الجيش يتقدم 60 كيلومترا في بادية السويداء
متابعة ـ الصباح الجديد :
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية امس السبت إن الدفاعات الجوية تصدت «لهدف معاد» اخترق الأجواء غربي العاصمة دمشق في الساعات الأولى من صباح امس السبت . واتهمت دمشق إسرائيل بتكرار الخروقات لأجوائها.
ونقلت «الوكالة العربية السورية للأنباء» عن مراسلها امس السبت أن هدفا جويا «معاديا» اخترق أجواء العاصمة دمشق من الجهة الغربية فوق منطقة دير العشائر، مما أدى إلى إطلاق الدفاعات الجوية وابلا من القذائف أثناء التصدي له.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن «محاولات» قامت بها الدفاعات الجوية السورية للتصدي «لاستهداف طال مواقع تابعة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة دير العشائر غرب العاصمة دمشق». لكن المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويجمع معلوماته استنادا إلى مصادر في سوريا، لم يحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وأشار إلى تواجد عناصر من حزب الله اللبناني الداعم للنظام السوري في المنطقة.
وأطلقت سوريا الدفاعات الجوية بطريقة مماثلة فوق غرب دمشق الخميس الماضي. وألقت الوكالة باللوم على إسرائيل في الاختراقات. وتابعت أن الدفاعات الجوية السورية «تصدت خلال الأسابيع القليلة الماضية لاعتداءات نفذها العدو الإسرائيلي على مواقع عسكرية».
وتشعر إسرائيل بالقلق من تنامي وجود إيران في سوريا وترى أنه يمثل تهديدا لأمنها وقصفت عشرات المواقع الإيرانية أو المدعومة من طهران في سوريا خلال الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش لا يعلق على تقارير أجنبية.
فيما أفادت مصادر اعلامي بأن الجيش السوري تقدم 60 كيلومترا في بادية السويداء الشرقية وبات يسيطر على سد الزلف، والقلعة القديمة، وتلول القنطرة، وسوح النعامة، وظهرة راشد، ومنطقة أرض الكراع.
ويواصل الجيش السوري، تقدمه في بادية السويداء على جبهة يبلغ طولها 38 كلم حيث وصلت قواته اليوم إلى عمق 60 كيلومترا في بعض محاور الهجوم.
وذكرت وكالة «سانا» في وقت سابق أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تابعت انتشارها باتجاه سد الزلف وتلول الضبع والضبيعة وعلم والصفا وأرض الكراع ذات الطبيعة الوعرة، وفرضت سيطرتها على مساحات جديدة إلى عمق نحو 40 كم من ريف السويداء الشرقي على بعض المحاور، وبالتالي توسيع حزام الأمان للقرى والتجمعات السكنية في المنطقة.
وشن الجيش السوري الخميس الماضي، هجوما واسعا في بادية السويداء، وذلك بعد تثبيت مواقعه ونقاط تمركزه على جميع محاور العملية العسكرية، التي يقوم بها لتطهير البادية من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الجيش السوري كبد المجموعات المسلحة خسائر بالغة في العتاد والأرواح، كما تمكن من قطع خطوط إمداد التنظيم.
وفي غضون ذلك ولوحظ فجوة بين موقفي طهران وموسكو في شأن التعاطي مع ملف محافظة إدلب الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد» الموقع بين البلدين ومعهما أنقرة، إذ استعجلت إيران النظام السوري شن هجوم، فيما بدا أن روسيا تفضل إفساح المجال أمام الديبلوماسية
وأعلن الكرملين امس الاول الجمعة ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في «تطورات الأزمة السورية، وأشادا بالعملية التي نفذتها موسكو وباريس لإيصال مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية».
وأوضح في بيان أن بوتين شدد على «أهمية مواصلة المجتمع الدولي المساهمة في إعادة إعمار البنى السورية وإعادة اللاجئين». كما ناقش بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الوضع السوري في ضوء تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في آستانة»، فيما تطرقت محادثة هاتفية بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي مايك بومبيو إلى الملف السوري.
ووسط تحذيرات دولية من «كارثة إنسانية» إذا هاجم النظام السوري إدلب، كان لافتاً حضُّ رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب، على «مضي الجيش السوري قدماً بكل عزم في مسار مكافحة الإرهابيين أكثر من أي وقت مضى»، في إشارة إلى معركة إدلب التي يتأهب النظام لفتحها.
ووفقاً لوكالة «تسنيم» الإيرانية، فإن باقري أعرب عن أمله في أن «يشهد الشعب السوري في القريب العاجل خروج الإرهابيين وسائر القوات المحتلة والأجنبية من التنف وشرق الفرات»، في إشارة إلى القوات الأميركية.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات النظام استهداف مناطق في مثلث جسر الشغور– سهل الغاب ريف اللاذقية (غرب إدلب)، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) و «الحزب الإسلامي التركستاني» تسلما نقاطاً تابعة لفصيل «فيلق الشام» وفصائل أخرى في ريف اللاذقية الشمالي.
ولم يستبعد مصدر في المعارضة السورية إقدام النظام على «شن هجوم ضخم على إدلب في الأيام المقبلة»، لكنه لفت إلى أن «وضع إدلب معقد ومتداخل بين أطراف إقليمية ودولية، وفي كل يوم يطرأ جديد يؤثر في مسار تسوية الملف».
ورجح مصدر عسكري معارض آخر مقرب من أنقرة أن «يبدأ النظام، بضوء أخضر روسي، عملية محدودة بغرض دفع تركيا إلى تسريع جهودها في حسم ملف المنظمات المصنفة إرهابية وفق القرارات الدولية»، موضحاً أن «التجاذبات الدولية والإقليمية والأوضاع في بقية مناطق سورية، تلعب دوراً حاسماً في تحديد حجم العملية فالعلاقات التركية- الأميركية تلعب دوراً، سواء ذهبت نحو مزيد من التعقيد أو الحلحلة، كما أن موقف إيران التي تُشجع النظام على الحسم العسكري، بات خاضعاً للمراجعة، إذ إن طهران تحتاج إلى مساعدة أنقرة بعد فرض العقوبات، وقد تكون إدلب موضوع مساومة بين الطرفين».
وأكد أن «روسيا لا تحبذ خسارة الشريك التركي، خصوصاً في ظل عدم تجاوب الغرب مع جهودها لحل الأزمة وفق مسار آستانة الذي يمكن أن ينهار في حال عدم التنسيق الكامل في شأن إدلب وشمال سورية مع تركيا».
وقال ديبلوماسي روسي سابق إن بلاده «ترغب في أن يعيد النظام السيطرة على كل الأراضي السورية، وتسعى إلى فتح الطرق بين حلب واللاذقية ودمشق عبر إدلب». لكنه أشار إلى أن «خصوصية إدلب بالنسبة الى تركيا، وإمكان حدوث عمليات لجوء كبيرة في حال شن النظام هجوماً واسعاً، يرسمان حدود تدخل الجيش السوري في شكل دقيق حتى لا يغضب أنقرة، ولا يتسبب في موجة لجوء جديدة تثير أوروبا وتعطل مبادرة روسيا الأخيرة في إعادة اللاجئين».
ورجح أن «تمنح موسكو أنقرة وقتاً يمتد لأسابيع من أجل حسم ملف هيئة تحرير الشام والمجموعات الإرهابية الأخرى في إدلب، وعدم تقدم النظام نحو نقاط المراقبة التركية شرط العمل بجدية أكبر على وقف أي هجمات على قاعدة حميميم». ورأى أن «لقاء وزيري الخارجية الروسي والتركي مولود جاويش أوغلو (الإثنين) المقبل سيحسم مصير أي عملية عسكرية وحدودها».