حسين القاصد
ستهطل قبل الآن .. أو قبل بعده
عيونٌ لأن الدمع مفقود فقدهِ
تمر على الخدين اطفال حزنه
فيمضي بهم للناي من بئر خده
متاهات ضوءٍ بين عينٍ ورمشها
قطيعٌ لليلٍ سائبٍ فوق وردهِ
يضج لهيب العطر والدمع تائهٌ
فينساب موال احتراقات وجدهِ
لذلك .. صارت كسرة الماء واحةً
ولكنّ كل الماء أضغاث قصده
فتجعله المرآة وجهاً لوجهه !!
وتنفلت الألوان من عند عندهِ!!
هنا كلّم الموتى وكانت رصاصةٌ
يئنُ لها رأسٌ ينوء بلحدهِ
رصاصةُ حربٍ ليس يدري متى جرت
وشمعٌ .. بخورٌ .. ماء وردٍ لجنده
لماذا مياه الورد أفكار دمعة؟
وكيف يودُ الموت ماءً لوردهِ ؟
هنا شاطيءٌ يهذي الوصالَ وليس لي
ضفافٌ لكي أنتابَ معنىً لحدِّهِ
لماذا يكون العطر ندّاً وعندما
أحاوله يبني حضورا لندّه ؟!!
على الضوء ان يحكي .. اذا الليل موعدٌ
عقيمٌ .. سيحييه احتراقٌ فيبتدي
ولدتُ كثيراً ، مرةً ذات دمعةٍ
لأمي ، ومراتٍ على خوفِ موقدِ
وصحتُ وراء النخل .. يا نخلُ ها أنا
ويا … بحَّ صوتي .. والكلام مقيدي !!
أفكُ وثاق الحرف .. ينمو .. يقولني
بصوتي .. فحرفي وهْو مني .. مهددي
سأمكث في التفكير قمحاً فربما
يد امرأةٍ من حنطة الوعي تهتدي
يد امرأةٍ ينتابُ فانوس خمرها
عيوني فأصحو من صباحي المبددِ
أخاف عليّ الآن من طعنة الندى
أتهطل قبل الآن في الموعد الندي ؟
أتهطل ؟ هل ينمو الاله بشهقتي ؟
وماذا يريد الله والحزن معبدي ؟
قديماً عرفت الله .. مذ كان والدي
يناديه .. كان الجوع رباً لمجهَدِ
كبرت وصار الموت جيران ضحكتي
ومتُ وظل الموت طفلا على يدي !!
وفاضت يدي بالعوز حتى كأنني
وجدتُ به رباً لصيقاً لملحدِ
ولكنْ .. نما رب العراقات في دمي
لأبقى .. وها رب الفراتين سرمدي
فلا شيء غير النخل يغري قصائدي
سلامٌ عراق النخل في كل (مربد)