وزير الدفاع الأميركي يقوم بزيارته الأولى إلى حلف الأطلسي

على أمل تبديد الغموض الذي يلف مسألة الالتزام
واشنطن ـ أ ب ف:
زار وزير الدفاع الأميركي الجديد جيمس ماتيس امس الاربعاء مقر حلف شمال الاطلسي للمرة الاولى، على أمل تبديد الغموض الذي يلف منذ أسابيع مسألة الالتزام الأميركي داخل الحلف في عهد الرئيس دونالد ترامب
وقال دبلوماسي أوروبي عشية اجتماع وزراء دفاع دول الحلف امس الأربعاء والخميس في بروكسل “بعد أشهر من الغموض والترقب حيال الإدارة الأميركية الجديدة التي وجهت إشارات متعارضة إلى حد ما، من المهم أن يكون لدينا الآن بعض الوضوح”.
وصدرت عن ترامب منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات في تشرين الثاني ، مواقف كان لها وقع صدمة في أوروبا، حليفة الولايات المتحدة التاريخية، إذ عكست توجهات حمائية وقومية.
وقال ترامب في منتصف كانون الثاني ان الحلف الأطلسي “عفا عليه الزمن”، واتهمه بأنه “لم يتصد الإرهاب”.
وبمناسبة أول زيارة لوزير من إدارة ترامب للحلف، سيكون إسهام الحلفاء في مكافحة الإرهاب والجهاديين لا سيما في الشرق الأوسط، في صلب المحادثات، وقد خصصت لهذا الموضوع جلسة عمل امس الأربعاء.
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ امس الاول الثلاثاء إن زيارة ماتيس ستشكل “مناسبة للبحث بشكل مفصّل أكثر” في الطلبات الأميركية، مؤكدا ثقته في “الالتزام القوي” من جانب الولايات المتحدة حيال الحلف.
أما بالنسبة إلى المسألة الثانية التي تتصدر الأولويات حاليا، وهي مستوى الإنفاق العسكري للحلفاء الأوروبيين والذي يعتبره ترامب غير كاف، فاستبق ستولتنبرغ الزيارة معلنا عن “زيادة نفقات الدفاع للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 3,8%” خلال العام 2016، بفارق “أكبر بكثير” من التوقعات.
وبعدما طالب ترامب الحلف الأطلسي مرارا خلال الحملة الانتخابية بزيادة نفقاته الدفاعية ومساهمات الحلفاء الأوروبيين في ميزانية الحلف، شدد ستولتنبرغ على أن “نفقات الدفاع وتقاسم الأعباء هما على رأس أولوياتنا”.
وثمة حاليا خمس دول فقط من أصل 28، هي الولايات المتحدة واليونان وبريطانيا وإستونيا وبولندا، تخصص 2% على الأقل من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية، التزاما منها بالعتبة التي حددها الحلف عام 2014 ويطالب جميع أعضائه بالالتزام بها بحلول 2024.
وتدعو بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا اللتان سجلتا مستوى إنفاق عسكري بنسبتي 1,78% و1,19% على التوالي عام 2016، إلى مزيد من المرونة بالنسبة لهذا الهدف، مشددة على الأعباء التي تتحملها على صعيد نفقاتها العامة جراء العمليات الخارجية للحلف في مناطق مثل الساحل.
ولا يزال الجدل حول هذه المسألة في بداياته، إذ أن مسألة “تقاسم الأعباء” ستكون في طليعة الملفات المطروحة للبحث خلال قمة الحلف الأطلسي المقرر عقدها في نهاية أيار في بروكسل بمشاركة ترامب.
ومن المتوقع أن تحدد دول الحلف الـ28 اليوم الخميس في بروكسل مستوى مشاركتها في القوات المتعددة الجنسيات الأربع التي يجري نشرها حاليا عند أبواب روسيا، في وقت تعتمد موسكو موقفا ينظر إليه على أنه ينطوي على تهديد منذ اندلاع الازمة الأوكرانية عام 2014.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة