أين الرصد المباشر؟

-1-
من الأمثال المعروفة :
( مَنْ أَمِنَ العقوبة أساء الأدب )
والمواطن العراقي اليوم يلقى ألوانا من العناء حين مراجعته الدوائر الرسمية نتيجة الاسترخاء المفرط والاهمال الشديد الذي يستمرؤه الكثير ممن لا ذمة له ولا ضمير من العاملين في تلك الدوائر ..
لماذا يملأ الأجواء صُراخاً وانتقاداً ذلك المُهْمِلُ اذا ما تأخر ” ترفِيعُهُ” أو أبطأتْ علاوَتُه ؟!
لماذا يرضى الاهمال مِنْ نفسه ولا يرضاه من غيره ؟!
-2-
وفي التاريخ البعيد والقريب قصصٌ وحكايا عنْ تنّكر بعضكبار المسؤولين في الدولة واصطفافهم مع المواطنين المُراجِعِين لبعض الدوائر ليقفوا بأنفسهم على ما يجري فيها ، ويقبضون على المقصّرين بالجرم المشهود..!!
-3-
اننا ندعو كبار المسؤولين في الدولة ورؤساء الهيئات والدوائر الرسمية الى أنْ يعتمدوا الرصد والرقابة الشخصية بأية وسيلة يختارونها سواء كان ذلك عن طريق التنكر أو الزيارات المفاجئة ليروا بأعينهم ماذا يجري في أروقة الدوائر الرسمية، وسيرون العجب العجاب ..!!
-4-
تقول احدى الاحصائيات انّ معدل العمل الجاد من قبل الكثيرين في دوائر الدولة لا يتجاوز (17) دقيقة في اليوم الواحد
واذا صح ها الخبر أمكننا القول ان بلدان العالم كله لا تعرف مثل هذا اللون القاتم من التقصير والتضييع والاهمال وايقاع المواطنين في سلسلة طويلة من طول الانتظار والسأم الشديد مضافا الى إضاعة الوقت والسلبيات الكثيرة التي تكتنف التعامل السيء معهم .
-5-
يستنتجُ الكثير من المراجعين أنَّ تعمد التأخير يُقصد به حَمْلُهُم على دفع (الأتاوات) لهذا الموظف أو ذاك لانجازالمعاملة، وهذا هو أحد مظاهر الفساد المالي والاداري المستشري في البلاد اليوم .
-6-
ولا يستأثر القابض بالمبلغ المقبوض غصبا وانما يشاركه فيه رئيسُه والمطلعوّن على ذلك ، وهذا وفقا لما قاله الشاعر :
اذا كان ربُّ الدار بالدفِّ ناقراً
فشيمةُ أهلِ الدارِ كُلِّهُم الرقصُ
-7-
انّ الحل لا يكون بالخُطب النارية التي تَعِدُ بالقضاء على الفساد ، وانما تبدأ بالزيارات الميدانية ومحاسبة المقصرين ، وتمتد الى محاسبة رؤساء الدوائر ومراكز القرار فيها بلا استثناء بعيداً عن المجاملات والحسابات المبنية على معادلات ما أنزل الله بها من سلطان .
-8-
ان توقع وصول الرئيس التنفيذي الى موقع العمل يجعل العاملين يحسبون للتأخير والاعاقة والاهمال ألف حساب .
وهذا ما سيؤدي الى تحسين الأداء وتقليل العناء .
-9-
ومهزلة المهازل ان يبقى نطاق المساءلة والمراقبة والمعاقبة محصوراً بصغار العاملين في الدوائر الرسمية، بينما تشتد يوما بعد يوم المطالبة الشعبية العارمة باحالة الحيتان الكبرى الى القضاء ومحاسبتهم على ما نهبوه من الثروةالوطنية واسترجاع تلك المبالغ الفلكية منهم …
-10-
انّ تخصيص نسبة من تلك المبالغ الكبيرة المنهوبة الى مَنْيُخبر عنهم ويدل المعنيين عليهم، قد يُسهم في كشف بعض الأسرار ..!!
-11-
وكما ضجر المواطنون من الأداء السيء للكثير من الدوائر الرسمية ضجروا من السماح للمختلسين والمتلاعبين بالفرار من البلاد بمجرد احساسهم بالخطر …
-12-
كما أنهم سئموا من ان بعض أصحاب الخطب النارية في وجوب القضاء على الفساد والمفسدين هم بأنفسهم من يجب ان يحاسبوا .
ويحالوا الى القضاء …
-13-
والغريب انّ عمليات النهب والسلب للمال العام مستمرة ولا تبالي بكل ما يثار هنا وهناك من دعوات للضرب بيد من حديد على كل القراصنة واللصوص لابل تبتكر الوسائل الجديدة من اجل تلك الغاية المحمومة ..!!
-14-
واخيراً نزجي التحية والتجلة والاحترام لكل وطنيّ مخلص نزيه نهض بواجباته وأدّى بانتظام ما أنيط به من مهمات،وعمل بكل تفانٍ واخلاص لخدمة الشعب والوطن ولم يحنث بيمينه ..!!

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة