جيل «المهارات الفردية» الياباني يهدد منتخبات آسيا 2019

الإمارات تسير على نهج «الكومبيوتر» قبل نهائيات القارة
طوكيو ـ وكالات:
أرسل منتخب اليابان، أول أمس، رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه في كأس آسيا 2019، التي ستجرى في مطلع العام المقبل في الإمارات، بعد تحقيقه فوزًا صعبًا على منتخب أوروجواي بنتيجة 4-3 في المباراة الودية التي أقيمت في مدينة سايتاما اليابانية.
انتزع المنتخب الياباني، فوزًا صعبًا من أوروجواي، بنتيجة 4-3، خلال المباراة الودية التي جمعتهما أول أمس، في إطار تحضيراتهما للمنافسات الدولية المقبلة.
سجل أهداف منتخب اليابان، تاكومي مينامينو (هدفين)، في الدقيقتين 10 و66، ويويا أوساكو في الدقيقة 36، وريستو دوان في الدقيقة 59.
في المقابل، سجل أهداف أوروجواي، جاستون بيريرو في الدقيقة 28، وإدينسون كافاني في الدقيقة 57، وكريستيان رودريجيز في الدقيقة 75.
ويلعب المنتخب الياباني، في 16 تشرين الثاني المقبل، أمام فنزويلا، في مباراة ودية أخرى، استعدادًا للمشاركة في بطولة أمم آسيا، التي ستقام في الإمارات العام المقبل.فيما يلعب منتخب أوروجواي مع نظيره البرازيلي، في 16 تشرين الثاني المقبل أيضًا في مباراة ودية.
ومنذ ختام مشاركة منتخب اليابان في كأس العالم 2018 بخروجه من دور الـ16 على يد منتخب بلجيكا، عمل المدرب الجديد الياباني هاجيمي مورياسو على تأسيس خط وسط مختلف عن الجيل السابق الذي شارك في المونديال الأخير كالنجمين المعتزلين دوليًا كيسوكي هوندا وماكوتو هاسيبي، ليختار لاعبين شباب يمتازون بالمهارات الفردية.
وفي ودية أوروجواي، اعتمد المدرب مورياسو على ثلاثي خط الوسط وهم، تاكومي مينامينو (23 عامًا) من فريق ريد بول سالزبورج النمساوي، ريتسو دوان (20 عامًا) من فريق جرونينجن الهولندي، وشويا ناكاجيما (24 عامًا) من فريق بورتيمونينسي البرتغالي.
واسهم الثلاثي في تسجيل منتخبهم الأهداف الأربعة بشباك الأوروجواي، حيث سجل مينامينو هدفين، في حين سجل دوان الهدف الثالث بعد نجاحه في اختراق منطقة جزاء الخصم، وتجاوز أكثر من لاعب مستعينًا بمهاراته الفردية، في حين اكتفى ناكاجيما بصناعة الهدف الأول لزميله مينامينو.
ويعود سبب نجاح ثلاثي الجدد في السيطرة على مجريات المباراة وإرهاق مدافعي أوروجواي إلى امتلاكهم المهارات الفردية، وهذه المهارات والتي كانت غائبة عن ثلاثي الوسط السابقين في كاس العالم 2018 في روسيا، حيث كان المدرب السابق لمنتخب اليابان أكيرا نيشينو يعتمد على أسلوب «التمريرات القصيرة» بين لاعبي الوسط، وهو الأسلوب الذي استمر منذ 2009 مع المدربين السابقين كالياباني تاكيشي أوكادا والإيطالي ألبيرتو زاكيروني والمكسيكي خافيير أجيري والبوسني وحيد خليلوزيتش، وأخيرًا الياباني نيشينو.
وجود ثلاثي «المهارات الفردية» في الوسط أراح كثيرًا المهاجم يويا أوساكو، الذي نجح في تسجيل الهدف الثاني بالدقيقة 36، بعد استفادته من تسديدة ناكاجيما القوية من خارج منطقة الجزاء التي فشل الحارس الأوروجواياني موسليرا في التعامل معها، حيث كان لاعبو رأس الحربة يعانون من الرقابة اللصيقة من المدافعين، قبل أن ينجح لاعبو الوسط في تحرير رأس الحربة عبر الضغط على خط الدفاع بواسطة مهاراتهم الفردية.
ظهور جيل المهارات الفردية في ليلة الانتصار على أوروجواي، والذي يختلف كليًا عن جيل هاسيبي وهوندا، يعد رسالة تهديد لحامل لقب النسخة الماضية من كأس آسيا 2015 منتخب أستراليا، حيث يسعى منتخب اليابان إلى العودة للقبه المفضل، والذي غاب عنه منذ فوزه بنسخة 2011، حيث سيبدأ شوطه الآسيوي بالمجموعة السادسة مع منتخبات تركمانستان وأوزباكستان وسلطنة عمان.
من جانب اخر قرر منتخبا الإمارات واليابان خوض مباريات ودية مع منتخبات ليست قوية، أغلبها من منطقة البحر الكاريبي، من أجل الاستعداد لمنافسات كأس أمم آسيا 2019 في الإمارات، بعكس بعض المنتخبات الآسيوية كالسعودية التي لعبت ضد البرازيل، والعراق التي لعبت ضد الأرجنتين، وكوريا الجنوبية ضد أوروجواي.
وكان منتخب الإمارات قد واجه في آخر ثلاث وديات ترينيداد وتوباجو، ولاوس، وهندوراس، حيث خسر من الأولى بهدفين من دون رد، وفاز على الثاني بثلاثة أهداف من دون رد، وتعادل مع الأخير بهدف لمثله.
في حين اكتفى منتخب اليابان حتى يوم الجمعة بخوض مباراتين بعد خروجه من دور الـ16 من كأس العالم 2018، بمواجهة منتخبي كوستاريكا وبنما، وفاز فيهما بنتيجة واحدة 3-0.
خوض منتخب الإمارات المباريات الودية مع المنتخبات الضعيفة أزعج النقاد والجماهير، بسبب أن منافسات كاس آسيا 2019 ستقام على أرض الإمارات، حيث سيكون أصحاب الأرض مطالبين بتحقيق ما هو أكبر مما تحقق في نسخة 1996، حين حل وصيفًا بعد الخسارة من السعودية بركلات الترجيح.
أما عن منتخب اليابان الذي يتزعم قارة آسيا بفوزه باللقب الآسيوي 4 مرات، فإن النقاد والجماهير اليابانية تتفهم الفلسفة اليابانية في مثل هذا التوقيت من كل 4 أعوام، حيث منذ 2010 يضطر مدربو منتخب اليابان الى خوض مباريات ودية مع منتخبات متوسطة المستوى لعدة أسباب.
أولها تخفيف الإرهاق عن لاعبي اليابان بعد خوضهم منافسات قوية في كأس العالم، وعدم إرهاقهم قبل قدوم موعد كأس آسيا، حيث يفصل بين كأس العالم وكأس آسيا خمسة أشهر فقط.
واضطر مدرب منتخب اليابان الأسبق الإيطالي ألبيرتو زاكيروني لمواجهة منتخبي باراجواي وجواتيمالا بعد ختام مشاركة اليابانيين في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وقبل أن يخوض منافسات كأس آسيا 2011 في قطر.
ثم كرر المدرب المكسيكي خافيير أجيري الفلسفة نفسها بمواجهة منتخبات ضعيفة بعد ختام مشاركة منتخب اليابان في كأس العالم 2014 في البرازيل، بمواجهة منتخبات فنزويلا وجامايكا وهندوراس، قبل خوض منافسات كأس آسيا 2015 في أستراليا.
والآن مع المدرب الياباني هاجيمي مورياسو والذي تنتظره منافسات مرهقة في كأس آسيا 2019 والذي سيشهد لأول مرة ظهور دور الـ16، بعد زيادة عدد المشاركين إلى 24 منتخبًا.
وعند التركيز على عمق فلسفة المدربين الثلاث، زاكيروني وأجيري ومورياسو، فإنهم يعلمون بحال وظروف اللاعب الياباني، وتحديداً اللاعبين الذين يلعبون مع أندية الدوري الياباني، حيث يضطر لاعبو الدوريات المحلية على خوض مباريات أنديتهم مباشرةً بعد نهاية مشاركتهم في كأس العالم بعكس زملائهم المحترفين.
نظام منافسات الدوري الياباني، والذي يختلف كلياً عن الدوريات الأوروبية في العطلة الصيفية، يجبر مدربي منتخب اليابان على عدم خوض أي مباراة ودية في شهر ديسمبر، والابتعاد عن مواجهة المنتخبات القوية، لكي تكون لياقة اللاعبين جاهزة لمواجهة منتخبات كأس آسيا بعد ختام منافسات الدوري الياباني.
والسبب الثاني للفلسفة اليابانية في مواجهة المنتخبات الضعيفة في فترة ما بين كأس العالم وكأس آسيا، هي رغبة المدربين في معرفة اللاعبين الجدد قبل خوض البطولة الآسيوية، حيث تكون فترة ما بعد كأس العالم هي فترة عمل المدرب الجديد لمنتخب اليابان بعد نهاية عقد عمل المدرب القديم والتي تكون في العادة بعد نهاية المشاركة في كأس العالم.
حالياً يرغب المدرب الجديد الياباني هاجيمي مورياسو، في خلق انسجام للاعبين الجدد مع المنتخب الياباني الذي دخل لمرحلة جديدة بعد اعتزال بعض اللاعبين العمالقة دولياً كلاعب الوسط ماكوتو هاسيبي، والجناح الأيمن الشهير كيسوكي هوندا. ظروف تشكيلة المدرب مورياسو قريبة للغاية لظروف المدربين الإيطالي زاكيروني والمكسيكي أجيري، حيث اضطر المدربان لسد فراغ المعتزلين الكبار بعد ختام مشاركتهم في كأس العالم، كالإيطالي زاكيروني الذي نجح في سد فراغ اعتزال المدافع يوجي ناكازاوا، ولاعب الوسط الشهير شونسوكي ناكامورا، ليفوز منتخب اليابان بكأس آسيا 2011 في قطر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة