محاولة اغتيال زعيم الحركة السلفية في الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
استهدفت قنبلة يدوية مركز الحركة السلفية وزعيمها بمحافظة السليمانية الملا عبد اللطيف سلفي، ما ادى الى اصابته واربعة اخرين من المصلين في جامع الجنة الذي يرتاده اتباع التيار السلفي بمحافظة السليمانية.
وذكر شهود عيان للصباح الجديد ان مهاجما رمى قنبلتين يدويتين داخل مسجد الجنة الذي يقع في منطقة ابراهيم احمد شرقي محافظة السليمانية، مستهدفا زعيم الحركة السلفية الملا عبد اللطيف، الذي كان يروم الخروج من الجامع بعد صلاة العشاء، واضاف الشهود ان السلفي اصيب بجروح طفيفة، فيما اصيب عدد من المصلين بجروح.
واضاف الشهود انهم شاهدوا الشخص الذي رمى القنابل داخل المسجد وحاولوا القاء القبض عليه الا انه اطلق اعيرة نارية عليهم من مسدس كان بحوزته تمكن بعدها من اللوذ بالفرار.
من جهته نفى الملا عبد اللطيف سلفي في تصريح للصباح الجديد ان يكون استهدافه ناجم عن خلاف شخصي او حزبي، متوقعا ان يكون الهجوم ارهابيا نفذه افراد من تنظيم داعش الذي قال انه تلقى تهديدات عدة من افراده.
واضاف السلفي انه يعارض نهج وفكر تنظيم داعش وهو يدعو الى نبذ افكاره الهدامة وهو يعدهم خارجين عن المبادئ السمحاء للاسلام وسنة نبيه .
وأضاف السلفي قائلاً «ليست لدي خلافات مع أي شخص، لكنني أتلقى تهديدات مستمرة من داعش، ويوم أمس تحدثت عن ممارسات التنظيم في إحدى المحاضرات، وقد يكون هذا الهجوم رداً على مواقفي الصريحة»، مشدداً على أن «مايقوم به التنظيم ليس جهاداً بل تشويهٌ للدين.
وأكد شهود عيان أن الهجوم الذي أسفر عن إصابة السلفي و5 آخرين، كان بهدف اغتيال الملا عبد اللطيف، وبشأن استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان، قال إن «الاستفتاء بحد ذاته إذا كان بغرض الاستقلال وليس كمحل للمزايدة السياسية وتبادل الاتهامات، فأنا أؤيد إجراءه تماماً، وأي أحد لا يرغب بالاستفتاء ويسعى لتحقيقه، ليس كردياً حقيقياً».
بدوره اصدر جهاز الامن (الاسايش) في محافظة السليمانية بيانا اشار فيه الى ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح في تفجير قنبلة يدوية داخل جامع الجنة.
اوضح جهاز الاسايش في توضيح اصدره حول ملابسات الحادث جاء فيه، انه في الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة 16-6-2017 القى احدهم رمانة يدوية داخل باحة جامع الجنة في منطقة ابراهيم احمد ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح، مشيرا الى ان التحقيقات مستمرة لمعرفة المتورطين بتنفيذ هذا الهجوم وتقديمهم للقانون ليلقوا جزائهم العادل.
بدورها ادانت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في الاقليم التفجير محملة من اسمتهم بالايادي التخريبية التي تريد استهداف السلم والامن والاستقرار في الاقليم في شهر رمضان المبارك المسؤولية ، مطالبة الاجهزة الامنية بالاسراع في القاء القبض على المتورطين، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.
يشار الى ان التيار والمد السلفي بات امرا ملحوظا في كردستان، حيث برزت في محافظات الاقليم العديد من التجمعات والمعاهد والشخصيات الدينية التي تروج للفكر السلفي وتستند الى فتاوى وحديث ابن تيمية وتستعمل جوامع الاقليم بتمويل من دول خليجية للترويج للافكار التي تتبناها، ان والذي بات يحظى بقاعدة شعبية واسعة انخرط فيه المئات من الشباب، وهو ما حذر منه العديد من الباحثين والمفكرين، مؤكدين ان هذه الظاهرة سيكون لها تداعيات خطيرة على الواقع الاجتماعي والديني في كردستان، وان هؤلاء الشباب يمكن التأثير عليهم من قبل الجماعات المتطرفة المتشددة بعيدا عن القيم ومبادئ الدين الحنيف لتنفيذ اعمال عنف واستهداف الامن والاستقرار في كردستان.
وكان زعيم التيار السلفي في اقليم كردستان الملا عبد اللطيف التي اثارت فتاواه حول كثير من المسائل الشرعية والدينية جدلا واسعا داخل الاوساط الدينية وقوى الاسلام السياسي قد القي القبض عليه، اثر تحريك دعوى قضائية ضده جراء زواجه للمرة الثالثة من طالبة لديه في معهد العلوم الاسلامية الذي كان يدرس فيه، حيث قام بعقد قرانهما خارج محاكم الإقليم، وصدور أمر باعتقاله من قبل القضاء الذي يمنع وفقاً لقوانين إقليم كردستان تعدد الزوجات.