صلاح ومحرز وزياش.. أوروبا ترحب بـ»غزوة العرب»

ربع مليار يورو و 300 هدف للثلاثي المتوهج
العواصم ـ وكالات:

تشكل كرة القدم بما لها من شعبية جارفة حول العالم، حالة رمزية للتعايش وقبول الآخر، بل منحه فرصة لم يكن يحلم بها، ولكنه يستحقها بما يملكه من مواهب وقدرات خاصة، ولم تنجح قارة في العالم في تحقيق هذه المعادلة الإنسانية والحضارية أكثر مما فعلت أوروبا التي تفتح قلبها و ملاعبها للمواهب الكروية القادمة من مختلف دول وقارات العالم، ونجح نجوم العرب في الوقت الراهن وعلى رأسهم المصري صلاح، والجزائري محرز، والمغربي زياش في غزو القلوب، مما يؤهلهم ليكونوا نماذج واقعية للتعايش، وقبول الآخر لنا، والتسامح، وتحقيق النجاح في القارة التي يعتقد البعض أنها لا تقبل وجودنا على أراضيها، على إثر التوتر ، وصراع الثقافات و الذي بلغ حد العنـف فـي السنـوات الأخيـرة.
لم يملك العرب يوماً جيلاً بهذا التوهج في ملاعب القارة العجوز، صحيح أن الجزائري رابح ماجر فاز بدوري أبطال أوروبا، وصحيح أن البعض من النجوم العرب حققوا نجاحات لافتة في ملاعب القارة العجوز على على مدار الـ 30 عاماً الأخيرة، إلا أن الجيل العربي الحالي بزعامة المصري محمد صلاح نجم ليفربول، والجزائري رياض محرز جناح مان سيتي، والمغربي حكيم زياش موهبة أياكس أمستردام يحققون ما لم يحققه العرب طوال تاريخهم في أوروبا.
صلاح ومحرز وزياش أحرزوا 300 هدف في الملاعب الأوروبية سواء في دوريات إيطاليا أو إنكلترا وكذلك في هولندا، وفي دوري أبطال أوروبا، وغيرها من المسابقات المحلية والقارية، وهو رقم لم يكن الملايين من عشاق كرة القدم في المنطقة العربية يحلمون يوماً بتحقيقه، فقد سجل صلاح إبن الـ 26 طوال مشواره في القارة العجوز بداية من بازل السويسري، مروراً بتجاربه في إيطاليا وإنجلترا 130 هدفاً في 260 مباراة، وفاز بلقب هداف البريميرليج، وأفضل لاعب في المسابقة الإنجليزية، وبلغ مع ليفربول نهائي دوري الأبطال في نسخته الماضية، ويواصل النجم المصري رحلة التوهج الموسم الحالي بتسجيله 20 هدفاً لليفربول في مختلف المسابقات، منها 17 هدفاً في الدروي يتصدر بها قائمة الهدافين مشاركة مع سيرخيو أجويرو هداف مان سيتي.
أما رياض محرز الذي يبلغ 27 عاماً، فقد حقق الإنجاز العربي الأكبر في التاريخ الكروي، بفوزه مع ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي، ولقب أفضل لاعب في المسابقة، مما جعله هدفاً لمان سيتي، الذي انتقل لصفوفه مقابل 70 مليون يورو الصيف الماضي ليصبح اللاعب العربي الأغلى في التاريخ، وسجل محرز خلال مشواره في ملاعب القارة العجوز 92 هدفاً، وهو صانع أهداف في المقام الأول، أكثر منه لاعب هداف، وأصر بيب جوارديولا على التعاقد معه لما يتمتع بها من مهارات خاصة تجعله واحداً من بين الأمهر في ملاعب الإنجليز، والقارة العجوز بكاملها.
لم يكن هدف المغربي حكيم زياش كافياً لتحقيق إياكس نتيجة إيجابية أمام الريال في دوري الأبطال أمس، فقد حسمها الملكي لصالحه في النهاية، ولكنه كان كافياً لجذب أنظار العالم لموهبة المغرب وأياكس زياش، فقد أبدع وجذب الأنظار بقوة، وهو الذي يملك في رصيده 15 هدفاً مع الفريق الهولندي الموسم الحالي، ولديه 81 هدفاً في 230 مباراة طوال مشواره بالقارة العجوز، وكل ما يحتاج زياش لتحقيقه في المرحلة المقبلة أن ينتقل لفريق كبير في الدوري الإنكليزي أو الإسباني، وربما صوب دوري الطليان، لكي يتمكن من التعبير عن قدراته الخاصة وموهبته اللافتة بصورة أكبر.
في عالم كرة القدم هناك ما يسمى بالقيمة المالية والسوقية للاعبين في بورصة الإنتقالات، وهناك مرجعية عالمية تقوم بهذا الأمر، ووفقاً لهذه المرجعية «ترانسفير ماركت» فإن القيمة المالية للثلاثي العربي تبلغ 245 مليون يورو، أي ما يقرب من ربع مليار يورو، بواقع 150 مليون يورو لصلاح، وهو أحد أغلى نجوم العالم في الوقت الراهن، و 60 مليون هي قيمة محرز في بورصة الإنتقالات، و35 مليون للنجم المغربي زياش، وترمز هذه القيمة المالية إلى أن كل لاعب من الممكن أن يرحل صوب فريق آخر يريد خدماته مقابل مبلغ لا يقل عن هذا الرقم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة