غيمة في المرعى

سلام مكي

الليل المسجى بقربي

لا يتسع للحماقات التي سأقصها على إخوتي

إخوتي الذين لا يكفون عن البكاء والحلم

*

فُتحت لنا أبواب في الجدار

فدخلنا بكامل أسلحتنا

ونساؤنا بكامل زينتهن

وأطفالنا بكامل براءتهم

استقبلتنا الجموع

بأحضانها الحمر

واستقبلتنا المقابر

برمالها الفجّة

*

الموجة المحنطة في الساحل

لا تشعر بالغريق المتشبث بقشة

لا تشعر بالنجمة التي تعرت من ضوئها

لتستحم في بحيرة سماوية

لا خبز فيها، لتطعم العيون المتربصة

*

ربما.. لم تشعر الزوجة أن ثوبها الشفاف

سقط من على كتفها النحيل

ولم تشعر أن زوجها خرج من الباب الخلفي

ربما.. لم تصدق أن شفتيها ستصدآن

لو بقيت واقفة في الزاوية

تحصي أنفاسها الرطبة

*

لم يتبق شيء من وجهي سوى

تلك الصورة المعلقة في الجدار

لم يتبق من كتبي التي قايضتها

بسنين عجاف وأخرى سمان

سوى وريقة ألقمتها لنار شاحبة

*

في أقصى الحديقة..

ثمة عجوز يمسح رأسه بثوب أفعى نافقة

وثمة قبر، متخم بالعويل واللافتات

الحلم تابوت

وأنا لا أملك سوى أنفاسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة