مع ملحق مقارن للمصطلحات الإعلامية
تشكل النصوص التي بين يدي القارئ مقدمة منهجية ومهنية لكل مهتم بتأسيس مشروع إعلامي حديث، فهي بوابة لكل زملائنا الصحفيين العراقيين بشكل خاص، لأنها ترسم حدود الالتزام والجدية في إرساء أسس صحيحة لمؤسسات جديدة.
الهدف النهائي من هذه النصوص هو التمهيد لبناء صحافة عراقية محترفة لا ترتكز على تمويل حكومي او الى الإدارة الرسمية للمشاريع ولا تتبع مقاييس ما يعرف في تاريخنا الصحفي العالمي بصحافة الدولة او الحزب.
وهذه النصوص تنسجم مع ما نتطلع إليه ويتطلع إليه المجتمع من سمات أساسية تنسجم مع التيار الدولي العالمي المألوف.
وتتفق النصوص مع معداتنا وأدواتنا المطلوبة للهيكل الجديد للصحافة العراقية التي نريدها، صحافة لا تدافع عن الأيدولوجيات أو برامج الأحزاب الحاكمة أو المعارضة بل هي صحافة تقدم للمواطن المعطيات الاقتصادية والسياسية والمالية والفكرية والثقافية من أن يكون لها دوافع ذاتية او مصالح سواء للكاتب او للمؤسس في نهاية المطاف نتطلع الى تنوير الجيل الجديد من أبنائنا وزملائنا وصولا الى النصوص بالعمل الإعلامي العراقي الى المستويات التي عالية وإننا واثقون أن بلادنا تزخر بالمهارات الصحفية والمهنيين الحريصين على تحقيق هذه الأهداف.
ومن هذا المنطلق تنشر “الصباح الجديد” سلسلة من هذه النصوص إسهاماً منها في الارتقاء بالجيل الجديد والوصول به الى المستويات التي يستحقها.
الحلقة 4
تحرير وإشراف: إسماعيل زاير
الدوافع
تعد الدوافع قوى تتسبب في استجابة الشخص . وأما أن تعمل هذه القوى داخل الشخص , مثل الحاجات , الأمنيات , الرغبات والحوافز , أو بنحو كبير على الشخص , مثل الأهداف التي يضعها لنفسه أو توضع له .
ما هو الدافع للأشخاص المعتبرين للصحيفة العالمية الأسبوعية “Economist”؟ أجاب السيد خان سمايلي باختصار “الامتياز” أنه محرر أوروبي وهذا هو الامتياز الذي يتمتع به . وحسب ما يعتقده السيد (روبرت جوت) بالنسبة لمحرر الاقتصاديات للمطبوع “financial time” بأن الدافع هو “أن المقالات تقرأ من قبل أناس مؤثرين لهذه الصحيفة جمهوراً واسعاً في الخارج , وباستطاعتي السفر كثيراً ” وأن الدافع للسيد (جوت) حسب ما ذكره عن نفسه , “أنهم يقومون بتغطية قضايا يرغبون فيها”.
ويذكر صحفيون في صحيفة يومية سلوفاكية بأن دافعهم إضافة إلى دوافع أخرى , “أن يكونوا في مصدر المعلومات ” وكذلك ” اللقاء بالناس الذين يصنعون القرار السياسي ” أو ” أن اجعل اسمي يظهر في مكان بارز في الصحيفة “. اما الدافع لدى الصحفيين الاميركان فأنه يأتي عن طريق وضع موادهم التحريرية في الصفحة الأولى , حسب ما يذكره محررو الجرائد .
وكما أن الصحافة الاحترافية يمكن ممارستها حسب قواعد وقيم مميزة وشبه عالمية ,نجد الصحفيين في معظم أنحاء العالم يميلون إلى أن يكونوا مستجيبين للدوافع نفسها . ولا يتوفر مسحاً عالمياً لدافعية الصحفيين . مع ذلك , نجد أن معظم الصحفيين المتميزين في أي بلد يبدو أنهم مدفوعون باحتياجات غير المادية والتي تقع في اسفل هرم (ماسلو) للحاجات وكما موضح أدناه .
وللبحث عن والاستفادة من الطرق المناسبة لتشجيع الصحفيين في جريدتك , قد تجد حلا في نظريات الدافعية المشروحة أدناه.
جعل الأشخاص يرغبون بما يتوجب عليهم فعله
تبدو بعض الاتجاهات المشتركة والشائعة موجودة في الطرق الناجحة لإدارة الموظفين في سياق المجتمع الديمقراطي :
1-يجد المديرون الأكفاء طرقاً لإقناع الموظفين الذين يريدون القيام بعمل ما يطلبه المديرون منهم . ببساطة إعطاء الأمر للعمال بالقيام بما يريده منهم المديرون ليس كافياً .
2-يريد الموظفون أن يكون لعملهم معنى . فالراتب الذي يتسلمونه ليس بالكافي كدافع ومحفز . فإذا كان الموظفون يشعرون بما يقومون به وبإمكانهم رؤية شيئاً اكثر من الجيد يقدم من قبلهم , من المحتمل كثيراً أن يقوموا بعمل اصعب .3-الأداء الجيد يستحق المكافأة.
4-الأداء الضعيف لا يستحق المكافأة ويجب عدم تشجيعه .
5-وأن يشعر الموظفون بأنهم يعاملون بعدالة وأمانة , من المحتمل أن يقوموا بالأعمال المطلوبة منهم . لذلك يكون هناك احتمالا كبيرًا أن تنجح المؤسسة .
وما هو مخفي في هذه الطريقة الإدارية هو أن الموظفين يجب أن يعاملوا بالطريقة نفسها في بعض لمجالات , وبطريقة مختلفة في مجالات أخرى . يجب أن يعامل كل الموظفين باحترام , ويتلقون المعلومات FEEDBACK)) (سلبية ام إيجابية عن عملهم) وأن يكون لهم الحق في مكان عمل خال من التمييز والمضايقة .
في المناطق الأخرى , يجب أن يعاملوا بطريقة مختلفة , فمثلا أولئك الذين يقومون بأعمال صعبة على العكس من أولئك المتأخرين والكسالى في عملهم ولا يؤدون العمل بموجب المقاييس المعتمدة في العمل . وهذا ما يطلق عليه ب ” الإدارة المبنية على أساس الأداء “. حيث تتطلب تركيز المدير ليس على أساس أنه يحبهم أو أنه راض عن أسلوب حياتهم ولكن بالعكس على أدائهم للعمل .
أن معاملة الأداء الضعيف مثل الأداء الجيد قد ينظر اليه على أنه غير عادل , وقد يفسد الأداء الجيد حيث سينظر صاحب الأداء الجيد لهذه الحالة كعائق للاستمرار في العمل بجدية . وحتى بين الموظفين في المراكز العليا للإدارة , فالمدير الذي سوف يميز كل موظف على أنه فرد ومن المحتمل أن يستجيب بنحو مختلف لتقنيات الإدارة المختلفة . ويجب تحفيز الموظفين الكسالى لكي يطوروا أنفسهم وأن يكونوا أصحاب قيمة اعلى .ملاحظات عملية لتحفيز الصحفيين
أن الملاحظات التالية هي عبارة عن توصيات موجهة إلى رؤساء التحرير ولكن يمكن تطبيقها في جانب النشر للصحيفة .
-حاول بناء فريق عمل في كل مستوى من الإدارة (مستوى الموظفين ,مديرو الأقسام , وهكذا) وأن يرى في الوقت نفسه المديرون أنفسهم كفريق . وأن يرى محررو الأعمال أنفسهم كفريق وهكذا . العمل بجد لخلق صداقة حميمة على كل مستوى إداري من خلال حضور اجتماعاتهم والإجابة عن أسئلتهم .
-وفي الوقت المناسب يجب أن يقدم كل مدير خطة اليك حول التحسينات والتطويرات التي سيجريها في القسم . وتعرف هذه ب (الأهداف والغايات). تأكد من أن هذه الخطط تتضمن التغييرات التي تريدها . فمعظم المنظمات تكافئ المديرين الذين يلبون أهدافهم عن طريق منحهم مكافآت مالية نقدية .
-ويجب أن يسهم الموظفون في كل مستوى بقدر ما يستطيعون في إعداد الأهداف والغايات ولك أنت السيطرة النهائية . ولكن يحتاجون أن يشعروا بالمسؤولية في التطورات التي تحصل في الصحيفة .
-أنها فكرة جيدة أن تخلق قوات المهمات داخل الأقسام لحل المشكلات الصعبة . حيث يبنى هذا جوا من التعاون .
-التأكيد على مقاييس الامتياز في كل منطقة وأنه أي شيء اقل من الامتياز غير مقبول .
-وعند معرفة أي القواعد والتي تطبق بعدالة فلا تعد الحاجة إلى تحديد الوقت الذي يتوجب على الصحفي أن يتواجد في مكتبه , عدا أوقات الاجتماعات والمواعيد الخاصة . والناس الذين يكون دافعهم هو تحقيق الذات فباستطاعتهم تنظيم عملهم بأنفسهم .
-ليس هناك من حظر يستطيع تحديد خطوة شاغرة في مكان العمل بكفاءة تضاهي الدافع المعقول والذي يتبعه تقييم لأداء العمل بنحو عادل .
-والعمل الأفضل والكفوء يجب أن يقدر اكثر ويكافأ بمبلغ نقدي كبير . أن استطعت خلق هذا النوع من الجو في مكان العمل , فأنه سيؤثر على جهود الموظفين في الاتجاه المطلوب .
التدريب والتأهيل
على العكس من التعليم النظري , يعد التدريب شيئاً نفعياً , ويحتاج المراسلون إلى إدارة العمل الروتيني منذ البداية وأن لا يصعقوا مديري تحريرهم بمواد تحريرية لا تلبي معايير الصحيفة , لذلك نجد توظيف الخريجين الجدد يتدربون أولا من قبل المحررين , ويتضمن تدريبهم على سبيل المثال كيفية استعمال نظام الكومبيوتر.
أن تعليم وتدريب موظف وعمال الصحيفة في المجتمعات الديمقراطية الناضجة يعد جزءًا مهماً في إدارة الملاك .
أن ملاحظة ونسخ دور النماذج ليس بالكافي , وحسب مستشارين في الإعلام “في الولايات المتحدة , يعد التنفيذيون في الصحيفة أساتذة في المهارات الأساسية والتقنيات من خلال ملاحظة الأجيال السابقة ,حيث يحضرون معاهد مالية وصناعية ويشاركون في الرابطات المهنية والتجارية والبرامج وورشات العمل “.
وفي فترة أنظمة الحكم ما بعد الشمولية هنالك القليل من نماذج الأدوار الواقعية وحسب السلوك الصحفي في الديمقراطية واقتصاد السوق .
لقد كان التعليم الصحفي السابق مبنياً على فهم الصحافة كأداة للأيديولوجية .
لهذا السبب يعد تعليم وارتباط وتدريب عمال الصحيفة في الديمقراطيات الناشئة مهماً للقفز والخروج من الدائرة الشريرة للماضي .مع هذا نجد أن احد المحررين في روسيا البيضاء ,وهو ليس الوحيد , قائلا:
“ليس لدي الوقت لأتكلم مع موظفي الصحافة حول التفاصيل واعلمهم”.