رفض عربي ودولي واسع لتوقيع ترامب
متابعة ـ الصباح الجديد :
دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، «بأشد العبارات»، الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان، مؤكدا انه «باطل شكلا وموضوعا».
وقال في بيان صدر في وقت متأخر مساء امس الأول الاثنين: «الإعلان الذي صدر اليوم عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إعلان باطلٌ شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي، روحاً ونصاً، تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم».
وكان خالف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كل الذين سبقوه على كرسي الإدارة الأميركية، حين اقدم امس الاول الاثنين، على الاعتراف بهضبة الجولان أرضا إسرائيلية في دفعة انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة قام بها الى البيت الأبيض، ووقع خلالها ترامب مرسوما يمنح إسرائيل رسميا اعترافا أمريكيا بأن الجولان أرض إسرائيلية وذلك في تحول كبير في سياسة أمريكية استمرت عشرات السنين.
واستولت إسرائيل على الجولان من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وكان نتنياهو قد وصل إلى واشنطن الأحد الماضي في زيارة كان يفترض أن تستمر أربعة أيام.
وزار بيني جانتس منافس نتنياهو الرئيسي في الانتخابات العاصمة الأمريكية أيضا، وقال أمام أكبر جماعة ضغط موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة إنه البديل الأفضل لقيادة إسرائيل.
وقال ترامب أثناء التوقيع على الإعلان «استغرق هذا الاعتراف وقتا طويلا». ثم سلم القلم الذي وقع به المرسوم إلى نتنياهو قائلا «اعط هذا لشعب إسرائيل».
ورحب نتنياهو بخطوة ترامب وقال إن إسرائيل لم يكن لها صديق أفضل منه. وعاد بالذاكرة إلى حربين في الشرق الأوسط باعتبارهما سببا في احتياج إسرائيل إلى التمسك بالجولان.
وقال «كما وقفت إسرائيل شامخة في 1967، ومثلما وقفت شامخة في 1973، تقف إسرائيل شامخة اليوم. نسيطر على الأرض المرتفعة ويجب ألا نتخلى عنها أبدا».
وردت سوريا سريعا على إعلان ترامب ووصفته بأنه «اعتداء صارخ» على سيادتها ووحدة أراضيها وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان «تحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم هو حق غير قابل للتصرف».
وفي الأمم المتحدة قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم المنظمة الدولية إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش «واضح (في القول) بأن وضع الجولان لم يتغير». وأضاف «سياسة الأمم المتحدة بشأن الجولان انعكست في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإن تلك السياسة لم تتغير».
وكان مجلس الأمن تبنى بالإجماع عام 1981 قرارا يعلن أن قرار إسرائيل «فرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة باطل ولاغ ولا أثر قانونيا له على الساحة الدولية». وطالب القرار أيضا إسرائيل بالتخلي عن قرارها.
ومن جانبها وصفت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي اعتراف الولايات المتحدة بأنه غير مقبول وقال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستتخذ إجراء ضد القرار الأمريكي بما في ذلك في الأمم المتحدة. ونددت جامعة الدول العربية بالإعلان الأمريكي.
وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي رفض التحاور مع الولايات المتحدة منذ أمر ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، عن رفضه القاطع لقرار الرئيس الأمريكي في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وجاء في البيان «أكدت الرئاسة مرة أخرى، أن السيادة لا تقررها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية مهما طال أمد الاحتلال».
وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر امس الثلاثاء بأن السعودية نددت بتحرك ترامب.
وجاء في البيان «أعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وأكدت المملكة العربية السعودية على موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة».
وتأتي ردود الفعل السلبية تكرارا لما حدث الأسبوع الماضي عندما أعلن ترامب عزمه اتخاذ تلك الخطوة في تغريدة على تويتر. وأثار الإعلان انتقادات مباشرة وغير مباشرة من دول أوروبية وشرق أوسطية ومنظمات بما في ذلك بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وتركيا ومصر والجامعة العربية وروسيا.
وشهدت الساعات الماضية رفضاً عربياً ودولياً متزايداً لـ»هدية» ترامب الجديدة.
فبعد رفض النظام السوري قرار ترامب، ندد رئيس الائتلاف الوطني المعارض عبد الرحمن مصطفى، بالقرار الأميركي، مبينا أنه مخالف للقوانين الدولية.
واشترط مصطفى في تغريدة على تويتر، «انسحاب الإسرائيليين من الأراضي التي احتلوها، إذا كانوا راغبين في العيش بسلام».
أما المجلس التركماني السوري فاستنكر هو الآخر هذا الاعتراف، وأوضح في بيان أن قرار ترامب «غير مشروع ومخالف للقوانين الدولية».
وأضاف البيان أن مرتفعات الجولان «تعتبر من المواطن التركمانية القديمة في سورية، وأن هذه البقعة الجغرافية قابعة تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 52 عاما».
وأكد أن «سياسة الأمر الواقع حيال وضع الجولان، لن تؤدي إلّا إلى تفاقم الصراعات الدائرة في المنطقة، مشيراً إلى المحاولات الرامية لاغتصاب مرتفعات الجولان بشكل مخالف للقوانين الدولية.
عبرت الكويت عن أسفها لاعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على الجولان، الأمر ذاته ينطبق على البحرين، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان إنها «تؤكد موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراضي عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو 1967، وهو ما تؤكد عليه قرارات مجلس الأمن الدولي». وأضافت أنها تشدد على ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية «وتطالب بضرورة تضافر كافة الجهود من أجل إنهاء احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية والانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وذلك لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة».
كما أعلن العراق، امس الثلاثاء، رفضه ضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل «تحت أي مبرر».
وقال وزير الخارجية محمد علي الحكيم، إن «مرتفعات الجولان أرض سورية أصيلة، ولا بد من إرجاعها إلى السيادة السورية كاملة، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي».
وأعلنت الخارجية الفنزويلية، رفضها قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، واعتبرت كراكاس، في بيان نشره وزير الخارجية خورخي أرياسا، على تويتر، مساء الإثنين، أن تلك الخطوة «تشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن».
وقال أرياسا في التغريدة إن «فنزويلا ترفض بشكل قاطع نية حكومة ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية». وأضاف أن تلك الخطوة تعد «انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة».
كما أعلنت اليابان، امس الثلاثاء، عدم اعترافها بقرار ترامب، حيث صرح المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، في مؤتمر صحافي بالعاصمة طوكيو، بأنه «لا تغيير في موقفنا ولا نعترف بضم مرتفعات الجولان لإسرائيل».
وشدد على أن «بلاده ستواصل مراقبة المسار المستقبلي لهذه القضية باهتمام».
كذلك أعلنت الخارجية الإندونيسية، أن «هذا الاعتراف لا يساعد في جهود إحلال السلام والاستقرار الإقليميين».
وأضافت أن «إندونيسيا مازالت تعترف بأن مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، جزء لا يتجزأ من سيادة الجمهورية السورية».
وبدورها، جددت روسيا حليفة النظام السوري، والتي كانت من أوائل الدول التي رفضت هذا القرار، أسفها اليوم من هذه الخطوة، حيث اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الاعتراف الأميركي بـ»سيادة» إسرائيل، بمثابة «خطوة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط».
وأوضحت المتحدثة الروسية أن «موقف روسيا لم يتغير من قضية مرتفعات الجولان المحتلة التي نعتبرها أرضا سورية».
وأضافت أنه «إذا كان السياسيون في واشنطن يرغبون بالالتزام بالقانون الدولي، فإنهم في هذه الحالة بالذات ينتهكونه بشكل مباشر».