجتمع الذي يعيش فيها من الاستفادة من هذه الخيرات واتخاذها كمنتج تتخصص به هذه المحافظات وتوفر منه فرص عمل لسكانها وتصدر منه لباقي محافظات التي ستخصص بنوع اخر من الانتاج والمعامل اعتماداً على ماتملكه من ثروات طبيعيه وتقع على الدولة مسؤولية المحافظة على الحرف التراثية القديمة لهذه المحافظات والسعي لديموتها واقامة المعارض والاسواق الشعبية لعرض مهارات وحرف كل منطقة مما يساعد على اجنذاب محبي ومقتني القطع التي تحمل روحية الحرف القديمة ناهيك عن غلاء ثمن المنتجات المصنوعة يدوياً وتجارتها وتداولها في العالم .
معارض دولية للترويج
في حين تتمتع محافظات الجنوب بنوع معبن من الثروات التي تختلف عن الموارد الطبيعية لمحافظات الوسط والشمال التي تنتج اضافة الى محاصيل زراعيه مختلفه وموارد طبيعية مختلفة كمعامل الادوية في سامراء والنفط والفوسفات والحجر الطبيعي وتربية الدواجن لتكون كل هذه المعطيات نظاماً اقتصادياً يوصل البلد الى مرحلة الاكتفاء الذاتي فيما لو عملت الوزارات المتخصصة على تطويره ووضع الخطط التي تمنح كل محافظات العراق الفرصة لتوفير فرص العمل لسكانها واستغلال مامنحته لنا الطبيعه من تنوع الخيرات التي تقود الى رفاهية الفرد العراقي وتطوير امكانياته والمحافظه على حرفه القديمة التي تعتز بها وتطورها .
ان السير على خطى الاكتفاء الذاتي يعطي الفرصة الكبيرة للتطور الاقتصادي والازدهار المعاشي وتقضي على البطالة وتحافظ على التراث وتستثمر الموارد الطبيعية وكون العراق من البلدان التي لم تجد الفرصه للتركيز على استغلال خيراته تزايدت فيه معدلات البطالة والاعتماد على استيراد منتجات الدول الاخرى حتى حولته من بلد منتج الى بلد مستهلك وسوق لعرض منتجات بلدان اخرى وتراجع الاهتمام والاعتزاز بالموروثات الشعبية والحرفية لحضارات امتدت لسنين طويلة .