يربط ما بين العاصمة وشمال البلاد
نينوى ـ خدر خلات:
طريق الموصل ـ بغداد الدولي، الذي يمتد لـ 413 كم ويمر بمحافظة صلاح ويلامس تخوم محافظة الانبار بات محل سخرية من الناشطين واصحاب سيارات نقل المسافرين، الذين باتوا يسمونه “طريق الطسات الدولي” او “طريق الطسات المميتة”. ويشيرون الى انهم بالكاد تخلصوا من السيطرات الوهمية التي كان ينصبها الارهابيون في اوقات سابقة، باتوا يشكون من الحفر والمطبات ومن عمليات الترقيع التي لا تليق بهكذا شارع دولي.
وكان قائد عمليات تحرير محافظة نينوى اللواء نجم الجبوري، قد اعلن في ايار مايو/ الماضي، عن تأمين الطريق الرابط بين محافظة نينوى والعاصمة بغداد، مبينا ان قيادة عمليات نينوى وضعت خطة امنية محكمة لتأمين الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة نينوى والعاصمة بغداد بضمنها انتشار قوات امنية مشتركة فضلا عن وضع احدث التكنولوجيا الامنية لضمان امن وسلامة المسافرين عليه” مؤكدا على ان “الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظة نينوى لم يشهد اي خرق امني اطلاقا منذ تحرير محافظة نينوى من قبضة داعش وحتى اليوم”.
يقول الناشط المدني الموصلي محمد حسين الحيالي لـ “الصباح الجديد” ان “طريق الموصل بغداد يعد الشريان الرئيس الذي يربط العاصمة بغداد بمحافظتي صلاح الدين ونينوى، ومن ثم يرتبط بمدن اقليم كردستان وخاصة اربيل ودهوك، وهو طرق دولي حيوي، وكان الشغل الشاغل للمواطنين والمسافرين لبغداد او العائدين منها هو الوصول بسلامة للموصل بسبب قيام فلول من تنظيم داعش الارهابي بنصب سيطرات وهمية قبل نحو عام مضى”.
واضاف “بفضل قواتنا الامنية الباسلة ومن شتى الصنوف، تم تأمين هذا الطريق، وتلك المخاوف باتت من الماضي، لكن ادامة هذا الطريق يحتاج لاهتمام حقيقي، لان هذا الطريق ذو ابعاد امنية واقتصادية للالاف من الذين يسافرون عبره يوميا”.
ونقل الحيالي عن سواق اصحاب سيارات نقل المسافرين او البضائع قولهم “ان المنطقة الواقعة بين الموصل والقيارة (60 كلم جنوبا) من هذا الطريق تعد اسوأ منطقة بسبب كثرة الحفر والطسات فيها، سواء تلك التي حفرها تنظيم داعش الارهابي لاعاقة تقدم القوات الامنية، او التي تضررت بسبب ضربات جوية لتجمعات داعش ولعجلاته ونقاط سيطرته اثناء سيطرته على الطريق”.
وتابع “عمليات اصلاح تلك الطسات في المنطقة المذكورة لم تكن بالمستوى بالمطلوب، حيث انها تكسرت بعد مضي اسابيع قليلة وعادت لحالها السابق، وعمليات الصيانة الترقيعية لا تنفع مع هكذا طريق دولي، بل ان بعض مفاصله بحاجة لتبليط كامل تحت رقابة نوعية، لانه طريق دولي وليس طريقا ريفيا بسيطا”.
ابو عمار، سائق شاحنة متوسطة لنقل اللحوم المجمدة، يقول لـ “الصباح الجديد” عندما نأتي من بغداد باتجاه الموصل فان ما يقلقنا هو الجزء الاخير من هذا الشارع، بدْء من حدود ناحية القيارة وصولا للموصل نفسها، حيث ان اي فقدان للتركيز في اثناء القيادة سيؤدي لكارثة، حيث الطسات والحفر، ونحن كسواق نسمي هذا الشارع “طريق الطسات الدولي” و “طريق الطسات المميتة”، والكثير من اصحاب السيارات تضررت مركباتهم بسبب تلك الحفر”.
وتابع “بضائعنا تتضرر، عجلاتنا تتضرر، وحتى اننا نخسر الكثير من الوقت في الذهاب والاياب، وهذه كلها خسائر للبلد، لا نعرف لماذا لا يتم تبليط هذا الشارع الحيوي ولماذا يتم ترقيعه فقط، انه يحتاج لصيانة كاملة وهذا يمثل أحد واجهات العراق لمن يزوره ويتنقل به بريا”.
وبحسب ابي عمار فان “عدد الطسات على طول هذا الشارع من بغداد للموصل كانت تتجاوز الـ 250 طسة كبيرة قبل عام تقريبا، اغلبها تعمد بها تنظيم داعش الارهابي، حيث جرف اجزاء من الشارع واقام خنادق وسواتر، وتم تصليح اغلبها بشكل ترقيعي، لكن المشكلة الان هي في جنوب الموصل، حيث ان الامطار الاخيرة كشفت الترقيعات الفاشلة، وعادت الحفر لتصبح عميقة ومميتة خاصة لمن لا يستخدم هذا الطريق ويعرف جغرافية طساته ومواقعها وكيفية تجاوزها بسلام”.
داعيا “الاجهزة المختصة في نينوى الى الاهتمام بهذا الشارع، وتبليطه بما يليق به، واعادة تشجيره ونصب العلامات المرورية التعريفية التي تؤمن سلامة المسافرين وقواد المركبات”.