السعودية تؤجل تسليم إمدادات نفطية لمشترين في آسيا
بغداد ـ الصباح الجديد:
فندت شركة تسويق النفط «سومو» تقريرا لصحيفة «وول ستريت جورنال» أفاد بأن السعودية طلبت منها تزويدها بـ 20 مليون برميل من النفط الخام، عقب الهجوم الأخير على شركة «أرامكو».
واكد مدير العلاقات والإعلام في «سومو» حيدر الكعبي، في تصريح له نفيه القاطع للأنباء عن طلب المملكة السعودية من العراق تزويدها بالنفط الخام، مشددا على عدم وجود أي اتفاق رسمي أو طلب من الجانب السعودي بهذا الشأن.
وفي وقت سابق من أمس، أفادت «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصادر مطلعة، بأن «أرامكو» عقب الهجوم الذي استهدف، السبت الماضي، منشأتين تابعتين لها اضطرت إلى دعم صادراتها النفطية على حساب النفط المخصص لتلبية الاحتياجات الداخلية للمملكة.
وذكرت الصحيفة أن السعودية لجأت في هذه الظروف إلى السوق العالمية لاقتناء منتجات نفطية إضافية، وطلبت من «سومو» منحها 20 مليون برميل من النفط الخام لتعويض النقص الناجم عن ذلك.
في السياق، بدلت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط درجات الخام وأجلت تسليم الخام ومنتجات نفطية لعملاء لعدة أيام بعد أن تسبب هجوم على مركز للإمدادات بها في تقليص حاد لإنتاجها من النفط الخفيف وأدى إلى خفض الإنتاج في المصافي التابعة لها.
وقالت عدة مصادر مطلعة إن حالات التأخير في تحميل النفط الخام منتشرة على نطاق واسع حيث تلقى معظم المشترين طلبا من أرامكو لإرجاء شحنات من المقرر تسليمها في تشرين الأول بما يتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام، ما يمنح الشركة المنتجة للنفط المزيد من الوقت للحفاظ على استمرار الصادرات عبر تعديل الإمدادات من المخزونات والمصافي التابعة لها.
ووفقا لمصادر مطلعة على الأمر وبيانات من رفينيتيف وكبلر، جرى تبديل درجات الخام الذي جرى تحميله في السعودية على متن ثلاث ناقلات عملاقة على الأقل هذا الأسبوع لنقله إلى الصين والهند من نفط خفيف إلى ثقيل فيما طُلب من المزيد من المشترين في آسيا السماح بتأجيل شحنات وتبديل الدرجات في شهري أيلول وتشرين الأول.
وستحصل يونيبك، الذراع التجارية لسينوبك الصينية أكبر شركة تكرير في آسيا، على شحنة من الخام العربي الثقيل بدلا من الخام العربي الخفيف والعربي الخفيف جدا على متن الناقلتين العملاقتين كاريبيان جلوري وجين ليان يانج هذا الشهر. ورفضت سينوبك التعليق على الأمر.
كما ستحمل الناقلة كالاموس خاما عربيا ثقيلا بدلا من شحنة تتكون معظمها من العربي الخفيف جدا لصالح مؤسسة النفط الهندية.
ولا تعلق مؤسسة النفط الهندية على المسائل التجارية. ورفضت المصادر نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وقال محلل في قطاع النفط طلب أيضا عدم نشر اسمه إن أرامكو السعودية تسحب الخام العربي الثقيل من مخزوناتها لتبديل درجات الخام.
وأضاف ”السعودية دائما تصرف مخزونات النفط في تموز وآب لذلك مستوى المخزونات الحالي سيبلغ ما يتراوح بين 170 مليونا و175 مليون برميل تقريبا“.
وتابع قائلا ”نظريا يمكن أن يكفي هذا لمدة 25 يوما. لكن على أرض الواقع يمكن حتى أن تقل هذه المدة“.
وقالت مصادر إن شركتي تكرير من كوريا الجنوبية وافقتا أيضا على استبدال درجات خفيفة من النفط بشحنات من الخام العربي المتوسط والعربي الثقيل سيجري تحميلها في الشهرين الجاري والمقبل.
وذكرت المصادر أن درجات الخام السعودي الأثقل تنتج كمية أكبر من زيت الوقود العالي الكبريت مقارنة بالدرجات الأخف، لكن المصافي الآسيوية بمقدورها التكيف سريعا لأن معظمها مجهز بوحدات ثانوية يمكنها معالجة البقايا وتحويلها إلى منتجات نفطية ذات جودة أعلى.
وقال مصدر ”سيكون هناك عبء أكبر قليلا على الوحدات الثانوية“ لكن ”نحن نبلغ شركات التكرير فقط بأن الدرجات ستتغير وهم سيتمكنون من التعامل مع الأمر بطريقة أو بأخرى“.
وتوقفت صادرات الخام البحرينية أيضا بعدما أُغلق خط أنابيب لنقل الخام يمتد بين السعودية والبحرين.
وقال أحد المصادر إنه كان من المقرر أن تحمل الناقلة تانجو شحنة من خام بانوكو العربي المتوسط في وقت سابق من الأسبوع الجاري من رأس تنورة إلى اليابان لكنها لا تزال قيد الانتظار.
وقال المصدر ”لقد أبلغونا (بالتأخير) لكن كل يوم يجري تعديل (الموعد)“. وأضاف ”أخشى أن الموقف أخطر مما كنا نفترض لكن المعلومات لا تزال محدودة“.
وقفزت العلاوات الفورية لمجموعة واسعة من خامات النفط والمكثفات من الشرق الأوسط وروسيا هذا الأسبوع بفعل تعطل الإمدادات السعودية.
ويٌتوقع استمرار تغيير السعودية لدرجات النفط وتأخيرها لتحميل الشحنات في تشرين الأول بالرغم من تعهد السعودية باستعادة فاقد الإنتاج بحلول نهاية أيلول.
وقال مصدر آخر إنه بجانب الخام، أرجأت أرامكو السعودية أيضا تسليم شحنات الديزل الفورية لأحد العملاء لمدة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أيام.
وقال مصدر منفصل إن أرامكو اشترت كذلك شحنتين من الديزل لبيعهما لأوروبا وأفريقيا.