عشرات الجرحى في مواجهات بين مناصري حزب الله وحركة أمل والقوى الأمنية

متابعة ـ الصباح الجديد:

أصيب عشرات الأشخاص امس الثلاثاء، على وفق ما أفاد الدفاع المدني، في مواجهات عنيفة اندلعت بين مناصري حزب الله وحركة أمل والقوى الأمنية في وسط بيروت على خلفية شريط فيديو عدّ مهيناً للطائفة الشيعية.
وعند نحو منتصف الليل، هاجم عشرات الشبان من مناصري الحزبين الشيعيين والمناوئين للمتظاهرين ضد الطبقة السياسية، ساحات الاعتصام الفارغة في وسط بيروت، على وفق ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. وسرعان ما اندلعت المواجهات إثر تصدي القوى الأمنية وعناصر من الجيش اللبناني لهم.
ورمى الشبان، الذين قدموا سيراً أو على دراجات نارية، قوى الأمن بالحجارة والمفرقعات النارية، وأشعلوا النيران في ثلاث سيارات على الأقل وفي جزء من مبنى قيد الإنشاء.
واستمرت عمليات الكر والفر بين الطرفين ساعات عدة في محيط وسط بيروت، قبل أن تعود وتهدأ الأمور عند نحو الساعة الرابعة فجراً.
وأفاد مصور فرانس برس عن وقوع إصابات في صفوف القوى الأمنية جراء رمي الحجارة، كما أصيب البعض بالاختناق نتيجة كثافة الدخان المتصاعد من القنابل المسيلة للدموع.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني في تغريدة أن عناصره بعد عودة الهدوء عالجوا «43 مواطناً» وجرى نقل 23 جريحاً إلى مستشفيات المنطقة، من دون تحديد ما إذا كانوا من الشبان الغاضبين أو العسكريين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها مناصرون من حزب الله وحركة أمل ساحات التظاهر، التي تكون خالية ليلاً من المتظاهرين ضد الطبقة السياسية وسط انتشار للقوى الأمنية.
وعادة ما يهاجم هؤلاء المتظاهرين على خلفية هتافات ضد زعمائهم، إلا أن هذه المرة جاءت رداً على شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يُعرف تاريخ تصويره، يظهر شاباً، قيل إنه خارج البلاد ويتحدر من مدينة طرابلس (شمال)، يتوجه بالإهانات لمقدسات الشيعة.
وفي مدينة صيدا جنوباً، هاجم شبان ملثمون منطقة الاعتصام الرئيسة التي كانت شبه خالية من المتظاهرين وحطموا عدداً من الخيم.
وحذّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من الانجرار إلى ما صفوه بـ»الفتنة»، عادين أن وقوعها يخدم الطبقة السياسية فقط.
ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. وبدا الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ومصراً على مطلب رحيل الطبقة السياسية.
وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في 29 تشرين الأول. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطـة الحاليـة.
وأرجأ الرئيس اللبناني ميشال عون امس الأول الإثنين للمـرة الثانية موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديـد للحكومة، ما يعكـس عمـق الأزمة السياسية في بلاد تعاني من انهيار اقتصادي ومالي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة