«هواوي» تعتزم اتخاذ إجراءات انتقامية رداً على قرارات واشنطن
الصباح الجديد ـ وكالات:
تعتزم بكين فرض عقوبات على شركات أميركية أبرمت صفقات أسلحة مع تايوان، وذلك بعدما وافقت واشنطن في وقت سابق على بيع تايوان معدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار.
وعدت وزارة الخارجية الصينية، في بيان نشرته أمس، أن بيع الأسلحة الأميركية لتايوان يضر بسيادة بلادها وأمنها الوطني، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز”.
وقبل ذلك حذرت بكين واشنطن من “اللعب بالنار”، معربة عن غضبها من الخطط الأميركية لتسليح تايوان، التي يحكمها نظام مناهض لبكين منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
وتعد الولايات المتحدة مورد الأسلحة الرئيس لتايوان، التي تعتبرها الصين “مقاطعة ضالة”، وخلال السنوات الماضية تجنبت واشنطن إبرام صفقات سلاح كبيرة مع تايوان، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبدى استعدادا لتوريد لها معدات عسكرية متطورة.
ووافقت وزارة الخارجية الأميركية مطلع الأسبوع الجاري على بيع تايوان أسلحة بقيمة 2.2 مليار دولار، تشمل دبابات وصواريخ، وهذه الصفقة تعد أكبر صفقة عسكرية أميركية مع هذه الجزيرة الآسيوية منذ تولي ترامب منصب الرئاسة.
وطالما دعمت الولايات المتحدة تايوان تاريخيا، إلا أن الدعم الأخير يهدد الهدنة المؤقتة، التي توصلت إليها واشنطن وبكين في قمة “العشرين”، في مسعى لإيجاد تسوية للحرب التجارية المندلعة بين أكبر اقتصادين في العالم.
الى ذلك، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن شركة “هواوي” الصينية تخطط لاتخاذ إجراءات جوابية، ردا على القرارات الأميركية بإدراجها في القائمة السوداء.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن شركة “هواوي” تخطط لتسريح عدد كبير من موظفيها في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تشمل عمليات التسريح وظائف في وحدة البحث والتطوير التابعة لشركة “هواوي” في الولايات المتحدة، التي توظف نحو 850 شخصا في معامل أبحاث في أرجاء أميركا، بما في ذلك بولايات تكساس وكاليفورنيا وواشنطن، إلا أن هواوي رفضت التعليق حول هذا الموضوع.
وتابعت الصحيفة أنه لا يمكن تحديد عدد العمال المراد تسريحهم، إلا أن مصدرا مطلعا رجح للصحيفة أن يكون عدد هؤلاء العمال بالمئات، في الوقت ذاته أبلغت الشركة العاملين الصينيين بخيار العودة إلى بلادهم، ومواصلة العمل في الشركة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشركة أبلغت عددا من الموظفين بتسريحهم، بينما قد يجري الإعلان قريبا عن إلغاء المزيد من الوظائف.
وكان رئيس مجلس إدارة شركة “هواوي” ليانغ هوا، قد قال إن إدراج وزارة التجارة الأميركية للشركة في القائمة السوداء قد يؤثر على عمليات الشركة في جميع أنحاء العالم، كما أنه قد تسبب بأضرار مباشرة للشركات الأميركية، لذلك تطلب هواوي من الولايات المتحدة أن تستبعدها تماما من القائمة التقييدية المقابلة، واصفا القرار الأميركي بأنه غير ملائم تماما، لأنه قد يؤثر على توفير الخدمة لعملاء هواوي في أكثر من 170 دولة.
وفرضت واشنطن قيودا على “هواوي”، ما أثر على علاقات الشركة الصينية بشركات التكنولوجيا الأميركية، مثل “غوغل” و”إنتل” و”مايكروسوفت”، إذ جرى حظر تثبيت نظام “أندرويد” على هواتف “هواوي” الجديدة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر في 15 أيار الماضي مرسوما يدخل نظام حالة الطوارئ لحماية البنية التحتية المعلوماتية للولايات المتحدة ضد التهديدات الخارجية. ونتيجة هذا المرسوم أدخلت وزارة التجارة الأميركية هذه الشركة الصينية ابتداء من 17 أيار الماضي ضمن القائمة السوداء بسبب ما وصفته بـ “خطرها على الأمن الوطني الأميركي”.
لكن ترامب وبعد اجتماعه بنظيره الصيني في قمة “العشرين” واتفاقهما على استئناف المفاوضات التجارية، تعهد برفع بعض القيود عن مبيعات التكنولوجيا الأميركية للشركة الصينيـة.