بغداد ـ الصباح الجديد:
عن دار الأمل الجديدة صدر كتاب «سيارة علي شريعتي» للناقد والكاتب نوزاد حسن. والكتاب عبارة عن مقالات نقدية تضمها وحدة موضوع ظاهرة كما اشارت مقدمة الكتاب التي بيّن فيها الناقد العلاقة بين العقل والتخيل، ومدى تأثير التخيل في حيـاة بعـض المثقفيـن والكتـاب.
بدأت فكرة الكتاب بقصة تبدو طريفة بعض الشيء تتعلق بالمفكر الاسلامي علي شريعتي مفادها ان شريعتي اشترى سيارة موسكوفج روسية الصنع وبعد مدة من الزمن سرت اقاويل ان علي شريعتي صار ماركسيا لأنه اشترى سيارة روسية. وما دامت روسيا شيوعية المذهب فهذا يعني ان شريعتي الذي اشترى سيارة روسية تحول الى الشيوعية. هذه الحادثة قادت الكاتب مؤلف الكتاب الى التساؤل عن قدرة العقل على تحويل اي شيء الى هوية للإنسان. وذكر الكاتب في اكثر من نص، إن العقل البشري أداة جامدة مليئة بأفكار مسبقة تدمر حياتنا. ومن هنا بدأ رحلة البحث في الأدب العراقي موضحا كم تدخل العقل في انتاج النصوص الادبية. كما حاول المؤلف، أن يكتشف منابع للخيال في الأدب العراقي لكنه لم يوفق أي الأدب العراقي، حسب رأيه، الى نماذج جيدة باستثناء القاص محمد خضير وجمعة اللامي.
في المقالات الاول حاول الكاتب ان يتخيل اشياءً متخذا من مواقف وحوادث قديمة نقطة انطلاقه. في مقال «روسو والبقدونس البري» أوضح الكاتب «محنة روسو» في عزلته. وهنا أوضح الكاتب وهو يتحدث عن معاناة فيلسوف فرنسا كيف كان الخيال قوة انسانية حررت روسو من وحدته.
كذلك فعل في مقال «صوت انجلز صوت فيروز» اذ تخيل المؤلف نفسه واقفا الى جوار انجلز محدقا في عيني انجلز، الذي كان يؤبن ماركس.
اما في مقال «هل تخيل المتنبي نفسه كفراشة»فقد كان هدف الكاتب طرح اسئلة يصوغها الخيال لا العقل.
في القسم الثاني بدأ الكاتب رحلته في ادب مجموعة من الكتاب العراقيين كاشفا تغلغل استنتاج العقل او احكامه او تصنيفه في بعض النصوص الادبية. وقد تناول الكاتب في نقده مجموعة من الروائيين والكتاب كان من بينهم فاضل ثامر وجمعة اللامي والناقد عبد الاله احمد وعلي بدر ومحمد خضير وغيرهم.
ومن الجدير بالذكر ان الكاتب أراد أن يعيد للخيال دوره في حياة الناس سواء كانوا مثقفين أم غير مثقفين. لذا يمكن النظر الى موقف الكاتب على انه محاولة لفهم النص الادبي بعد بيان طاقة العقل التي صاغته، وجعلته يكتب بهذا الاسلوب او بتلك الطريقة.
من الجائز القول أن الكتاب يسعى لقراءة الاعمال الادبية من وجهة نظر تقول ان العقل لا يمكن ان يكون سببا في خلق عمل ادبي جيد، ولكن الخيال هو ما يجعل اي نص جميلا ومؤثرا.