بغداد – أحلام يوسف:
منذ مدة ونحن نعاني من انتشار الأسلحة لدى عامة الناس وبيعها بالأسواق الاعتيادية مما سهل اقتناءها من قبل الجميع، وتسببت تلك الفوضى بمشكلات كبيرة لان مقتنيها ألغى حوار العقل ليكون السلاح هو رده على كل مشكلة بغض النظر عن حجمها.
مشكلة أخرى باتت تؤرق العديد منا هي إطلاق العيارات النارية في كل المناسبات المفرحة منها والحزينة، وبنحو عشوائي. راح ضحية تلك الممارسات العشرات ان لم نقل المئات من الأبرياء الذين تواجدوا لحظة الجنون تلك قرب صاحبها.
دعا أكثر من رجل دين الى حصر السلاح بيد الدولة، وما زال الحال لم يتغير، ولم يتعظ ولم يرف جفن لأحد هؤلاء عندما يتسبب سلاحه بإزهاق روح يمكن ان يكون صاحبها أحد اقاربه، فمتى يمكن ان يتعظ هؤلاء ويفهموا خطورة الموضوع، متى ينتفضون على أنفسهم حماية لها ولمن حولهم وقبلها حماية وحبا بالوطن.
في فلوريدا حدثت مجزرة بسبب مراهق ارتكب جريمة قتل بحق 17 شخصا وإصابة 15 آخرين في مدرسة ثانوية بفلوريدا، وهذا ما دفع رجلا حريصا على ان يسهم بمعافاة بلده من مثل تلك الاحداث، الى تحطيم بندقيته التي هي من النوع نفسه الذي استعمله المراهق في فيديو نشره على صفحته بموقع “فيسبوك” وحصد أكثر من 17 مليون مشاهدة.
وذكر بابا لاردو ان هذا الحدث وما سبقه من احداث مشابهة رسالة بأن الوقت قد حان لإحداث تغيير، وقال: متى نضع قوانين تحدد أن سلاح من هذا القبيل غير مقبول في المجتمع. هل الحق في امتلاك السلاح أكثر من حياة الإنسان”.
وبعد ذلك حطم قطعة السلاح بواسطة مقص كهربائي، مؤكدا أنه أقدم على فعل ذلك من أجل التغيير الذي ينشده. فمتى نجد منا من يقدم على تلك الخطوة التي لا تحتاج الى الشجاعة بقدر حاجتها الى الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن؟.
يحطم بندقيته بسبب جريمة مراهق.. متى نحطم بنادقنا؟
التعليقات مغلقة